سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الرئيس يتحدث عن إنهاء الحرب والسماوي يؤكد عدم اعتراف المتمردين بشرعية النظام (3) شهداء ب(الجوة، الحاربة) والحوثي يشير إلى تفاهم شفهي والشيرازي يهدد الحكومة اليمنية
لازال الغموض الكبير والتساؤلات الكثيرة خلف إعلان الرئيس/ علي عبدالله صالح المفاجئ حول انتهاء الحرب والمواجهات في جميع مديريات محافظة صعدة. . حديث الرئيس الذي جاء في خطابه يوم أمس الأول "الخميس" في افتتاح المخيمات الصيفية للشباب بأمانة العاصمة وأكد خلاله انتهاء الحرب في صعدة وأنها لن تعود إن شاء الله كان مغايراً للواقع الذي تشهده محافظة صعدة، فبعد أقل من ساعة واحدة فقط من خطاب الرئيس الصالح نقلت وكالة الأنباء الفرنسية خبراً أفادت فيه أنه وبعد إعلان الرئيس صالح عن انتهاء الحرب بأقل من ساعة أبلغت مصادر عسكرية ميدانية في صعدة وكالة "فرانس برس" أن المتمردين الحوثيين شنوا هجوماً ظهر يوم الخميس على بلدة محضة شرق مدينة صعدة، كما أن الأنباء الواردة من محافظة صعدة يوم أمس الجمعة - بحسب مصادر محلية - تؤكد أن المتمردين الحوثيين نفذوا عمليات مسلحة استهدفت عدداً من أفراد الجيش في موقع "الجوة" بمنطقة "الشبكة" التابع لوادي علاف، وموقع "الحاربة" ومنطقة "آل حميدان" وضحيان. وأوضحت المصادر ذاتها أن كلاً من "فيشي شعلان أبو سعيد ومصعب زيدان مجاهد أبو سعيد وعبدالرقيب مهيوب ملهي" استشهدوا يوم أمس في موقعي "الجوة والحاربة" إثر عملية قنص وضرب مدفعي استهدف الجنود المتواجدين في الموقعين، وقد جُرح أيضاً خمسة جنود آخرين في مناطق "الشبكة، ضحيان، آل حميدا،، الحاربة". . الأمر الذي يؤكد أن انتهاء الحرب أو "الهدنة" التي تحدث عنها شقيق القائد الميداني للتمرد "يحيى الحوثي" مُنفذة من قبل طرف واحد هو الجيش في حين لجأت عناصر التمرد إلى نصب الكمائن وعمليات القنص. . وإزاء هذا الإعلان الغامض من رئيس الجمهورية الذي لم يوضح فيه الكيفية التي انتهت بها الحرب ودون الإفصاح عن الإستراتيجية التي ستضمن عدم تجدد المواجهات للمرة السادسة، وبين استمرار عناصر التمرد في استهداف الجنود والمواطنين المساندين للدولة عبر القنص وغيرها من العمليات المسلحة اعتبر المحامي القانوني البارز/ عبد العزيز السماوي في تصرح تنشره الزميلة "الشموع" اليوم أن استمرار المتمردين في العمليات العسكرية يؤكد أن هذه العناصر غير معترفة بشرعية الرئيس صالح من خلال عدم التزامها بالإعلان الذي اعلنه الرئيس يوم الخميس. . "يحيى الحوثي" في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر" بقناة "الجزيرة" أكد استمرار بعض المناوشات في محافظة صعدة، وتحدث عن تفاهم شفهي بين الرئيس صالح وشقيقه عبد الملك على توقف الحرب، ما اعتبره مراقبون سياسيون مؤشراً على وجود صفقة سياسية غير واضحة الملامح على الأقل حالياً. ووفق هذا الإعلان المفاجئ والحديث عن صفقة غير واضحة ملامحها ربط مراقبون سياسيون التطور الأخير في العلاقات الأميركية/ الإيرانية والتوافق الجديد بين هاتين القوتين الدوليتين والإغلاق المفاجئ لملف التمرد بصعدة كون هذه القوى الدولية "أميركا – إيران" لها ارتباطاتها وعلاقاتها الأيدلوجيو/ سياسية بملف التمرد "الشيعي" في اليمن، منوهين إلى العرض الأخير الذي تقدمت به أميركا لليمن وحمل فيه صيغة الاشتراط حول استعداد أميركا لإغلاق ملف تمرد صعدة مقابل موافقة النظام اليمني على إغلاق مكتب حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في صنعاء، ما يؤكد الارتباط الوثيق لأميركا بالتمرد، أما إيران فقد اعتبر السياسيون أن تبعية حركة التمرد سياسياًِ وايدلوجياً أولاً والدعم الذي تحصل عليه هذه الحركة من إيران لا يحتاج إلى الخوض فيه وسبق للرئيس وللحكومة اليمنية المجاهرة بوجود هذا الدعم والارتباط. . وفي هذا السياق صدر يوم أمس الأول" أية الله السيد/ محمد علي الشيرازي بياناً حول أوضاع الشيعة في اليمن وصف فيه الرئيس/ علي عبدالله صالح ب "صدام الصغير"، وعبر فيه عن غضبه لما وصفه من جرائم الحكومة اليمنية ضد شيعة أهل بيت النبوة بحسب وصفه. . وهدد الشيرازي الحكومة اليمنية خلال ذلك البيان حيث قال: "إننا نقول بكل صراحة: إن حكومة اليمن إن لم ترتدع عن ارتكاب هذه الجرائم والأعمال التعسفية فإن شيعة العالم ومعهم أكثر المسلمين سوف لا يسكتون ولا يبقون مكتوفي الأيدي، بل سيقومون بما يفرضه عليهم واجبهم الديني دفاعاً عن المظلومين. . . إلخ، ما جاء في بيان الشيرازي الذي هدد فيه أيضاً الحكومة المصرية جراء ما وصفه بتضييق الخناق الحاصل على الشيعة من قبل الحكومة المصرية، مؤكداً أن ما سيفعله شيعة العالم في اليمن سيقومون به أيضاً في مصر. وتأتي هذه الأنباء ابتداء من إعلان الرئيس وإشارة الحوثي إلى تفاهم شفهي، واستمرار المناوشات والتوافق الأميركي – الإيراني، وتهديد الشيرازي لتجعل ملف تمرد صعدة يدخل منعطفاً جديداً تبدو ملامحه في الوقت الحاضر أكثر ضبابية وتحمل معها تأكيدات بدخول اليمن في منزلق ومأزق جديدين تنعكس مؤشراته على المواطن والوطن مباشرة، خاصة في ظل توقعات بتحريك ورقة المحافظات الجنوبية بشكل أكبر من ذي قبل.