تواصل إضراب المعلمين الفلسطينيين والموظفين الحكوميين لليوم الثاني على التوالي مما أصاب الوزارات والمدارس في جميع أنحاء المناطق الفلسطينية بالشلل. وقال رئيس نقابة العاملين في المؤسسات الحكومية الفلسطينية بسام زكارنة إن نسبة المضربين في كافة مؤسسات السلطة الفلسطينية قد ارتفعت مقارنة مع يوم أمس الأول. وأضاف زكارنة العضو بحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن 98% من الموظفين شاركوا في الإضراب اليوم، ومضى يقول إن حجم الإضراب أعطاه الأمل في التوصل إلى حل حول الرواتب التي لم تدفع بشكل تام منذ مارس/آذار الماضي، لكن حركة المقاومة الإسلامية حماس التي تشكل الحكومة الحالية أكدت أن العديد من المدارس يعمل بالشكل المعتاد دون أن تعطي أرقاما محددة. وقد أخذ الإضراب أمس منحى ينذر بخطر كبير في حال تكراره حيث أصيب طفل فلسطيني أمس الأول برصاص أطلقه مجهولون خلال توجهه للانتظام بدوامه المدرسي في مدينة نابلس. وأشار ت فضائية الجزيرةإلى أن الطفل يبلغ 12 عاما، وقد نقل إلى مستشفى رفيديا واصفا حالته بالحرجة بعد أن اخترقت الرصاصة معدته، وقال إن الحادثة قيدت ضد مجهول. وأما على الصعيد السياسي فقد ظهرت تداعيات الإضراب بوضوح أيضا، إذ حذرت (حماس) من أن يقوض مثل هذا التحرك المفاوضات الجارية بينها وبين حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية. واتهمت حماس على لسان الناطق باسمها سامي أبو زهري "جهات معينة" لم يحددها بالوقوف وراء هذا التحرك، وأنها تهدف من ورائه لشل الحكومة وإضعافها للضغط عليها في محادثات تشكيل حكومة الوحدة، واصفا الإضراب بأنه محاولة لا أخلاقية لاستغلال معاناة الشعب الفلسطيني. وفي تطور مفاجئ قال مراسل الجزيرة إن وزير الاتصالات في الحكومة الفلسطينية جمال الخضري قدم استقالته من الحكومة دون إبداء الأسباب. وفي شأن آخر ذكرت فضائية الجزيرةإن مصادربرئاسة الوزراء الإسرائيلية أكدت ما أوردته صحيفة يديعوت أحرنوت حول وجود مفاوضات سرية بوساطة مصرية بين الإسرائيليين والفلسطينيين لمبادلة الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط بأسرى فلسطينيين. لكن المصادر ذاتها نفت أن تكون هناك أي مقترحات محددة بهذا الشأن، وكانت الصحيفة الإسرائيلية قد نسبت لمسؤولين إسرائيليين قولهم، إن المقترحات تشمل مبادلة (ثمانمائة) أسير فلسطيني، على أن يتم في المرحلة الأولى الإفراج عن ثلاثمائة أسير فلسطيني بعد الإفراج عن جلعاد مباشرة. وقالت مصادر فلسطينية إن الفلسطينيين اشترطوا أن تشمل المرحلة الأولى من العملية إطلاق سراح الأسيرات الفلسطينيات واللواتي يقدر عددهن بحوالي 127 أسيرة، ثم الأسرى المرضي وصولا للقيادات التي تواجه أحكاما كبيرة بالسجن، وعلى رأس هؤلاء أمين سر حركة فتح مروان البرغوثي، وهو الأمر الذي ترفضه إسرائيل بشدة. وكان رئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية قد أعرب خلال تفقده مدرسة في مدينة غزة أمس عن أمله بنجاح الجهود المصرية، وحث الدول العربية على كسر الحصار الاقتصادي الدولي الذي يفرض على الشعب الفلسطيني لتحقيق مصالح إسرائيلية على حساب حقوق الفلسطينيين. وفي موضوع متصل بدد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه الآمال بإمكانية الإعلان عن حكومة الوحدة خلال عشرة أيام، نافيا المعلومات التي نقلها المتحدث باسم رئاسة السلطة نبيل أبو ردينة عن تشكيل حكومة وحدة وطنية "خلال عشرة أيام". وحمل عبد ربه حماس مسؤولية تعثر تشكيل الحكومة، قائلا إنها لا تزال تتمسك بموقفها الرافض لبرنامج الرئيس محمود عباس. وحذر بيان صادر عن اللجنة التنفيذية لحركة فتح من أن استمرار هذا الوضع سيؤدي إلى مزيد من التدهور والعزلة الدولية. وفي تطور ذي صلة دعا مستشار الأمن القومي الفلسطيني وعضو المجلس الثوري لحركة فتح جبريل الرجوب حركة "فتح" لإجراء حوار مع قيادات حماس في دمشق من أجل إنجاز التفاهم حول حكومة الوحدة. وأكد الرجوب أن التفاهم الثنائي بين الحركتين هو الانطلاقة باتجاه الوحدة الوطنية.. من جهته أكد د. جمال الخضري وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الفلسطيني استقالته من منصبه كوزير في الحكومة الفلسطينية. ورفض الخضري في تصريحات له أمس ابداء اسباب الاستقالة التي تعتبر اول استقالة في عهد الحكومة الحالية. وكان الخضري قد اعلن قبل حوالي شهر عن تقديم حقيبته الوزارية لرئيس الوزراء لدعمه في تشكيل حكومة وحدة وطنية. والمهندس جمال الخضري هو عضو للمجلس التشريعي عن دائرة مدينة غزة وتولى في وقت سابق عدة مهام فخرية وعملية في قطاع التعليم العالي. من جهته أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية غازي حمدأ مس الاحد ان استقالة الوزير الخضري لم يكون لها ارتباط بالاسباب الحالية او الاضرابات. وقال حمد في تصريحات له / ان وزير الاتصالات تقدم بأن يضع حقيبته الوزارية تحت تصرف رئيس الوزراء اسماعيل هنية قبل نحو شهر في حين اعلان عن تشكيل حكومة وحده وطنية مؤكدا ان استقالة وزير الاتصالات جائت في اطار مشارات واتصالات مع رئس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية.