لقد غادرت الشابة الأميركية اليمنية الأصل نيويورك قبل شهر من حدوث الانفجار الذي أودى بحياتها، غادرت بجهاز عرسها وفستان عرسها لتقابل الرجل الذي ستتزوجه والذي لم تقابله من قبل لتستقر أخيراً بعد الزواج بوطن الأجداد الذي لم تزره مطلقاً من قبل. وخلال هذه الرحلة فقد كانت الفتاة سوزان البالغة من العمر "18" عاماً سعيدة ومملوءة بالسرور والمتعة في احتمال كونها ستبدأ حياة جديدة هذا ما قاله شقيقها محمد البنا. وقال: إن لديه آخر صورة لأخته وهي تضحك عندما تشارك أقاربها في اليمن في فيلم يظهر زفافها في الولاياتالمتحدة. قال أيضاً: أنه ومنذ أن غادرنا الولاياتالمتحدة فإنه لم يفارق بالي هاجس من أنه سيحدث ما حدث بالضبط، ولقد كانت صدمة فظيعة، فأمي لم تصدق ما حصل حتى رأت الجثة. إن سوزان البنا كانت الأميركية الوحيدة التي كانت من بين الضحايا ال "19" جراء التفجير الذي وقع على السفارة الأميركية الأربعاء الماضي. كانت سوزان ضمن الذين كانوا خارج المجمع حيث وقع الانفجار فكانت ضمن ضحاياه. أما بالنسبة لشقيقة جبلي التي كانت مع الزوجين فقد نجت كونها كانت أقرب إلى جدار السفارة. سوزان البناء تعتبر ابنة عم جبر البنا المتهم بالإرهاب والمطلوب من قبل الولاياتالمتحدة ضمن مجموعة إرهابية تتكون من ستة أعضاء كلهم من اليمن تم تدريبهم في أفغانستان. هذا وقد قالت الأسرة: أن سوزان لم تلق ابن عمها المتهم مطلقاً وكذلك قال مسؤول كبير في واشنطن أنه لا هي ولا زوجها كانا من المشاركين في الهجوم على الرغم من أن التحقيقات لا تزال جارية. وبالرغم أن أقارب سوزان في لاكوانا قالوا: إن سوزان وزوجها كانوا في السفارة الأميركية لملئ بيانات أوراق زوجها اللازمة له للانتقال إلى الولاياتالمتحدة فإن محمد البناء قال: إنه لم يكن لدى الزوجين أي خطة للإنتقال إلى الولاياتالمتحدة، وأن أخته ما كانت تنوي إلا أن تعود لإنهاء الثانوية ثم تعود لتعيش في اليمن. قال محمد البناء أيضاً: إن الجبلي تقدم لمرافقة شقيقته التي لا تتكلم اللغة الإنجليزية إلى السفارة ليساعدها في حال حاجتها إلى التواصل مع المسؤولين في حين طلب التأشيرة لواحد من أبنائها ثم أنها تركت العريسين إلى أحد المسؤولين لتستفسر منه عن إجراءات الفيزة. وتقول السفارة: إن البعثة لم تكن قد فتحت معاملات الفيزة في ذلك اليوم ولكنه لم يكن غير أن تستفسر كون الباحثين عن الغير يظهرون بصورة متزايدة في مثل هذه الأيام. وفي ذات السياق فإنه ظهرت مشكلة مؤلمة اضيفت إلى حزن أقارب العريسين وهي أن السلطات اليمنية لم تسمح بدفن الجثتين وقالوا: أنهم سيسمحون بالدفن حين انتهاء التحقيقات. وقال محمد البناء: إن كل ما نريد هو إن يكون دفن العريسين محترماً، وأننا نريد أن يدفنوا مع بعض ثم فقد تماسكه باكياً. . ورداً على سؤال حول ما إذا كان حقيقة أن أخته ابنة عم جابر البنا المتهم بالإرهاب فقد لعبت دوراً في التفجير فإنه قال: إنه لا يرى أي مبرر لهذا إذ أن أخته لم تلتقي قط بابن عمها. قال محمد البناء الطالب الجامعي البالغ "20" عاماً: أنه رأى هذا الرجل جابر البنا آخر مرة وكان لا يزال طفلاً، ولم يعد جابر البنا إلى لاكوانا بعد أن زعم أنه تدرب في أفغانستان واتهم مؤخراً بأنه يخطط لهجوماً على منشآت نفطية في اليمن. ورداً على سؤال حول ما إذا كان المحققون اليمنيون قد عثر على أي شيء من دليل ونحوه يربط الزوجين بالهجوم فإن وزير الخارجية القربي قال: إن المحققين اليمنيين حققوا ونظروا في كل التفاصيل ودقائق الأمور إلا أنهم لم يجدوا ما يشير إلى تورط الزوجين في الهجوم. قال محمد البناء أيضاً: إن السفارة الأميركية اتصلت به بعد يوم من الحادث لتعلمه بوفاة أخته وطلبت منه مقابلته. لقد سألوني عما إذا يمكن أن يقوموا به أو أن يقدموه لنا وسألوني أيضاً حول ما إذا كنا نريد نقل الجثة إلى الولاياتالمتحدة وقد أظهروا لي الكثير من الاحترام ووعدوا أن يتصلوا بالسلطات اليمنية ليسألوهم عن سبب احتجازهم للجثث. قال محمد البناء: إن سوزان وافقت على زواجها من الجبلي قبل أن تراه وهي ظاهرة شائعة بين المسلمين. وإن الجبلي في "19" أغسطس كان منتظراً في مطار صنعاء لوصول زوجته التي وصلت برفقة أمها وأخيها وعمتها واثنين من أعمامها. وأن سوزان كانت وللمرة الأولى ترتدي عباءتها السوداء والغطاء الذي يوضع على الرأس أي الحجاب وذلك تبعاً للزي السائد في اليمن للنساء. وأنها وضعت عيونها على زوج المستقبل ولقد كان في الأصل زوجها طالب صيدلة يعمل في نفس الوقت كسائق تاكسي. وبالرغم أن سوزان وزوجها حجزوا في فندق إلا أنهم باتوا في بيت جدها مع أقاربها حيث شاهدا فيلماً يعرض فيه عرسها. وقد قالت: إنها حقيقة سعيدة ومستمتعة بالحياة.