سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عقب حضور البناء إلى ساحة القضاء ومغادرتها دون أية مضايقات وانزعاج الإدارة الأميركية .. سياسيون: هذه أنسب رسالة وأفضل رد يمني على التدخلات الأميركية السافرة
اعتبر مراقبون سياسيون وخبراء حضور جبر البناء يوم أمس الأول إلى قاعة المحكمة الجزائية المتخصصة وإدلائه بأقواله أمام قاضي المحكمة وجميع الحاضرين بالقاعدة أثناء الجلسة التي خصصت لمحاكمة "36" شخصاً يعد جابر البناء وآخرون من بين الذين يتم محاكمتهم غيابياً في قضية محاولة تفجير مصفاة الغاز الطبيعي بمنطقة صافر بمأرب وخزانات النفط بميناء الضبة بمدينة الشحر محافظة حضرموت- اعتبر المراقبون ذلك الحضور يمثل رسالة قوية جداً توجهها الحكومة للإدارة الأميركية ووسائل إعلامها التي كشفت في الآونة الأخيرة حملتها ضد أمن واستقرار ووحدة اليمن عوضاً عن استخدام الإدارة الأمريكية بين الفينة والأخرى لعدد من أوراق الضغط ومنها الإرهاب والتلويح بها في وجه الحكومة اليمنية لتمرير مخططاتها وفرض سياساتها على اليمن والتدخل في الشؤون الداخلية لليمن. وأوضح المراقبون بأن حضور البناء إلى قاعة المحكمة المتخصصة الشعبة الثانية وقوله أمام القاضي محمد الحكيمي رئيس الشعبة وممثل الإدعاء سعيد العاقل وهيئة الدفاع وكافة الحاضرين: أنه لم يفعل أي شيء لا في اليمن ولا في أميركا وأنه يحاكم ظلماً وانصرافه بعد ذلك من المحكمة دون أي حراسة أمنية أو القبض عليه -بحسب ما ظهر - أوضحوا بأن الموقف بحد ذاته يعد أفضل وأنسب رد توجهه الحكومة اليمنية على سياسة الإدارة الأميركية تجاه اليمن خاصة بعد أن رفضت أميركا تسليم اليمن "70" معتقلاً يمنياً تحتجزهم المخابرات الأميركية في سجونها.. منوهين إلى أن تشديد الدوائر الأميركية في إجراءات السجن على الشيخ ممد المؤيد ومحمد زايد ومواصلة الضغط على الحكومة اليمنية بتسليم جمال اليدومي لأميركا وغيرها من السياسات الأميركية التي عرت في المقابل أساليب الغزل المستخدمة من قبل دوائر منظمات أميركية التي تلجأ إليها أميركا من خلال الإشادة بالمسيرة الديمقراطية في اليمن واعتبرها أنموذجاً رائعاً في دول المنطقة والقول بأنها تحقق تقدماً كبيراًُ في هذا المجال غير أن هذا الغزل سرعان ما يعريه وجه القبح الأميركي الحقيقي ونوايا الولاياتالمتحدة الأميركية تجاه هذا البلد وسائر دول المنطقة التي تستخدم معها الإدارة الأميركية سياسة العصا والجزرة.. إلى ذلك وفي أول رد فعل أعلنت السفارة الأميركية بصنعاء "انزعاجها" من إخلاء سبيل جبر البناء بعد حضوره أمس أولى جلسات المحكمة الجزائية الاستئنافية التي تنظر في قضية 36 شخصاً متهمين بمحاولة تفجير منشآت نفطية في محافظتي مأربوحضرموت العام 2006م. بعد أن كان البناء (41 عاماً) قد فاجأ هيئة المحكمة وممثل الإدعاء العام، بكشف هويته أمام المحكمة، كونه يواجه حكماً غيابياً بالسجن عشر سنوات بتهمة التخطيط لتفجير المنشآت النفطية، إضافة إلى أنه أحد الفارين من سجن الأمن السياسي بصنعاء في فبراير 2006م. ونقل موقع "الصحوة نت" عن المتحدث الرسمي بالسفارة الأميركية "راين جليها" قوله: "لقد انزعجت السفارة بعملها الإفراج عن جبر البناء"، مشيراً إلى أن بلاده تؤمن بضرورة تعامل الدول الملتزمة بالقضاء على الإرهاب" بحزم لضمان سجن أولئك المدانين بارتكاب أعمال إرهابية". وأضاف المتحدث الأميركي: "أدين البناء من قبل محكمة يمنية وحكم عليه بالسجن لمدة عشرة أعوام في شهر نوفمبر 2007م لتورطه في الهجمات التي استهدفت منشأتين نفطيتين في اليمن"، موضحاً أن البناء يعتبر "على رأس المطلوبين على ذمة الإرهاب من قبل حكومة الولاياتالمتحدة ولقد أدين في الولاياتالمتحدة بتوفير الدعم المادي لمنظمة إرهابية والتآمر لتقديم دعم مادي وتحديداً للقاعدة". وقال جليها: أن برنامج المكافآت من أجل العدالة التابع لوزارة الخارجية الأميركية "يعرض مكافأة تصل إلى خمسة ملايين دولار أميركي للحصول على معلومات من شأنها أن تقود إلى إلقاء القبض على جبر البناء". وكان مكتب التحقيقات الفيدرالية الأميركية، وصف جبر البناء بعد هروبه من سجن الأمن السياسي بصنعاء، أنه "يمثل تهديداً على الولاياتالمتحدة ومصالحها، ويعمل مكتب التحقيقات الفيدرالية مع شركائه المحليين والدوليين لتحديد مكانه واعتقاله. تجدر الإشارة إلى أنه وفي مايو العام الماضي أعلنت وزارة الداخلية اليمنية أن البناء البالغ من العمر (40) عاماً وهو يمني الأصل أميركي الجنسية أعاد تسليم نفسه للسلطات. كما أنه أحد الزعماء الرئيسيين للقاعدة المطلوبين أيضاً للولايات المتحدة الأميركية التي كانت رصدت في أعقاب أحداث 11 سبتمبر 2001 مكافأة لمن يقبض عليه تبلغ خمسة ملايين دولار. تزعم واشنطن أن البناء تزعم خلية "لاكوانا-6" التي ارتبطت باليمني رمزي بن الشيبة المتهم بأنه العقل المدبر لهجمات تنظيم القاعدة على أميركا المعروفة بأحداث 11 سبتمبر 2001م. وكان البناء واحداً من بين 23 سجيناً تمكنوا من الهرب من السجن ضمن مجموعة من الهاربين بينهم من تعتبرهم الحكومة قادة عملية تفجير المدمرة الأميركية كول عام 2000م والهجوم على ناقلة النفط الفرنسية العملاقة ليمبورج عام 2002م. واعتقل بعض الهاربين من السجن خلال فترة ملاحقتهم وسلم آخرون أنفسهم بينما قتل ستة من المجموعة بينهم فواز الربيعي..