يبدو أن "ملآلي طهران" قد حسموا مواقفهم منا وأعلنوا علينا حرباً شاملة طالت مختلف النواحي السياسية والثقافية والأمنية والعسكرية والاجتماعية، ومن دورها في حرب الفتنة والتمرد إلى دورها في توظيف الجواسيس والعملاء والمهربين. أمام القضاء ثمة متهمين بالجاسوسية والتخابر و"طهران" متورطة في تجنيدهم، وأمام القضاء ثمة متهمين بالتهريب للمخدرات وينتمون للجنسية الإيرانيةوالباكستانية، وتقف"إيران" وأجهزتها خلفهم، وثمة من هو متورط بتهريب إلى جانب المخدرات والتي تضبط بالأطنان "السلاح" وفي أكثر من واقعة ضبطت الأجهزة الأمنية قوارب قادمة من "إيران أو باكستان" على متنها شحنات أسلحة، وكل هذه الحوادث الأمنية التي تعانيها بلادنا مصدرها في الغالب طهران التي قررت كما يبدو أن تجعل من الساحة اليمنية مسرحاً لتصفية حسابات إقليمية وهي تعاقب اليمن على مواقفها القومية وعلى أكثر من فاتورة استحقاق تحملها "طهران" لتجعل منها عنواناً للحضور ومن خلالها تبعث رسائل مزدوجة إلى أكثر من اتجاه، فطهران تعاقب اليمن على مواقفها القومية ووقوفها إلى جانب الأشقاء في العراق خلال حربهم مع طهران في ذات الوقت دفعت طهران حلفاءها الوافدين للسلطة العراقية والقادمين بحماية دبابات الاحتلال خوض معركة التصفية مع اليمن وقالها المدعو/ عبدالعزيز الحكيم في أول خطبة جمعة ألقاها في داخل العراق بعد سقوط النظام العراقي السابق أن اليمن سوف تدفع ثمن مواقفها مشيراً إلى أن "النظام الديكتاتوري في صنعاء يضطهد كما زعم الطائفة الشيعية"، وهي الطائفة التي لم نعلم بوجودها في بلادنا إلا بفضل الاحتلال الأميركي وفضل طهران وزبانيتها حكام العراق الجدد. السؤال المطروح ماذا تريد إيران من اليمن؟ وإلى أي مدى تخطط أن تصل إليه طهران وهي توظف كل قدراتها وتستغل نفوذها في أوساط شلة من الأغبياء والمغفلين والمحبطين..!! إن ما يحدث هو أننا نواجه حرباً مفتوحة أعلنتها طهران بكل وسائلها وبالتالي علينا أن نعي جيداً أن ما تمارسه إيران بحق اليمن هو فاتورة استحقاق تعاقب بها اليمن على مواقفها القومية وعلى علاقتها العربية وخاصة مع الأشقاء في السعودية الذين عليهم واجب الاصطفاف إلى جانب اليمن بعيداً عن الحسابات السياسية، فالظاهرة التي تقف خلفها إيران بل الظواهر هي ذات شقين عقائدي وسياسي وتهدف من خلالهما إلى تحقيق مكاسب سياسية إستراتيجية تتصل بأهدافها التوسعية ولأجل الوصول إلى أهدافها توظف طهران كل الحمقى والأغبياء والمحبطين والفاشلين وعديمي الضمير والهوية والفاقدين لكل قيم الهوية والانتماء، كل هؤلاء صنعت منهم طهران طابوراً خامساً وراحت تحركهم بكل الاتجاهات التي ترى أنها مناسبة لتحقيق مصالحها وتسجيل حضورها على خارطة المنطقة التي تتوق طهران للسيطرة عليها والتحكم بكل مكوناتها الحضارية وقدراتها، ولذلك نرى طهران تلعب بكل الاتجاهات فهي تلعب بكل الأوراق المتاحة ومن ورقة عصابة الحوثي وثقافتها الغريبة والدخيلة والتي لم نعرفها خلال قرون من الزمن إلى استغلال ذوي العاهات والبروز وتسخير الأموال لشراء ذمم وضمائر وقناعات بعض الضعفاء والنرجسيين وعشاق الثروة والشهرة ويزداد الأمر كارثية باستغلال طهران لكل الأزمات الاقتصادية والظواهر التي تعيشها اليمن والدول العربية، فمن حيث ورقة المقاومة رفعت طهران شعار دعم المقاومة في فلسطين ولبنان والحديث عن المستضعفين في الأمة في ذات الوقت الذي راحت فيه تحرك شعور بعض الأغبياء والمعتوهين ومن يشعرون بالإحباط والقهر وهم قلة لكن في ظل الانفتاح الإعلامي والتوظيف الرخيص الذي توظفه بعض محاور النفوذ الإقليمي والدولي، كل هذا راحت طهران تستغله وفي اليمن ترى طهران أن صنعاء هي الطريق المناسب نحو "الرياض" وقاعدة تمددها نحو القرن الأفريقي، ولذلك كانت طهران وراء إحباط مساعي ودور اليمن في الصومال خدمة لمصالحها حكمها في ذلك حكم أطراف أخرى في المنطقة لم تختلف في مواقفها من دور اليمن في الصومال عن موقف طهران التي جعلت من اليمن محطة ومسرحاً لعبثها ولحربها المفتوحة على اليمن والسعودية وعلى العرب كافة والمسلمين الذين ترى فيهم طهران قاصرين وعاجزين عن فهم الإسلام ورسالته والدفاع عنه وبالتالي منحت نفسها حق التدخل بالشؤون الداخلية اليمنية بكل وقاحة وصلافة والمصيبة أن حصافتنا تجعل مسؤوليتنا جميعاً حين يتحدثون عن علاقتنا مع إيران أن يوصفوها بكل الألفاظ الإيجابية والمميزة ويقولون عكس الحقيقة التي يعرفها شعبنا ويدركها صغيرنا قبل كبيرنا..؟ أن علاقتنا مع إيران يجب أن تكون شفافة وواضحة وصريحة، ويجب أن يعرف الشعب حقائق علاقتنا مع إيران، كما يجب أن يكون كل الأشقاء في الجوار اليمني على إطلاع ودراية كاملتين بكل تداعيات هذه العلاقة وتبعاتها والمدى الذي تذهب فيه طهران لاستهداف اليمن وأمنها واستقرارها، والمهم في معطيات هذه العلاقة هو أن ندرك نحن اليمنيين نوايا طهران وأهدافها، وأن نتصدى بحسم وحزم لهذه النوايا والأهداف وندرك خطورتها في موقف عصابة الحوثي وممارساتها الإجرامية التي لن تنتهي ولن تحل هذه العصابة نفسها أو نصل معها إلى اتفاق دون التفاهم مع طهران وتصحيح علاقتنا بها ومعها، لقد بات واضحاً أن حل مشكلة الحوثي لن تكون بمعزل عن طهران، وأن قوافل سفن السلاح والمخدرات لن تقف دون التفاهم مع طهران والحوثي والسلاح والمخدرات وسائل إيرانية توظفها وتحركها للنيل من اليمن والمنطقة وبالتالي فإن الحوار مع طهران يبدو هو المطلوب لوقف كل هذا، فهل نحاور طهران على قضايانا السيادية الوطنية؟ تلك هي الكارثة والمصيبة.