وقع الكثيرون من أبناء الشعب اليمني ضحايا لحرب الإدارة الأميركية على الإرهاب بذرائع ملفقة وتهم مزيفة وتلك هي طريقة الولاياتالمتحدة في استهداف كل من يساند القضايا العربية كقضية فلسطين والمطالبة بحق تقرير المصير والعدالة وكلما يتعارض مع السياسة الأميركية التي صار في مخيلة إدارتها مسيئاً كل فاعل أو داعم للخير، وبل كل نشاط إنساني أو عمل يدعو لوحدة الأديان، وأصبح كل من يمت لمثل هذه الأعمال بصلة ضحية العدالة "البوليسية" التي اتخذتها أميركا في استهداف البارزين. ستيفن ليندمان في مقال نشره موقع "أوبيد نيوز" تحت عنوان: "العدالة للشيخ اليمني" تكلم الكاتب ليندمان عن قضية الشيخ اليمني/ محمد المؤيد ومرافقه زايد، أورد في مقاله الحجج التي استندوا إليها في اتهام الرجلين لإظهار هشاشتها وعدم شرعيتها، مشيراً إلى أن تلك التهم كاذبة وملفقة، الدلائل أظهرت أن الشيخين المؤيد وزايد لم يدعما إلا الفلسطينيين في الأرض المحتلة وآخرين في مخيمات اللاجئين في بلدان عربية أخرى، معلقاً على ذلك أن أعضاء حماس في جميع أنحاء العالم العربي وفي أفريقيا وبعض الدول الأوروبية، وتمارس حماس أنشطتها بشكل شرعي تام في اليمن، موضحاً أن ألمانيا ليس لها أي علاقة بالإرهاب، وأن الأمر ليس كما يدعي مكتب التحقيقات الفيدرالي "وجون أشكر وقت" بأن الرجلين خرقا قانون الولاياتالمتحدة بجمعهم الأموال في أميركا، وأورد الكاتب "ليندمان" نبذة عن حياة المؤيد تثبت عدم مصداقية ما يدعون، فالشيخ اتجه إلى حب المضطهدين والمعوزين في مرحلة مبكرة من حياته رغبة منه في ذلك كصفة ورثها عن والده، وقال الكاتب إن المؤيد في عام 1970م بنا سداً في صنعاء لتوزيع المياه بشكل فعال، ثم في عام 1980م بنى مسجداً في مدينة الأصبحي باليمن والتي كانت تفتقر لذلك وعمل على توسيعه ليشمل الخدمات الدينية والتدريس إلى أن بدأت جمعية الإحسان التي حصلت على الدعم من الحكومة ففتح مخبزاً كان يطعم المئات من الأسر يومياً، وأن للشيخ المؤيد مبادرات خيرية لمعالجة أوضاع الحياة اليومية المتعثرة لنحو "9" آلاف أسرة من الأسر المحتاجة وكما عمل على تمويل مشروع اليتيم ولهذا فقد أثار اعتقاله غضب الناس في اليمن ولا سيما صنعاء، فقد احتج الآلاف من الناس لأكثر من عامين وهم يطالبون بإطلاق سراحه، مضيفاً أن الرئيس اليمني نفى أن يكون المؤيد ومرافقه ذا صلة بالقاعدة، وبالنسبة لدعم حماس فقد أكد كاتب المقال حقهما المشروع في ذلك ولذا كثيراً ما حث الرئيس اليمني واشنطن بإطلاق سراحهما. وتوصل الكاتب إلى أن نشاط المؤيد الخيري والفعال كان وراء تسميته ب "أبو الأيتام"، وأضاف أن من يؤيد النضال الفلسطيني، ودعم الفلسطينيين بالمال سواء في المخيمات أو في غيرها من الأراضي المحتلة هذا ما تسميه واشنطن دعماً للإرهاب. وقال ليندمان: إن من الحجج الواهية شريط فيديو مدته "30" دقيقة لحفل جماعة يمنية استمر "5 أيام تكلم فيه ممثل حماس، وهل هذا دليلاً لاتهامهما بالتآمر مع القاعدة. وأوضح أن الشراك الذي نصب لاعتقال المؤيد ومرافقه زياد تم ترتيبه عن طريق العميل شريف الآنسي عندما أخبر المؤيد ومرافقه بأن لديه الرغبة بالتبرع ب "20" مليون دولار لدعم أعمالهما، وخلال هذا اللقاء تم تسجيل الحوار بشكل سري، وعندما عرف المؤيد ومرافقه أن هذه الأموال لغرض آخر رفضا هذا العرض، وأعربا عن رغبتهما في المساعدة بتمويل بناء مركزهم الخيري فقط، إلا أن شريف ادعى أن ذلك الحوار معه كان حول تحويل أموال إلى حماس، واستناداً إلى كلامه تم اعتقال الرجلين بعد يومين من وصولهما إلى ألمانيا، وبعد "6" أشهر من احتجازهم تم تسليمهما للولايات المتحدة، وفي جلسة استماع في مجلس الشيوخ. . وزير العدل "جون اشكر وفت" أطلق على الرجلين بالسمك الضخم، وأدعى أنهما حولا ملايين الدولارات لحماس والقاعدة مضيفاً أنه من خلال الاستناد لهذه الحجج الواهية صدر الحكم الابتدائي على المؤيد وزايد بسجن الأول "75" عاماً وغرامة "1. 2" مليون دولار وعلى الأخير "45" سنة سجن وغرامة "750" ألف دولار مشيراً إلى أن المحاكمة لم تكن سوى صورة زائفة للعدالة كونها لم تستند على أي دليل يثبت الإدانة بشكل ولو شبه قطعي سوى كلام الآنسي ومقطع فيديو مصور وشهادة لا علاقة لها بالقضية لطالب حقوق اسكتلندي يدعى جدعون بلال حول تفجيرات تل أبيب الانتحارية التي قتل فيها ابن عم له، وقد سمح القاضي بالإدلاء بهذه الشهادة رغم اعتراضات الدفاع. وخلص الكاتب إلى أن الحجج الباطلة سرعان ما تتلاشى حيث فند الاستئناف كل ذلك، وتمت تبرئة المؤيد ومرافقه من تهمة الدعم للقاعدة من قبل محكمة الاستئناف الأميركية بنيويورك، واتضح أن ما قدمه المؤيد من دعم للقاعدة كان خلال الصراع الأفغاني 1980م عندما دعت إدارة ريغان المجاهدين ومدتهم بالملايين ضد الاحتلال السوفيتي، وتلك هي طريقة إدارة واشنطن في استهداف كل من يساند القضايا العربية أو يقوم بأنشطة خيرية تولد في مخيلتها الشكوك، حيث صارت بعد ظهور بن لادن تعيش في أوهام الإرهاب حيث يتم تغليب الطابع الاحترازي على حساب العدالة وحقوق الآخرين.