تحت عنوان "رسالة تفضح مساعدة إيران للقاعدة" كشفت صحيفة "الديلي تلجراف"البريطانية في عددها الصادر أمس عن رسالة بعثها قيادي في تنظيم القاعدة أماطت اللثام أزاحت الضبابية التي كانت تخيم على حادث الهجوم الذي استهدف السفارة الأميركية بصنعاء في ال 17 من سبتمبر الماضي ومن يقف وراء هذه العملية ، فقد كشفت الرسالة عن حجم العلاقة القوية القائمة بين تنظيم القاعدة والحرس الثوري الإيراني ، حيث أشادت هذه الرسالة بالدعم الذي قدمته طهران لمنفذي الهجوم الانتحاري الذي أوقع 19 قتيلا. الصحيفة قالت أن الرسالة ذاتها كشفت عن حجم تزايد نشاط سعد بن لادن - نجل أسامة بن لادن- زعيم تنظيم القاعدة في إطار دوره كوسيط بين إيران والمنظمة الإرهابية التي نفذت الهجوم. . مشيرة إلى أن سعد بن لادن كان يعيش في إيران منذ سقوط حركة طالبان في أفغانستان عام 2001م ، وكان تحت الإقامة الجبرية. وأوضحت الصحيفة أن الرجل الثاني في تنظيم القاعدة "أيمن الظواهري" هو من كتب الرسالة بعد الهجوم الذي استهدف سفارة واشنطن بصنعاء ، وقد تضمنت الرسالة شكرا من قبل القاعدة لقيادة الحرس الثوري الإيراني على تقديم المساعدة للتنظيم في إقامة شبكته الإرهابية في اليمن ، كما تضمنت الرسالة إشادة قيادة تنظيم القاعدة بسخاء إيران الذي قدمته لإنجاح عمليته الإرهابية وانه لولا تلك المساعدة النقدية والبنية التحتية التي وفرتها إيران لم يكن التنظيم قادرا على تنفيذ عمليته ولم يكن يتسنى له تنفيذ الهجمات الإرهابية. وشكرت رسالة قيادة القاعدة إيران على إتاحة الفرصة لها بإقامة قواعدها في اليمن في حين أجبرت خلايا هذا التنظيم التخلي عن جزء كبير من بنيتها التحتية في العراق والمملكة العربية السعودية. وجاء في السياق التحليلي للصحيفة البريطانية أن إيران تمثل الممر الرئيسي والأمن للموالين لتنظيم القاعدة للتحرك في ساحات القتال في الشرق الأوسط. . ناقلة عن مسؤولين أمنيين غربيين أن الحرس الثوري الإيراني يؤيد خلايا تنظيم القاعدة لاستهداف المصالح الأميركية على الرغم من الاختلافات المذهبية والفكرية الكبيرة بين الثوريين الإسلاميين الشيعة وبين عناصر تنظيم القاعدة. . مشيرة إلى أن إيران تنشط في اليمن كونها وجدت في هذه الدولة مركزا للتنسيق مع القاعدة في تحقيق أهدافها بسهولة نسبيا. وأضاف المسؤولون أن الحرس الثوري الإيراني قدم دعما مهما ساعد تنظيم القاعدة في تحويل اليمن إلى مركز رئيسي للعمليات. نشر الصحيفة البريطانية لبعض ما تضمنته الرسالة يأتي بعد نحو شهرين من نشر صحيفة " أخبار اليوم " معلومات أشارت بعد يوم واحد من تنفيذ الهجوم إلى أن ثمة بصمات أخرى غير القاعدة وقفت وراء تنفيذ تلك العملية الإرهابية التي استهدفت سفارة واشنطن بصنعاء ، كما أشارت أيضا تلك المعلومات إلى أن الخلية التي تبنت تنفيذ العميلة ذاتها تعمل لحساب جهة أخرى لها صلة بجهات إيرانية ، وكانت "أخبار اليوم " السباقة في التأكيد على أن هناك بصمات أخرى غير بصمات تنظيم القاعدة تقف وراء الهجوم الإرهابي وذكرت حينها بأن التحقيقات الأولية مع من تم اعتقالهم في العملية التي استهدفت خلية تريم كشفت بأن الخلايا الجهادية لما يسمى تنظيم القاعدة في اليمن ودول الخليج تتلقى دعما من جهات وشخصيات إيرانية. وأوضحت "أخبار اليوم " حينها بأن الخلية التي تم اعتقال عناصرها - والتي تتولى نشر بيانات وتهديدات على شبكة الانترنت باسم منظمات وتيارات عديدة بعضها موجودة وأخرى وهمية - تقوم بهذا العمل لغرض إرباك الأجهزة الأمنية من جهة وإحداث فتنة داخل اليمن من جهة أخرى.