في الجرح المفتوح "غزة" تتجندل النساء وهن يتشبثن بجبل النجاة ويسقطن والأطفال أشلاء متفحمة بقذائف الصهاينة وخذلان حكام العرب. من بين مئات القتلى هناك "بنت نزار" رسالة عفوية وملهمة يمكن أن نستقي من نهايتها المؤلمة النخوة العربية ونحتسي معنى الثورة والانتفاضة. نهاية حنان امرأة ال "41 عاماً" في البارحة رسالة توقظ ثورة لولا أنها تبدو كقصاصة هائمة في فضاء العروبة تبحث عن "معتصم" أو نخوة ابن الرشيد. هناك حيث استغاثة الأطفال وصراخ النساء كجرح شهيد متعفن يئس من العثور على من يواريه التراب. فما أشبه مصير حنان بواقع "غزة". . حنان التي سقطت شهيدة وهي تلهث وراء النجاة وغزة التي تستشهد في اليوم آلاف المرات وتنام على فرقعة المتفجرات وتستيقظ على دوي القنابل وهول صواريخ بني صهيون فتصمد وتصمد على أمل النخوة العربية التي تلاشت في نظام عربي تحكمه شلة أصنام ليس إلا. فبعد أن فرت حنان من منزلها من الشريط الحدودي مع الكيان الصهيوني الذي تتطاير فيه الأجساد أشلاءً من وقع ضرباته اللانسانية. . حنان نزار ما كادت تصل منزل أهلها وتستنشق عليل النجاة حتى لاحقتها القذائف الصهيونية وأنفاسها ما زالت تتلاحق من جهد الفرار، حنان لم يمهلها العدو حتى تتنفس الصعداء وترتمي في أحضان أهلها وذويها حين عاجلها بقذيفة أردتها جثة متفحمة، فلم نقل سقطت قتيلة بل صعدت شهيدة، وسقط الحكام العرب أذلاء أمام أجندة صهيونية غربية أهون من خيط العنكبوت. حنان تبدو نموذجاً لمئات الأبرياء الذين يفرون إلى مناطق يظنون أنها آمنة فيقتلون فيها حيث لا أمان هناك في ظل غارات عدو لا يرحم.