يبدو أن أعضاء المؤتمر الشعبي العام قد حزموا أمورهم على خوض الانتخابات النيابية القادمة بضراوة متنافسين فيما بينهم وطبقاً لاحتياجاتهم الخاصة بعيداً عن رغبة اللجنة الدائمة التي طرحت هذه المرة وحتى الآن باب المنافسة على أصوات أعضاء المؤتمر مفتوحاً حتى يحين موعد تقديم طلبات المرشحين في شهر مارس القادم. ستراتيجية المؤتمرية الراهنة تشبه تماماًتكتيك الحزب الديمقراطي الأميركي في معركة الطريق إلى البيت الأبيض بين أوباما وكلينتون، ومثلما انقسمت الولايات بين الاثنين لفترة متحدة في النهاية خلف رجل واحد صار رئيساً للولايات المتحدة الأميركية. ها هي دوائر المؤتمر الشعبي العام تشهد معركة انتخابية مشابهة بغية تحديد المرشح الأمثل للمؤتمر الشعبي العام عن كل دائرة بيد أن الأمر مقصوراً على تلك الدوائر التي كانت من نصيب أحزاب المعارضة خلال الفترة السابقة. وفي هذه الأثناء تبرز العديد من دوائر محافظة تعز كانت أكثر سخونة وبالذات الدائرة الخامسة والثلاثين التي على مدى ثلاث فترات نيابية دائرة مغلقة للمعارضة ولم تفلح الجهود التنظيمية المستميتة للمؤتمر الشعبي العام بالاستحواذ عليها لكن الأمر تغير هذه المرة مع إصرار المشترك على مقاطعة الانتخابات المرتقبة مفسحاً المجال واسعاً أمام شخصيات مؤتمرية سبق وخيبت بالفشل في سعيها للفوز بمقعد الدائرة في البرلمان وهو ذات المقعد الذي شغله لفترة وجيزة المرحوم عبدالحبيب سالم مقبل قبل أن يقدم استقالته كأول استقالة برلمانية في تاريخ الوحدة اليمنية. وفيما تحمل القائمة المؤتمرية حالياً خمسة أسماء بعضاً منها خاض غمار منافسات فاشلة سابقاً وتجد أن غياب المشترك عن هذا المضمار فرصتها للظفر بالدائرة بعد طول انتظار. فإن مراقبين ومهتمين يخشون أن يقع المؤتمر الشعبي العام في فخ الأسماء المتكررة خصوصاً في هذه المرحلة التي قد يجد فيها المؤتمر الشعبي العام نفسه وحيداً إلا من الأحزاب التي تدور في فلكه ولا تحظى بقبول جماهيري. وفي الوقت ذاته تنتقل المخاوف إلى وسط القيادات المؤتمرية داخل الدائرة وعلى مستوى المحافظة فعلى مسافة من الانتخابات يعتقد قياديون في المؤتمر الشعبي العام أن المرحلة الراهنة تفرض على المؤتمر أهمية التركيز على أشخاص اقتصاديين قبل أن يكونوا مجرد سياسين أو ذوي نفوذ اجتماعي أو سياسي. ويشير عدد منهم إلى أن غياب القطاع الخاص عن خوض غمار المنافسة على دوائر المدينة رغم تواجدهم الكبير يترك علامة استفهام عن أسباب عزوفه عن خوض غمار المنافسة في الانتخابات البرلمانية مؤيدين في الوقت ذاته أن يخوض القطاع الخاص في مدينة تعز المنافسة هذه المرة بشكل أكثر من ذي قبل. ورغم ذلك كله فإن الكثيرين هنا يطرحون كون المؤتمر مدمن تخييب آمال ناخبيه لمجلس النواب.