بعد أن كانت الحركة الاحتجاجية للشارع الجنوبي قد وصلت ذروتها عام 2007م حين اختارت النضال السلمي للمطالب الحقوقية وتمكنت الحركة الاحتجاجية السلمية في انتزاع الكثير من المطالب الحقوقية لطوابير طويلة من المبعدين والمسرحين من العسكريين والمدنيين. كما استفاد منها كل المتقاعدين في المحافظات الجمهورية لكن خلافات قيادة الحركة الاحتجاجية على الزعامة واستعداء الحلفاء والمتعاطفين مع حركتهم من كل محافظات الجمهورية وإقصاء المشترك ورفع شعارات الانفصال والانزلاق بالحركة الاحتجاجية إلى العنف. كل تلك العوامل جعلت الحركة الاحتجاجية تصل إلى الفراغ والموت والضياع لتفقد الحركة بريقها وتأثيرها لتبدأ بعد وصولها إلى ذروتها بالاضمحلال والتلاشي والفناء. وما تبقى سوى قيادات بلا قواعد وبلا جماهير. * قيادات بلا قواعد: لم يعد هناك أي حراك حقيقي في الشارع الجنوبي سوى قيادات بلا قواعد وقيادات متصارعة على الزعامة. قيادات تتسابق على تقاسم الجماهير وزرع الانشقاقات وبذر الخلافات على مستوى القرى بين الهيئات والملتقيات والمسميات المتعددة والمتصارعة على قيادة الحراك. وهو ما جعل الناس تنشغل في خلافاتهم حول المسميات وحول الشعارات بدءاً من القرى والمراكز ومروراً إلى المديريات وانتهاءً بالمحافظات. فالضالع مثلاً يتقاسمها ملتقى التصالح والتسامح الذي يقوده شلال علي شايع وبين الهيئة التنفيذية للحراك والتي يقودها النائب/ صلاح الشنفره. وعلى مستوى المحافظات بين المجلس الأعلى للحراك والذي يرأسه حسن باعوم. وبين العميد/ ناصر النوبة الذي يرأس الهيئة الوطنية للحراك الجنوبي وبينهما تيار ثالث يسعى لإنشاء مؤتمر وطني للحراك الجنوبي ليكون نداً للمجلس الأعلى للحراك الذي يرأسه باعوم في العسكرية بيافع. ومن الجانب الآخر سقط عدد من القيادات والعناصر المتطرفة في حضن السلطة الدافأ نتيجة تحرك السلطة في الشارع الجنوبي لاستمالة العناصر النشطة والقيادية مستعينة بالعديد من التحصينات السياسية والاجتماعية والرسمية سيما هذه الأيام حيث يشهد الشارع الجنوبي حركة متواصلة لممثلي القصر الرباعي للتفاوض والحوار مع الناشطين والقياديين سيما في حركة شباب بلا عمل والتي تعد وقود الحراك الجنوبي وقد تمكنوا من إقناع عدد من العناصر الناشطة والقيادية في جمعيات الشباب العاطلين عن العمل وإيصالهم إلى لقاء خاص برئيس الجمهورية قبل أربعة أيام. فيما تفيد المعلومات أن الرئيس قد شكل لجاناً لحل قضاياهم ووعدهم باستكمال المشاريع الخدمية "المتعثرة" في محافظاتهم، وكان قادة الحراك الذين ما يزالون في قيادة المسميات المختلفة للحراك الجنوبي قد التقوا مع بعضهم في لقاء خاص للرد على تحركات السلطة لكن مراقبين أكدوا أن اللقاء لم يخرج برؤية موحدة لأولئك القادة في المرحلة القادمة وإنما كان لقاءً على مأدبة غداء. فيما أكدت مصادر مطلعة أن باعوم أكد للملتقين أن المجلس الأعلى الذي يرأسه ما يزال مفتوحاً لانضمام كل الفرقاء كما أبدى احترامه لأي شخص يرفض الانضمام. الجدير ذكره أن المرحلة القادمة ما تزال غامضة لمستقبل الحراك لكن المؤشرات تؤكد أن القيادات المتصارعة على الحراك المنتهي قبل عام أصبحوا مثل السيارة بلا إطارات وحوادث إغلاق الطرقات وأعمال العنف لا صلة لها بالنضال السلمي وإنما عبارة عن انتقال أولئك من النضال السلمي إلى البلطجة.