برزت في الفترة الأخيرة للعلن, الخلافات بين قيادات ما يسمى " المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب " وهي خلافات تثير الكثير من التساؤل لدى أنصار الحراك. بحسب مراقبون فأن خلافات بدأت مع لقاء وبيان يافع, نهاية شهر نوفمبر الماضي, وما أعقبها من لقاءات وبيانات –الضالع -الذنبة يردفان-بتاريخ-7و14ديسمبر الحالي!!. وهي خلافات عكست نفسها على تلك القيادات ولم تنعكس على الحراك في الشارع على الأقل حتى اللحظة, فالحركة الاحتجاجية بالشارع والفعاليات الأسبوعية مستمرة, والشارع كما نعرف هو من أوجد قيادات الحراك وليس العكس!!. لكن يبقى السؤال عن حقيقة وجوهر الخلافات, وكيف تعاملت قيادات الحراك معها ومدى تأثيرها على الحراك الجنوبي؟؟ وقد طرح " التغيير" هذه المشكلة أمام قيادات من الحراك حيث أكدوا وجودها لكنهم قللوا من تأثيرها على الشارع. يعتبر الشيخ عبدالله الناخبي أمين عام المجلس الأعلى هذه الخلافات ناتج طبيعي كونها ناتجة عن قلق هذه القيادات إزاء التطورات الجارية في الجنوب, ويقول :" الحراك يتعرض لهجمات شرسة من قبل النظام- امنياَ - عسكرياَ- اقتصاديا-ناهيك عن الطوابير الخامسة, لخلخلة الحراك وزرع المكائد والإرباكات. ويضيف الناخبي :" الحفاظ على الحراك هي مهمة الجميع , فالكل مسئول ومعني بالحفاظ عليه وعلى ما تحقق له من نتائج مثمرة منذ انطلاقه، ومنها التمسك باتفاق 9 مايو 2009م, والذي تمخض عنه دمج مكونات الحراك في مكون واحد هو(المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب), وما نتج عن هذا الاتفاق من قرارات تعزز وحدة الجنوبيين وتماسكهم ". وأكد الناخبي " إن حل الخلافات بين القيادات سيحل عن طريق الحوار,وتقديم التنازلات لبعضنا البعض ". فيما يرى قاسم الداعري نائب رئيس مجلس الحراك في لحج :" ان بروز هذه الخلافات شي طبيعي لنضال يأخذ الطابع الشعبي ". ويؤكد ان الانضباط والعمل المؤسسي والتنظيمي لعمل الهيئات قيادة وقواعد, كفيل بمعالجة مثل هذه الخلافات وعدم ظهورها مرة آخري. ويقول الداعري:" هذه الخلافات لا يوجد لها أي تأثير سلبي على الحركة الاحتجاجية في الشارع, فالحراك منذ ظهوره قبل أربع سنوات لم يتأثر بأي خلاف برز بين القيادات المختلفة,والعكس هو ما يحصل,لان الحراك شعبي ومحمي بالإرادة الشعبية, لأنها قضية شعب وليست قضية نخب أي كان نوعها ". وينفي الشيخ حسن بنان نائب رئيس المجلس الأعلى وجود أي خلافات ويعتبر ما يحدث مجرد :" تباينات بين القيادات في الآراء, فمصير وهدف الحراك واحد وهو فك الارتباط والاستقلال كما يقول . ويؤكد بنان:وحدة الصف الجنوبي هي ما يحتاجه أبناء الجنوب أكثر من أي وقت للوصول إلى الهدف المنشود. اما الإعلامي فؤاد راشد فيقول:" إن حل هذه الخلافات يكمن في تقديم التنازلات لبعضهم البعض,وإيجاد صيغة توافقية ترضي جميع الإطراف, طالما وان خلاف القيادات ليس في جوهر قضية الحراك التي يناضل الجميع لتحقيقها ".