سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وسط تأكيدات بأن أي توافق يتم بواسطة أجنبية لا يصب في مصلحة الوطن.. الانقسام الأوروبي حول تأجيل الانتخابات وعدم مصداقية الأميركان يعزز الخصومة بين المشترك والمؤتمر
في الوقت الذي يصر ويؤكد المؤتمر الشعبي العام الحزب الحاكم في اليمن على المضي في التحضير للانتخابات البرلمانية القادمة وإجرائها في موعدها المحدد 27 أبريل 2009م تسير أحزاب اللقاء المشترك "تكتل المعارضة اليمنية" للتحضير أيضاً ليس للانتخابات البرلمانية وإنما لعقد التشاور الوطني للخروج برؤية موحدة حول الأوضاع التي تعيشها البلاد والإصلاحات التي يجب أن تتم من خلال التشاور الوطني. وبين هذين الموقفين تظل مسألة تأجيل الانتخابات ومقاطعة ومشاركة أحزاب اللقاء المشترك فيها أمر غير واضح تماماً رغم بروز مسألة تأجيل الانتخابات في الآونة الأخيرة بعد أن وجدت طريقها إلى أطراف داخل المؤتمر الحاكم وكذا أحزاب المشترك المعارضين، وهو الأمر الذي دفع بأطراف خارجية ممثلة بالمعهد الديمقراطي الأميركي والمفوضية الأوروبية للدخول على خط الوساطة بين طرفي المعادلة السياسية اليمنية حاكمة ومعارضة إلا أن هذه الوساطة لم يكتب لها النجاح حتى اللحظة ولا زالت الأحزاب السياسية المتخاصمة تتلقف وصول المدير الإقليمي للمعهد الديمقراطي الأميركي "ديفيد كامبل" إلى اليمن الذي سيصل هذا الأسبوع في زيارة ستخصص لبحث التحضير للعملية الانتخابية بحسب ما هو معلن عنه في وسائل الإعلام المختلفة. وفي هذا السياق يرى بعض المراقبين أن أي توافق بين أطراف المعادلة السياسية غير نابع من قناعة وطنية أي بواسطة أجنبية فإنه سرعان ما ستنتقض عرى هذا التوافق ولن يكون هدفه المصلحة الوطنية العامة قدر ما سيعزز من الفرقة بين فرقاء العمل السياسي ويثبت مفهوم انعدام الثقة بين الحزب الحاكم والمعارضة من جهة ويعطي انطباعاً بأنه لا وجود لديمقراطية حقيقية في اليمن وأن الحكومة لا تتمتع بالاستقلال الكامل من جهة ثانية. وعلى صعيد متصل يرى بعض المراقبين أن تعويل الطرفين معارضة وحزب حاكم على طرف أجبني في إيجاد حالة من التوافق والانسجام بينهما يعكس حجم وخطورة الوضع السياسي الذي وصلت إليه اليمن، وهو الأمر الذي تسعى من خلاله أطراف الوساطة إلى تعميقه بين الأحزاب السياسية اليمنية لتظل بوابة التدخل الخارجي في الشؤون اليمنية مفتوحة بمصراعيها وهو ما لم تدركه القيادة الحزبية في المؤتمر والمشترك، أو أنها تتحاشى الالتفات إليه إن صح التعبير. إلى ذلك أفادت معلومات حصلت عليها "أخبار اليوم" بأن عدم نجاح الوساطة التي يقوم بدورها المعهد الديمقراطي الأميركي والمفوضية الأوروبية هو الانقسام الحاصل داخل ترويكة بعثة المفوضية الأوربية حول مسألة تأجيل الانتخابات لفترة تضمن إيجاد حالة توافق بين المؤتمر والمشترك وبين ضرورة إجراء الانتخابات البرلمانية اليمنية في موعدها المحدد مرجعة انقسام الترويكة الأوربية إلى ضعف الدولة البكشيكية التي تترأس الاتحاد الأوربي في هذه الفترة وعدم قدرتها على إيجاد حالة من التوافق داخل الترويكة الأوروبية في ظل وجود قوى أوروبية داخل الاتحاد لها القدرة على تحديد مسار الموقف الأوروبي من أي قضية. وتشير المعلومات ذاتها إلى أن عدم مصداقية الجانب الأميركي ممثلاً بالمعهد الديمقراطي وسفارة واشنطن بصنعاء في مناقشة قضية الانتخابات اليمنية أمر قد ساهم بصورة كبيرة في عدم الوصول إلى توافق بين أحزاب السياسة اليمنية.