سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شدد على القوى السياسية اليمنية أن تعي بأن اتفاقها رسالة في غاية الأهمية للبلدان العربية .. الشوبكي: حكومة وحدة وطنية تمثل حصناً منيعاً لمواجهة التمرد والإرهاب ودعاوى الانفصال
أكد الأستاذ/ عمر الشوبكي الخبير في شؤون النظم السياسية العربية بمركز الأهرام للدراسات بالقاهرة أن التحدي القادم الذي يواجه الأحزاب السياسية اليمنية حاكمة ومعارضة سيكون في تفعيل التوافق الذي تم على أرض الواقع حيث أن هناك الكثير من الأحزاب العربية أكانت حاكمة ومعارضة تنجح في إقرار التوافقات على المستوى النظري ثم حينتأتي الممارسة العملية تفشل في تنفيذ الاتفاق على الواقع أو يكون التنفيذ أحياناً بعكس ما جاء، معتبراً التوافق الأخير الذي تم بين المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك يقدم نموذجاً مختلفاً عما هو موجود على الساحة العربية. وقال الشوبكي في تصريح خاص ل "أخبار اليوم": في تقديري الحاسم للأمر هو عند إجراء الانتخابات القادمة أو البدء في تنفيذ هذا الاتفاق بأن تحترم جميع الأطراف هذا التوافق، وأن تعي بأنه سيمثل رسالة توافقية في غاية الأهمية لكثير من البلدان العربية الأخرى لأن كل التحالفات سواء الحاكم مع المعارضة أو المعارضة فيما بينها فشلت في البلدان العربية في تأسيس العمل المشترك واليمن من خلال هذا الإطار التوافقي والخبرة السياسية رغم المشاكل الموجودة تضيف خبرة جديدة في إطار هذه التوافقات والتحدي الحقيقي أمام هذه الأحزاب هو التنفيذ العملي وتجاوز التفاصيل لأن الشيطان يكمن في التفاصيل أي تفاصيل الممارسة العملية اليومية للاتفاق. وعن رأيه حول الآراء والدعوات لتشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها أحزاب المعارضة الحزب الحاكم في الفترة القادمة أكد الخبير الشوبكي أن اليمن بحاجة إلى جهود كل أبنائه وأن تجارب الحوار بين الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة نجحت في كثير من الأحيان حيث كان هناك حكم في اليمن بالشراكة سواء تلك الفترة التي كانت مع الحزب الاشتراكي أو الإصلاح، موضحاً بأن تشكيل حكومة وحدة وطنية سيمثل خطوة جيدة ومهمة لتطوير الحياة السياسية والأوضاع الاقتصادية في اليمن خاصة في ظل وجود مشكلات وتحديات كبرى تحتاج إلى توافقات بين كل الأحزاب. وأشار إلى أن الدولة اليمنية بحاجة إلى أن تتقوى وتبسط هيبتها ونفوذها في كل المناطق اليمنية لمواجهة العنف والإرهاب والمشاكل ذات الطابع العرقي مستدركاً بالقول: ستكون حكومة الوحدة الوطنية أهم حصن منيع للدولة اليمنية لأن الحفاظ على هيبة الدولة وترسيخ مؤسساتها وإعادة الاعتبار لسيطرتها ونفوذها يتطلب المشاركة من جميع أطراف العملية السياسية كون التحديات لا تواجه الحزب الحاكم أو أحزاب المعارضة فقط وإنما تمثل تحدٍ للدولة اليمنية الحديثة الناشئة. من سياق متصل وفيما يخص الانتقادات التي وجهت لأحزاب المعارضة لدخولها في هذا التوافق أكد الشوبكي أن عدم تنفيذ هذا الاتفاق على أرض الواقع وعدم ترجمته من خلال أن يكون هذا التوافق ناتجاً لإرادة الطرفين ويثبت أن صنع القرار في اليمن يتم بشكل توافقي دون هيمنة السلطة والمؤتمر الشعبي العام وتحول أحزاب المشترك إلى أحزاب هامشية مهمتها إضفاء الشرعية على ما يتخذه الحزب الحاكم من قرارات وفي هذا الوقت يصبح لهذه الانتقادات أساس ومحل للاعراب وأن عدم التأكد من تنفيذ وتفعيل هذا التوافق يجعل هذا الانتقاد وارداً إلا أن التوافق من حيث المبدأ بين الحزب الحاكم والمعارضة لا خلاف عليه ومطلوب. وفي توقعه عن مصير من يوصفون بأصحاب المشاريع الصغيرة الداعية للانفصال وحركة التمرد وغيرهم من ذوي المشاريع غير الوطنية قال الشوبكي: أنا أرى أن الإرهاب ودعاوى الانفصال وحركة التمرد العرقي في الشمال بأنها تحديات كبيرة وليست مشاريع صغيرة إذا ما وضعت في سلة واحدة وقرئت الصورة من خارجها بعيداً عن الإيقاع والماكينية اليومية فإننا سنجد أن الإرهاب والانفصال والمشاكل القبلية مشاكل وتحديات حقيقية حتى وإن كانت لا تهدد وحدة اليمن أو وجود الدولة في حد ذاته إلا أن هذه المشاكل تظل نوعاً من التحديات الكبيرة التي لا يجب التعامل معها باعتبارها مشاريع صغيرة بل تحديات كبيرة يجب التعامل معها بمشروع حكومة الوحدة الوطنية باعتبارها الخطوة الأقدر على مواجهة هذه التحديات، مشيراً إلى أن درجة تعثر الممارسة اليومية للحكومات الوحدة الوطنية بحسب الخبرة العربية تعد أكبر من درجات نجاحها وهو الأمر الذي يجب على النخبة والسياسيين اليمنيين أن يواجهوا هذه التحديات مؤكداً بأن الحجم الكبير لهذه التحديات تحتاج فعلاً حكومة وحدة وطنية. ووجه الخبير في شؤون النظم السياسية العربية كلمة لفرقاء العمل السياسي وجميع النخب والفعاليات اليمنية قال فيها: إن التحدي الحقيقي أمام اليمن في الألفية الثالثة أن عليه كما نجح في أن يكون الدولة العربية الوحيدة في الخليج الذي أسس نظاماً جمهورياً حديثاً ودفع الدماء لتأسيس هذا النظام بأنه حان الوقت أن يسير ما يمكن أن نسميه صوب تأسيس الجمهورية الثانية التي عليها تعمق الوحدة شعبياً وتواجه الإرهاب وتؤسس لنظام ديمقراطي حقيقي، وتعيد للدولة هيبتها مشيراً في ختام تصريحه إلى أن تأسيس الجمهورية الثانية حسب تعبيره أكثر أهمية لمواجهة التحديات وأكثر أهمية من الخلافات السياسية الصغيرة والتفاصيل التي يجب تجاوزها أو التعامل معها بالطريقة التي لا تؤدي إلى هدم هذا التحالف.