اعتبرت أوساط سياسية الحشود الغفيرة التي دعاها القائد الميداني للتمرد عبدالملك الحوثي والكلمة التي ألقاها خلال إحياء ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم وقول عبدالملك بأن هذا الجمع لمتشهد له محافظة صعدة مثيلاً على امتداد التاريخ المعاصر حد زعمه اعتبرته تلك الأوساط حركة استعراضية واستفزازية في الوقت ذاته من حركة التمرد للدولة من جهة ومحاولة من قيادة التمرد للفت الأنظار إليهم من جهة أخرى. وأوضحت تلك الأوساط بأن ما ذهب إليه عبدالملك في كلمته من تهديد ووعيد للسلطة وما جاء في حديثه عن استعداد السلطة لشن حرب سادسة وقوله أيضاً "كما حذرت في العام الماضي من شن أي حرب جديدة وقلنا لهم إنهم إن شنوا حرباً جديدة فإن مصيرهم الفشل والهزيمة أقول لهم هذه المرة إذا قمتم بأي عدوان جديد فإن خسارتكم هذه المرة وهزيمتكم ستكون أكبر مما حصل في الماضي بكثير" أوضحت بأنها تمثل دعوة للدولة باستعداء حركة الحوثي ومحاولة منه لجرجرة الدولة للدخول في حرب جديدة كون من يحرص على إحلال السلام في منطقة ما ويحافظ على عدم إراقة الدماء لا يتبنى خطاب التهديد والوعيد والاستعراض. من جانبهم قلل مراقبون سياسيون من نبرات التهديد والوعيد التي تبناها الحوثي في كلمته سالفة الذكر، مشيرين إلى أن ما احتوته كلمته لا تنم عن شخصية عقلانية مسؤولة بقدر ما تجسد تلك الشخصية الدموية التي لا تقر لها عين ولا راحة بال إلا بمشاهدة الدم والدمار عوضاً عن احتوائها ذلك النفس السلالي والنعرة الطبقية الخبيثة المقيتة التي تربى عليها صاحب هذه الكلمة من خلال وصفه الحاضرين ب "المؤمنين" واتهامه السلطة بمحاولة ثنيهم عن إقامة هذا الاحتفال الأمر الذي يكشف كذب وزيف هذا الشخص كون مساجد اليمن وأكثر فعالياتها الثقافية والدينية قد أحيت ذكرى مولد رسولنا العظيم صلى الله عليه وسلم وبرعاية رسمية مثل كل عام فلماذا ستعترض السلطة على إحياء مثل هذه الذكرى العظيمة في صعدة؟ داعين قيادة التمرد إلى عدم استخدام التوظيف السياسي الرخيص لهكذا مناسبات دينية قد لا يكون الحوثي حريصاً على إحيائها إلا لتوظيفها والتي اختلف محتواها تماماً عن الذكرى التي يحتفي الجميع بها من خلال التفكير بتلك السيرة النبوية العطرة إلا أن الحوثي سار في اتجاه مغاير لهذه المناسبة وذهب يستعرض انتصاراته وفتوحاته متناسياً بأن دم أولئك الجنود والأطفال والنساء الذين استشهدوا على أيدي أتباعه هي دماء أشخاص مسلمين ولم يكونوا صهاينة أو أميركيين.