تزايدت في الآونة الأخيرة حالات الانتحار في محافظة الحديدة بشكل غير مسبوق ومغايراً لأحداث مثل هذه يندر وقوعها في محافظات أخرى حيث أدى تفاقم حالات الانتحار بالحديدة بشكلهاالمتسارع والمخيف إلى تحولها لظاهرة تستدعي من الجهات المعنية التحقيق فيها ووضع المعالجات لها ولا سيما أن تلك الحالات تعود لأسباب اقتصادية واجتماعية وقلما يكون السبب نفسياً. ففي خلال "48" ساعة من اليومين الماضيين توفي "3" أشخاص في الحديدة في "4" محاولات انتحار حاول مرتكبوها التخلص من أنفسهم ومغادرة الحياة بطرق متباينة. وفيما أفادت مصادر خاصة ل "أخبار اليوم" أن فتاة عازبة من منطقة باجل أقدمت على الانتحار أمس بعد أن صبت الوقود على رأسها موضحة أن "سلام علي محمد عيسى" "24" سنة لقيت مصرعها إثر إشعالها النار في جسدها مشيرة إلى أن الدوافع التي تكمن وراء انتحار الفتاة لا زالت مجهولة. المصادر ذاتها أكدت أنه تم إنقاذ فتاة أخرى في منطقة باجل ذاتها بعد محاولتها الانتحار بإلقاء نفسها في البحر منوهة إلى أن الفتاة التي تم انقاذها من الانتحار التي كانت قد قررته لمصيرها تدعى فوزية حسين علي إبراهيم وتبلغ من العمر "15" عاماً. تتواصل حالات الانتحار في محافظة واحدة بأحداث تولد الريبة والخوف من أن تتحول ظاهرة الانتحار هذه إلى غول يستشري في أوصال المحافظة ويصعب استئصاله حيث أكدت المصادر وفاة موظف في الأمن السياسي بعد أن أقدم على الانتحار بإحراق نفسه إثر خلافات أسرية حد قولها لافتة إلى أن المدعو فضل محمد حسن باغريب يسكن شارع المواصلات بالحديدة ويبلغ من العمر "45" عاماً. وفيما توفي باغريب إثر انتحاره بإحراق جسده لقي على أحمد علي ناصر الشريف "24" عاماً مصرعه بعد أن أقدم على الانتحار عن طريق الشنق مضيفة المصادر أن الشريف الضحية من حارة الربصة بمحافظة الحديدة. ولعل هذا التزايد لحالات الانتحار مؤشر على تفاقم ظاهرة مجتمعية تبحث عن حلول حيث رصدت "أخبار اليوم" قبل أسابيع مضت "5" حالات انتحار في ذات المحافظة وقعت خلال أسبوع وأسبابها تقتصر على أسباب اقتصادية واجتماعية لتصبح حالات الانتحار التي كانت تقع خلال أسبوع تحدث اليوم خلال "48" ساعة ولا ننسى أن بوادر الانتحار قد بدأت منذ "3" سنوات في المحافظة بشكل متذبذب ليصل إلى التسارع المخيف هذا. . والغريب فيما يحدث من حالات دخيلة تحولت إلى ظاهرة مجتمعية تهدد مجتمعاً بالانتحار هو صمت الجهات المعنية والمسؤولة في المحافظة حيال تزايد حالات الانتحار التي تحدث على مرأى ومسمع منها دون أن تحرك ساكناً إزاءها ما يجعلنا أمام ظاهرة مخيفة وكارثة صمت المسؤولين الذي يبدون غير مبالين بما يحدث وكأن الأمر لا يعنيهم وإن تم مطالبتهم بمعالجة الظاهرة ووضع الحلول لها فالمسؤولية بالحديدة أذن من طين وأخرى من عجين كما يقال. وعلى صعيد متصل لقي أحد موظفي أسمنت عمران مصرعه أمس الأول بعد غرقه في مياه البحر في محافظة الحديدة كما لقي أثيوبي دخل إلى اليمن بطريقة غير شرعية مصرعه إثر حادث دهس أودى بوفاته في الحال وذلك في المحافظة نفسها.