كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن المباحثات والجهود اليمنية الأميركية المتعلقة بالإفراج عن المعتقلين اليمنيين من سجن غوانتانامو قد توقفت مخلفة بذلك عقبة رئيسية جديدة لخطة الرئيس الأميركي "أوباما" الرامية إلى إغلاق المعتقل بحلول يناير القادم. ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين الأميركيين الذي يشارك في مباحثات قضية المعتقلين اليمنيين بغوانتاناموا قوله: نحن في طريق مسدود بالكامل، ولا أعرف أن هناك خطة بديلة قابلة للحياة. وأضافت الصحيفة: لقد طلبت الحكومة اليمنية من واشنطن إعادة معتقليها وقالت إنها بحاجة إلى مساعدات كبيرة لإعادة تأهيلهم لكن شكوك إدارة أوباما تتزايد حول قدرة اليمن على توفير التأهيل والأمن الكافيين للإشراف على السجناء العائدين إضافة إلى أن مسؤولين أميركيين يشعرون بالقلق من إرسال المعتقلين إلى اليمن بسبب تزايد مؤشرات نشاط تنظيم القاعدة فيها. ونقلت الصحيفة عن كين غود المدير المساعد في مركز التقدم الأميركي تساؤله عما سيتم عمله مع المعتقلين. . فهو جزء لا يتجزأ من عملية إغلاق غوانتاناموا. وكشفت الصحيفة أن بعض الجمهوريين في الكونجرس صعدوا من معارضتهم الشديدة أمام إغلاق غوانتاناموا بل إن مسؤولين في بعض الجمعيات الأميركية قالوا إنهم سوف يتصدون لأي خطط من هذا القبيل. إلى ذلك اعتبر مراقبون سياسيون يمنيون تصعيد الجمهوريين في التصدي للتباحثات بشأن إغلاق معتقل غوانتاناموا وعودة المعتقلين اليمنيين إلى بلادهم اعتبروها هو من أوصل المباحثات اليمنية الأميركية بهذا الخصوص إلى التوقف. وأشارت الصحيفة إلى أن المعتقلين اليمنيين ليسوا أكبر مجموعة في غوانتاناموا فحسب بل الأصعب في نقلها من غوانتانامو فالبلدان الأخرى تشعر بالقلق من العديد من المعتقلين اليمنيين لأن الجماعات الجهادية لها جذور عميقة منذ فترة طويلة في اليمن أحد أفقر البلدان في العالم العربي ومسقط رأس والد أسامة بن لادن. الصحيفة ذاتها على لسان محامي المعتقلين وجماعات حقوق الإنسان أفادت أنه إذا لم يتم إرسال اليمنيين إلى بلادهم فقد يكون هناك القليل من الخيارات أمام الكثير من ال "97" معتقلاً. ونسبت الصحيفة إلى نائب وزير الخارجية اليمني/ محمد محي الدين الظبي قوله: إن الولاياتالمتحدة تحاول الآن إقناع دول أخرى لقبول المعتقلين اليمنيين مما يمثل رفضاً لطلب اليمن بإعادة مواطنيها من غوانتاناموا وأن السيد الظبي في مقابلة أجريت معه مؤخراً لم يشر إلى بطاقة الثمن لكنه قال إن وضع برنامج لإعادة التأهيل سيكون مكلفاً وطويلاً ويتطلب تعاوناً وإن الظبي حد ما أشارت إليه الصحيفة قال إن الأميركيين كانوا مصدومين عند سماع ذلك. واعتبرت الصحيفة أن ما عقد المهمة هو أن الحالة الأمنية في اليمن أخذت في التدهور منذ أكثر من عام بوقوع العديد من الهجمات الإرهابية منها التفجير الانتحاري خارج مجمع السفارة الأميركية في سبتمبر الماضي والذي خلف "13" قتيلاً. وأفادت أن ديفيد ريميس محامي ل "16" معتقلاً يمنياً قال يبدو أن كثيراً من المعتقلين قد يظلون رهن الاعتقال في السجون الأميركية، مضيفاً: ما لم يعد الرئيس أوباما النظر في قراره بإغلاق غوانتانامو حينها يجب إعادة المعتقلين اليمنيين إلى الولاياتالمتحدة ووضعهم في السجن. ونقلت الصحيفة عن الأشخاص الذين ناقشوا قضايا المعتقلين مع مسؤولين يمنيين يقولون إن إحباط إدارة اوباما من الحكومة اليمنية ربما يكون مبرراً.