كشفت مصادر مطلعة ل "أخبار اليوم" أن رسالة رئيس الولاياتالمتحدة "باراك أوباما" التي نقلها مساعده لشؤون الأمن الداخلية ومكافحة الإرهاب "برينان" إلى فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية قد تضمنت ما اعتبرته المصادر توضيحاًللرؤية الأميركية تجاه قضية المعتقلين اليمنيين بسجن غوانتانامو والتي توقعت المصادر من أن تكون رسالة أوباما قد أشارت إلى عدم رغبة تسليم المعتقلين اليمنيين البالغ عددهم "95" شخصاً إلى اليمن باستثناء أشخاص قد لا يتجاوز عددهم "20-25" معتقلاً. وفي هذا السياق اعتبرت المصادر أن الرسالة الجوابية التي وجهها رئيس الجمهورية لنظيره الأميركي والتي جدد فيها مطالبة اليمن بتسليمها المعتقلين اليمنيين بغوانتاناموا وإشارته إلى ما تقوم به اليمن من تحضيرات لاستقبالهم وإعادة تأهيلهم فكرياً ومهنياً لإدماجهم في المجتمع، اعتبرته رفضاً يمنياً للتوجهات الأميركية المتعلقة بالمعتقلين اليمنيين من جهة وتؤكد صواب التوقع من أن تكون أميركا ليس لديها الرغبة في تسليم اليمن مواطنيها المعتقلين لدى أميركا باستثناء العدد المشار إليهم آنفاً من جهة ثانية بالإضافة إلى "15" آخرين سيتم تسليمهم إلى المملكة لاستجوابهم بحسب طلب السعودية. تجدر الإشارة إلى أن الرسالة التي نقلها "برينان" لرئيس الجمهورية قد تضمنت إشادة بالجهود التي تبذلها اليمن في مكافحة الإرهاب. وقد جرى خلال المقابلة بحث تعزيز العلاقات ومجالات التعاون المشترك بين البلدين ومنها التعاون في مجال مكافحة الإرهاب بالإضافة إلى أوضاع المعتقلين اليمنيين في غوانتانامو. وأكد مساعد الرئيس الأميركي حرص الولاياتالمتحدة على تعزيز التعاون مع اليمن بما فيه تحقيق المصلحة المشتركة بين البلدين. وتأتي رسالة أوباما لتشكل في الوقت الراهن والقريب خط سير مغاير لما كان قد أعلن عنه أوباما في اعتزامه على إغلاق معتقل غوانتانامو من ناحية وخلق ذرائع أميركية جديدة أمام خطورة تسليم المعتقلين اليمنيين ب "غوانتانامو" لليمن من ناحية أخرى. من جانبه نفى وزير خارجية اليمن أن يكون قد أجرى محادثات بخصوص نقل معتقليه في غوانتانامو إلى المملكة لإخضاعهم إلى برنامج المناصحة الذي يخضع له أصحاب الفكر الضال. وقال وزير الخارجية اليمني الدكتور أبو بكر القربي في تصريح ل صحيفة "الرياض" السعودية "لم نقم بمثل هذه المحادثات ونأمل تسليم المعتقلين إلى اليمن". وأكد القربي في الوقت نفسه أن الجهود مستمرة من اجل إنشاء برنامج تأهيلي للمعتقلين تعمل عليه الحكومة حالياً. . مشيراً إلى أن الحكومة اليمنية تسعى إلى إعادة معتقليها في غوانتانامو إلى اليمن. وكان تقرير لشبكة "سي إن إن" الأمريكية قد أورد أن واشنطن تدرس فكرة إرسال عدد من المعتقلين اليمنيين في معسكر غوانتانامو، الذي يضم متهمين بالانتماء إلى تنظيم القاعدة وحركة طالبان إلى المملكة، وذلك لإشراكهم في برنامج المناصحة. الجدير بالذكر أن عدداً من وسائل الإعلام الأميركية والأجنبية كانت قد روجت لحملة إعلامية تبنتها أجهزة المخابرات الأميركية وصبت في مجملها على استحالة تسليم المعتقلين اليمنيين إلى الحكومة اليمنية ووضع مقترحات لتسليمهم إلى دولة أخرى السعودية إحدى تلك الدول.