تستعد الولاياتالمتحدة الأميركية لنقل 100 معتقل من معتقلي غوانتانامو غالبيتهم من اليمن، إلى المملكة العربية السعودية لإعادة تأهيلهم، وذلك في إطار خطة الرئيس الأميركي أوباما لإغلاق معتقل غونتانامو بخليج كوبا. وأشادت وزارة الدفاع الأميركية "بتاغون" في مؤتمر صحفي اليوم الخميس ببرنامج التأهيل الذي تنفذه المملكة العربية السعودية، وقالت أنها تدرس الإفراج عن نحو 100 معتقل بغوانتانامو وإلحاقهم ببرنامج إعادة التأهيل بالمملكة العربية السعودية.
وأشارت وزارة الدفاع الأميركية إلى أن المحادثات بينها وبين المملكة العربية السعودية واليمن بهذا الخصوص تطرقت إلى استكشاف سبل نقل المعتقلين مع ضمان عدم عدودتهم إلى "حياة الإرهاب" حد وصفها.
ضغط أميركي ورفض سعودي وكانت مصادر صحفية أميركية تحدثت أمس الأربعاء أن الإدارة الأميركية تمارس ضغوطا على المملكة العربية السعودية لإقناعها باستضافة 97 سجينا يمنيا في غوانتانامو يشكلون عقبة رئيسية أمام خطة الإدارة الأميركية الجديدة لإغلاق المعتقل بحلول شهر يناير 2010.
وقالت صحيفة واشنطن بوست إن نجاح السعودية في تأهيل عدد من المتشددين أقنع إدارة أوباما بأن المملكة هي المكان المثالي لاستضافة عشرات السجناء اليمنيين في غوانتانامو، مشيرة إلى أن الإدارة شرعت منذ شهور في ممارسة ضغوط على الرياض للموافقة على استقبال السجناء اليمنيين.
وتبرر المملكة العربية السعودية رفضها استقبال السجناء اليمنيين بأن الفضل في نجاح برنامجها في إعادة تأهيل السجناء السعوديين بغونتانامو يعود إلى تدخل عائلاتهم وقبائلهم لمراقبة سلوكياتهم، وهو الأمر الذي يتعذر تطبيقه مع المتشددين القادمين من خارج المملكة.
عدم ثقة بالضمانات اليمنية وأوضحت الصحيفة بأن إدارة الرئيس أوباما غير عازمة على إرسال السجناء اليمنيين إلى اليمن، لكونها لا تؤمن بالضمانات المقدمة من أجهزة الأمن اليمنية، فضلا عن الاضطرابات التي تشهدها البلاد حاليا، وتنامي تواجد تنظيم القاعدة والحركة الانفصالية في الجنوب وحركة التمرد في الشمال.
يذكر أن الولاياتالمتحدة الأميركية أرسلت على مدار السنوات السبع الماضية 15 سجينا يمنيا فقط إلى اليمن من معتقلي غوانتانامو، رغم إرسالها مئات السجناء السعوديين والأفغان في نفس الفترة.
وكانت اليمن قد طلبت علنا استرجاع هؤلاء المعتقلين إلا أن الولاياتالمتحدة الأميركية لم تلب هذا الطلب، كما أن أيا من الدول الأوروبية التي استقبلت سجناء آخرين من غوانتانامو لم توافق على استقبال السجناء اليمنيين لعدم استيفاء الشروط الخاصة باستقبالهم لديها، فضلا عن تخوفهم من إمكانية أن يشكلوا خطرا أمنيا عليها في المستقبل.
وكانت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تعهدت بإغلاق معتقل غونتانامو سيء الصيت بحلول عام 2010 وإطلاق سراح المعتقلين أو تقديمهم للمحاكمة وطلب الكونغرس الأميركي منع إعادة توطين أي معتقل بغوانتانامو داخل الولاياتالمتحدة الأميركية، ولم تحدد الإدارة الأميركية حتى الآن مصير السجناء اليمنيين الذين يشكلون نصف السجناء الباقين في غوانتانامو ويعتبرون أهم عقبة أمام الحكومة الأميركية لإغلاق هذا المعتقل وتبني سياسة جديدة بشأن المحتجزين.