أكدت مصادر سياسية عراقية بأن رئيس الوزراء العراقي نور المالكي أقال مدير المخابرات العراقية محمد عبدالله الشهواني من منصبه على خلفية تقديمه تقريراً يحتوي أدلة موثقة عن وقوف إيران وراء التفجيرات التي شهدتها العاصمة العراقية بغداد منتصف الشهر الماضي ، وأسفرت عن مقتل وإصابة مئات الأشخاص ,والتي وصفت بتفجيرات "الأربعاء الدامي". الشهواني قدم في اجتماع ضمه والمالكي وبعض الوزراء والقيادات الأمنية - تقارير استخبارية هامة وخطيرة مؤكدة بالصور والوثائق والأدلة على تورط الأجهزة الإيرانية بأعمال العنف في العراق والتي كان آخرها هذا الحادث، وتقول المصادر إن الشهواني أضاف إلى تلك الأدلة تذكيره للمسئولين العراقيين الحاضرين في الاجتماع بتقارير رفعها لهم قبل نحو ستة أشهر من حادثة التفجيرات الأخيرة . وأكدت الأدلة التي قدمها مدير المخابرات العراقية المقال على تسلل قيادات عسكرية إيرانية منها وزير الدفاع الإيراني إلى جنوب العراق قبل التفجيرات , إلا أن المالكي و الوزراء والقيادات الأمنية التي حضرت ذلك الاجتماع رفضوا نشر هذه التقارير أو الأخذ بها متهمين الشهواني بتقديم أدلة مغرضة , وتهدف إلى تعكير العلاقات بين العراق وإيران . وتصر الحكومة العراقية على تجاهل ما في بين يديها من أدلة حتى لاتؤثر على علاقاتها مع الحكومة الإيرانية , لكنها ماضية في توجيه الاتهام للحكومة السورية , ودخلت حكومة المالكي في أزمة دبلوماسية عنيفة مع دمشق حيث تتهم السلطات السورية علنية بإيواء عناصر تقول حكومة المالكي إنها مسئولة عن تلك التفجيرات الدامية التي شهدتها بغداد منتصف أغسطس المنصرم . لكن الرئيس السوري بشار الأسد وصف اتهامات الحكومة العراقية لدمشق بقتل العراقيين بأنه اتهام "لا أخلاقي" ، مؤكدا أن دمشق لم تتلق أي أدلة من الحكومة العراقية تتعلق بتلك التفجيرات . وفي الوقت الذي تحتضن به دمشق نحو 1.2 مليون مهجر عراقي فإن الأزمة العراقية - السورية اتجهت إلى مزيد من التصعيد بعدما طلبت بغداد رسمياً من الأمم المتحدة تشكيل لجنة خاصة للتحقيق في تفجيرات "الأربعاء الدامي" ، وقد أعتبر محللون هذا الأمر بأنه " تصعيد للأزمة عبر تدويلها " ,ويبدوا أن تلك الاتهامات تلقى استجابة أميركية فقد قالت السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة / سوزان رايس : " يوم الجمعة الماضية إن مجلس الأمن سيناقش طلباً من العراق لتشكيل محكمة دولية " . وحسب المصادر فإن حكومة المالكي المصرة على اتهاماتها لدمشق دون دليل لم تعر أي اهتمام تهديد الشهواني بكشف الدور التخريبي الإيراني من خلال أدلة وتسجيلات صوتية وصورية يمتلكها , وكان قد أكد أنه سيعرضها للرأي العام في الوقت المناسب ليرى من هم أعداؤه ومن الذي أوغل في قتله وقتل العراقيين طيلة سبع سنوات . ونقلت مصادر إعلامية عن الشهواني أنه هدد في اجتماع أمني موسع بعرض أجزاء بسيطة مما لديه من أدلة تثبت وتدعم كلامه ؛ وقد فخلفت تلك التصريحات المحدودة التداول فوضى عارمة . غير أن أساس الأزمة العراقية السورية هو أن سوريا تحتضن عدداً من قيادات حزب البعث العراقي المنحل وأركان النظام السابق والذين تطالب بهم حكومة المالكي لمحاكمتهم - حسب تأكيد المراقبين