أكدت جريدة الوطن السعودية أن إيران ومن خلال دعمها لتمرد الحوثيين في محافظة صعدة تسعى لجر المملكة العربية السعودية إلى الدخول في مخطط لعبة كبيرة قائمة بين الولاياتالمتحدةوطهران باتت لعبة شد وجذب بينهما. واعتبرت جريدة الوطن في عددها الصادر أمس ما يحدث في اليمن هو من تداعيات حرب باردة قائمة بين المملكة وإيران وكانت الأخيرة قد عمدت ومنذ حرب الولاياتالمتحدة على العراق ، على القيام بتنصيب نفسها حامية الطوائف الشيعية حول العالم وهو الأمر الذي قامت بتغذيته من خلال إنشاء التحالفات بدءاً من العراق وحتى حزب الله في لبنان وهو ما عرف في حينه بالهلال الشيعي. وأوضحت الجريدة أنها فيما كانت سياسة المملكة العربية السعودية واضحة حيث تؤكد المملكة عدم التدخل في سياسات الدول المجاورة ، تقوم إيران بإعلان دعمها الجماعات داخل هذه الدول. وفي عمود بعنوان "رأي الوطن" أوضحت الصحيفة أن التوجهات السياسية الإيرانية جزء من مخطط اللعبة القائمة بين طهران وأميركا ، مشيرة إلى أن دور إيران فيما يخص الوضع اليمني جلي في محاولة الزج بالمملكة للتدخل في اللعبة ، إذ تعلم طهران بالعلاقة القوية بين السعودية والولاياتالمتحدة فتكون مغامرتها "الحوثية" لا لهدف ضرب المملكة مباشرة وإنما لجر أميركا نحو طاولة مفاوضات أخرى مستدركة أن ذلك سيؤدي إلى تعقيد خلط الأوراق . ولفتت جريدة الوطن إلى أن المملكة قادرة على المناورة والضغط على طهران، أما اليمن فمن الظلم لأهله الزج بهم في صراع لا يعنيهم ، مضيفة : ليت إيران صرفت جهدها لدعم التنمية في اليمن مثلما تفعل المملكة - عوضاً عن إثارة الفتن، ولكنه فن لا تجيده إيران للأسف . وقالت الجريدة أن مسألة تمرد الحوثيين في شمال اليمن أضحت إحدى المشاكل العالقة في المنطقة وعلى صعيدها الإقليمي لا اليمني فقط نظراً لما يمكن النظر إليه على أنه تدخل من قوى إقليمية في محاولة للاستفادة من الصراع القائم ، متابعة قولها أن الخطوات التي يتخذها الحوثيون يمكن استقراء بعد آخر في توجهاتها يرتبط بالدور الإيراني في الدعم وفي تغذية الصراع على حساب وتيرة الأحداث في المنطقة. ونوهت الجريدة السعودية إلى أن التطورات على الساحة اللبنانية والتي حدت من نفوذ حزب الله وحجمته في الدور السياسي وجنوح العراق من تحت مظلة النفوذ الإيراني ، وما بات واضحاً من خلال الوساطة التركية الأخيرة بين سوريا والعراق أبرز حليفين لإيران ، كلها دلالات على أن أوراق اللعب الإيرانية باتت أضعف من مواجهة الولاياتالمتحدة وخاصة في ظل سياسة أوباما التي يمكن وصفها بالعاقلة. استنتجت الصحيفة أن من ذلك تبرز الفرصة اليمنية لإيران كوسيلة ضغط وتفاوض ولعب في المنطقة بعيداً عن نفوذ تركيا، مستدركة بالقول : ولكن إيران تعلم أن اليمن يدخل في مجال الأمن القومي السعودي.