في الوقت الذي لا زالت بعض الأوساط السياسية والإعلامية ترى بأن ثمة غموض يكتنف زيارة وزير الخارجية الإيراني "مونشهر متكي" إلى اليمن وتلوح بأن لهذه الزيارة علاقة بمجريات الأحداث في صعدة والاتهامات اليمنية المتكررة التي تؤكد فيها تورط إيران بصورة أو بأخرى في دعم حركة التمرد مادياً وإعلامياً وعسكرياً ولوجستياً ، قال وزير الخارجية الإيراني في تصريح لوكالة الأنباء الإيرانية "مهر" حول سبب زيارته إلى اليمن : بما أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تولي أهمية بالغة إلى علاقتها مع اليمن فأنى سأحمل معي رسالة من الرئيس أحمدي نجاد إلى الرئيس اليمني ونحن نسعى إلى إرساء الهدوء في هذا البلد ، كما أن المسؤولين اليمنيين من جانبهم رحبوا بهذه الزيارة. وفي هذا السياق اعتبر مراقبون سياسيون قول "متكي" بأنهم يسعون إلى إرساء الهدوء في اليمن يؤكد بأن غرض هذه الزيارة هدفها القيام بواسطة لدى الحكومة اليمنية لوقف الحرب على التمرد ، بعد ان شعرت حركة التمرد وكافة الأطراف الداعمة لها بأن الحكومة اليمنية عازمة على حسم مسألة التمرد عسكرياًَ دون هوادة. وأوضح المراقبون أنه وبعد أن فشلت بعض الأطراف الداخلية والخارجية المؤيدة لحركة التمرد ابتداءً مما يسمى بلجنة إحلال السلام، ومروراً بوساطات المشائخ وانتهاءاً بخروج حسن نصر الله مناشداً الرئيس بوقف الحرب على التمرد ، اضطرت إيران بعد أن استهلكت هذه الأوراق المطالبة بوقف الحرب للخروج عن صمتها الرسمي والقيام بدور الوسيط بين الحكومة وحركة التمرد الحوثية في محاولة منها لإيقاف وكبح جماح الحكومة اليمنية في توجهها لإنهاء التمرد . وتأتي هذه الزيارة وسط دعوات من شخصيات سياسية واجتماعية وحزبية تحث فيها الحكومة على عدم التعاطي مع أي وساطة داخلية أو خارجية إيرانية أو غيرها هدفها إيقاف الحرب ضد التمرد ،مذكرة بتجارب الهدنات السابقة التي ساهمت بشكل كبير في تقوية حركة التمرد وتوسيع رقعتها ورقعة مؤيديها.