احتج أعضاء مجلس النواب في جلسة البرلمان أمس على المحضر ،الذي خرجت به سكرتارية المجلس حول مداولات الجلسة التي طغت عليها أحدث ضحايا قصف الطيران في محافظة أبين، ووصفوا المحضر الذي أقرته رئاسة المجلس بأنه لم يأتِ حسب ما تداولوه في جلسة الأحد ومطالباتهم بتشكيل لجنة تقصي،وانتقادهم تصرف الحكومة على ما خلفته عملية المحفد من سقوط أبرياء. . احتجاج النواب طال أيضاً للإعلام الرسمي وخصوصا المرئي الذي تناول جلسة أمس الأول بشكل مغاير لما طالب به النواب،إضافة إلى عدم حضور أي من الجانب الحكومي للمساءلة وهو ما اتُفق عليه في ختام الجلسة ، قبل إقرار المجلس تشكيل لجنة. . غياب الجانب الحكومي اعتبره نائب رئيس المجلس محمد الشدادي استخفافاً من الحكومة بأمر المجلس وفضل الانسحاب من الجلسة وتعليق عضويته. . خروج الشدادي قاد إلى مطالبة البعض بالانسحاب من الجلسة ،قبل أن يصوت النواب على تشكيل لجنة برلمانية للنزول لمديرية المحفد بمحافظة أبين لرفع تقرير عن العملية التي ذهب ضحيتها عشرات النساء والأطفال،التصويت على اللجنة حاز موافقة غالبية الحضور وسط اعتراض النائب سلطان البركاني لإفشاله،وهو ما استدعى رئيس الجلسة النائب حمير الأحمر إلى إقرار لجنة للنزول لمحافظة أبين. . قائلاً" وافق المجلس على نزول اللجنة والذي لا يريد يشرب من البحر الأحمر!" حد تعبيره. وكان البركاني رئيس كتلة المؤتمر قد تحدى نزول هذه اللجنة ودعا بشر أن يكون البركاني رئيساً للجنة المجلس لتقصي حقائق عملية المعجلة بالمحفد!. . البركاني رد على نواب كتلته الذين هاجموه قائلاً: أبرأ إلى الله من الفساد. . أنا سأحارب الفاسدين حتى آخر العالم. . وأقول لجباري "كاد المريب أن يقولوا خذوني. . "مضيفاً"يجب ألا يحملوا البركاني أكثر مما يحتمل!" واعتبر النائب نبيل باشا الخبر الذي عرض تليفزيونياً حول جلسة أمس الأول. . لا يعبر عن ما تناولناه من إدانة للعملية التي ذهب ضحيتها أبرياء،وافقه في ذلك النائب عبده بشر الذي قال: ينبغي أن تخرج مداولات الجلسات من المجلس. . وليس من وزارة الإعلام التي تحور ما يدور في جلسات المجلس. . وأضاف: اليوم الطرق مقطوعة في المحافظات الجنوبية ونهبت أكثر من شاحنة تخص المواطنين،بينما لم نلحظ في برنامج الرئيس الانتخابي تخويفاً واعتقالاً للمواطنين. . مطالباً الرئيس إبعاد من وصفهم بالحجاج والمستشارين حوله. . . . وتساءل النائب عبدالعزيز جباري حول الخبر الذي بث عن جلسة الأمس بالقول"هل هناك جهات أخرى مسيطرة على الخبر. . ؟!". وفي هذا الصدد أوضح النائب / عبدالعزيز جباري في تصريح ل"أخبار اليوم" أن عدداً من أعضاء مجلس النواب كانوا قد تقدموا بطلب تشكيل لجنة إلا أن هذا الطلب لم تطرحه هيئة الرئاسة للتصويت وفضلت حضور نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع للحضور إلى قاعة البرلمان لشرح ملابسات ما حدث في محافظة أبين مديرية المحفد بسبب القصف الجوي في العملية التي استهدفت تنظيم القاعدة وأدت إلى قتل مدنيين. وقال جباري: اليوم لم يحضر نائب رئيس الوزراء ولا وزير الدفاع ما حدا بالبعض طلب تشكيل لجنة للنزول إلى موقع الحادث، مشيراً إلى أن بعض الشخصيات اعترضت نزولها الأمر الذي دفع "محمد الشدادي" إلى إعلان تعليق عضويته حتى تشكيل اللجنة. وأردف جباري: إنه تم طرح الموضوع بشأن هذه اللجنة للتصويت وصوت المجلس بالإجماع على تشكيلها، موضحاً أن النائب / سلطان البركاني كان معترضاً لأي مقترح بشأن نزول لجنة بهذا الموضوع، منوهاً إلى أن مثل هذه الأخطاء تحدث في كثير من البلدان ومن قبل جيوش متقدمة، لكن يتوجب على الحكومة الاعتذار للمتضررين الأبرياء وتعويضهم. وحول المشادة الكلامية التي حدثت بينه والشيخ/ البركاني أفاد النائب جباري أن النائب / سلطان البركاني أحياناً تكون اجتهاداته في غير محلها متسائلاً: فما الضير في تشكيل لجنة للنزول إلى مكان المتضررين، مشدداً على مجلس النواب أن يترفع عن الانحياز إلى جانب الحكومة بشكل مطلق، كونه مؤسسة تمثل الشعب. وأثار موقف البركاني أمس الاستغراب حول اعتراضه الملح، رغم أن المعهود أن البرلمان عادة ما يشكل لجاناً في مثل هذه الحوادث ولهذا حاولت الصحيفة التواصل مع النائب الشيخ/ سلطان البركاني عبر هواتفه إلا أنه لم يتسن لها أن تحظى بتفسيره لموقفه ذاك لكن البركاني لم يجب على اتصالات الصحيفة به. وكان المجلس قد اعتبر خلال جلسته التي عقدها صباح أمس الأحد برئاسة رئيس مجلس النواب يحي علي الراعي بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية " سبأ " العملية عملاً وقائياً ودفاعياً عن المواطنين والوطن ، منوها بدور الأجهزة الأمنية في تحقيق هذه المهمة الوطنية النوعية. وأعرب المجلس عن ثقته بقدرات وكفاءات أجهزة الأمن العملية ، مؤكدا أن أي نوع من أنواع التحالف والتضامن مع الإرهابيين المجرمين القتلة ، أو تقديم أي شكل من أشكال الدعم والمساندة المادية أو المعنوية ، أو إيوائهم والتستر عليهم وعلى نواياهم وخططهم التآمرية الإجرامية ، من أي جهة أو شخص ما ، ومن أي بقعة يتواجد فيها، يمثل مشاركة فعلية للإرهابيين في تنفيذ جرائم العنف والتطرف، مشيرا إلى أن الأمر يستوجب الملاحقة والمساءلة والعقاب القانوني.