قال عبدالوهاب الآنسي أمين عام حزب التجمع اليمني للإصلاح إن سياسات الحكومة الخاطئة هي التي فجرت الأوضاع في البلاد سوءاً ، كما ساعدت القاعدة في بعض مناطق البلاد، مشيرا إلى أن "الغرب وخصوصاً أمريكا بدلاً من أن يبحث عن أسباب هذه الظواهر تعامل معها بنوع من الاستهزاء. وندد الآنسي في حوار مع قناة "فرانس24" بأعمال تنظيم القاعدة، معبراً عن رفض الإصلاح لكل أشكال العنف، غير أنه قال أن القاعدة في اليمن أصبحت ورقة سياسية تتعامل معها حكومات عربية ودول غربية، فالحكام العرب أصبحوا يتحدثون عن خطر اسمه "القاعدة" من أجل إقناع الغرب أن يتراجع عن التوجه الديمقراطي. ورداً على سؤال بشأن اقتناعه أن الجانب الأمني هو السبب الحقيقي وراء إغلاق السفارتين البريطانية والأمريكية بصنعاء، أكد الآنسي أن هناك تعتيم كبير على الموضوع الأمني في البلاد. وبينما تساءل "هل القاعدة تواجدت وانتشرت بهذه القوة في يوم واحد؟ أضاف "في الحقيقة الضجة حول الإرهاب في اليمن لا تمثل الواقع وإنما لديها مقاصد أخرى ستتضح في المستقبل القريب. فإغلاق السفارات مثلاً يأتي ضمن مخطط تصعيدي بدأ بالضجة الإعلامية حول "القاعدة" مرورا بالمؤتمر الدولي الذي سيعقد في لندن في نهاية الشهر الحالي وصولا إلى إغلاق السفارات". ولفت إلى أن معالجة المشكلة بأسلوب أمني وعسكري ستكون نتائجه وخيمة على اليمن وعلى كل المنطقة، مؤكداً أن الحل الصحيح يكمن في الربط بين الديمقراطية والإرهاب، فإذا غابت الديمقراطية حضر الإرهاب والعكس صحيح. ورجح أن أمريكا لن تهاجم اليمن لأن الوضع فيها أخطر مما هو في أفغانستان وباكستان بحكم موقعها الجغرافي. وبشأن توقعاته عن نتائج مؤتمر لندن الدولي الذي دعا إليه رئيس الوزراء البريطاني حول اليمن، طالب الآنسي كل من يهمه أمر اليمن أن يدفع في اتجاه إقناع السلطة في الجلوس إلى طاولة حوار وطني تشارك فيه كل القوى السياسية دون استثناء وتطرح فيه كل القضايا وبحضور الدول الشقيقة. واستبعد الآنسي امتلاك القاعدة في اليمن مختبرات من أجل اختراع وسائل إرهابية جديدة كما اتخذ من حادث النيجيري عمر فاروق عبدالمطلب مثالاً. وقال "نحن ندرك أن اليمن بلد فقير وغير مؤهل تقنيا للقيام بذلك ولا يستطيع التعامل مع هذه القضايا المعقدة. والقول بأن عدد عناصر "القاعدة" في اليمن أكبر مما في أفغانستان وباكستان والعراق أمر مبالغ فيه والأيام المقبلة ستكشف حقيقة الأمر".