أكد المغربي الدكتور/ عبدالصمد بلكبير - نائب الأمين العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي المغربي سابقاً أنه لا يمكن أن يتم تبرئة أيادٍ أجنبية من المساهمة في خلق الأزمة التي تعيشها اليمن، مع الوضع في الاعتبار بأن هناك تناقضات داخلية في اليمن يمكن حلها بالحوار والطرق الديمقراطية، لكن شتان بين تناقضات داخلية تحل بشروط داخلية وبين تناقضات يتدخل فيها الأجنبي ليزيد في إفسادها وعميق جراحها ولا يحلها.. وحول قرآءته الأولية للنقاط الخمس التي خرج بها مؤتمر لندن حول اليمن - وتنشر نصها "أخبار اليوم" في صفحتها الأخيرة- أوضح الدكتور بلكبير أنه ليس من مصلحة الغرب الرأسمالي أن توجد اليمن الحلول الموضوعية للقضايا اليمنية إلا في حال ما إذا كانت هذه الحلول تخدم المصالح الغربية، مشيراً إلى أن اليمن مرغم بعد هذا المؤتمر على الانسياق إلى منطق النظام العالمي. ورأى المحلل السياسي بلكبير أن الهدف الغربي من انعقاد مؤتمر لندن هو القيام بخطوة استباقية من قبل القوى الإمبريالية تجاه اليمن لكي تأمن أي مفاجئة من هذا البلد سيما وأن مواقف الشعب والحكومة اليمنية تجاه عدد من القضايا خاصة الاحتلال الصهيوني لفلسطين والاحتلال الأميركي والبريطاني للعراق وأفغانستان لا تزال مناهضة للسياسات الغربية في المنطقة الأمر الذي جعل تلك القوى تسارع لاتخاذ هذه الخطوة الاستباقية في اليمن حتى لا تنتهي الأحداث في اليمن بأشياء تفاجئ إستراتيجيتهم في المنطقة. ونوه بلكبير إلى أن إلزام الحكومة اليمنية باعتماد وتطبيق سياسة البنك الدولي لمعالجة مشاكلها الاقتصادية يؤكد أن هدف مؤتمر لندن يسعى إلى أن يجعل الاضطرابات في اليمن ذات طابع اجتماعي بدلاً من الطابع السياسي الذي يغلب على مشاكلها كون سياسة هذا البنك قد عملت ذلك في المغرب والأردن.. مستدركاً بالقول: واعتقد أن المشاكل اليمنية يمكن أن تحل بالحوار الموسع كما هو حال الديمقراطيات المعاصرة المتناقضة مع الديمقراطية المركزية ، فمثلاً قضية الجنوب يمكن أن تحل بإعادة هيكلة نظام الدولة الإداري وما يترتب عليه ،أما هذا المؤتمر والداعين إليه يريدون أن يلغموا اليمن بلغم آخر يتصل بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية ومن المؤكد أن هذا المؤتمر سيزيد الطين بلة .. موضحاً بأن العمل بالبند الأول من بيان مؤتمر لندن سيعمق الطبقية والتبعية معاً لتصبح اليمن مكبلة اقتصادياً واجتماعياً. وأكد بلكبير في ختام تصريحه للصحيفة أن البند الثاني الذي تضمنه بيان مؤتمر لندن سيعمل على ما من شأنه التدخل بالحرب على الإرهاب في اليمن بطريقة مباشرة كون الامبريالية تعتمد التدرج في نهجها في تعاملها مع القضايا ولا تفاجئ ولا تستخدم عنصر المفاجئة وتقدم ما يستساغ ولا يتم الانتباه لها إلا وهي متواجدة مستعمرة