وسط امتناع كتل اللقاء المشترك عن ترشيح ممثلين لها - شهدت انتخابات هيئة رئاسة مجلس النواب اليمني صباح أمس تجاذبات وتوترات خلال فترة الترشيح. وبدلاً من أن تأخذ تلك الإنتخابات جولة واحدة أخذت جولتين لإعلان يحيى الراعي رئيسا للمجلس حيث كان النائب في كتلة المؤتمر الشعبي العام عبدالعزيز جباري قد رشح نفسه لرئاسة المجلس وهو الأمر الذي منع الراعي من الفوز برئاسة البرلمان مرة ثانية في الجولة الأولى لعدم حصوله على النسبة القانونية المحددة للفوز. وحصل الراعي في الجولة الأولى أمام منافسه جباري على 148 فيما حصل الأخير على 53صوتاً ليتعين بعدها إعادة الإنتخابات مرة أخرى لكن هذه المرة أعلن المرشح المنافس للراعي انسحابه من انتخابات الإعادة ليعلن المجلس الراعي رئيساً له للمرة الثانية ب164 صوتاً. وأعلنت اللجنة المشرفة على الانتخابات أن البطائق التي قدمت للتصويت بلغت 296 بطاقة من أصل 301، ألغيت منها 23 بطاقة بسبب التصويت الخاطئ. وكان المجلس قد شهد عقب الجولة الأولى من الإنتخابات فوضى بين نواب المجلس على نتيجة الانتخابات ومسألة تأجيلها، حيث كان الإشكال عن التوقيت التي ستعاد فيه الانتخابات بين نفس اليوم " الاثنين" وبين اليوم الثلاثاء، ما حذى باللجنة المشرفة على الانتخابات إلى إعادتها في نفس اليوم، إلا أن المرشح جباري أعلن انسحابه منها، وسط اعتراض الراعي على الانسحاب الذي قال إنه لن يقبل انسحاب منافسه، ولن يريد أن يتجمل له أحد الآن - حد تعبيره. وقال الراعي عقب فوزه :"الذين عملوا الرسالة قد وصلت بيض الله وجوههم وأنا لن أقبل إلا بإعادة الاقتراع، إما نجحت وإلا روحت بيتنا، لن أعيش تحت رحمة أحد". وأضاف بعد إعادة انتخابه رئيساً للمجلس للفترة المتبقية من عمره:"كلنا نفخر في اليمن بالديمقراطية وعلينا تقبل نتائجها بحلوها ومرها، شكراً لمن صوت ليحيى الراعي، وشكراً لمن لوى ضد يحيى الراعي". . الانتخابات التي شهدها البرلمان أمس احتفظت بأعضاء الهيئة السابقة بمناصبهم كما هي حيث حصل حمير الأحمر على 187 ومحمد الشدادي 161 وأكرم عطية 155. وكان قد ترشح لهيئة الرئاسة 4 أعضاء بينهم محمد صالح قشعة ب 13صوتاً. وخلفت انتخابات أمس عن استقالة عضو مجلس النواب في كتلة الحاكم عبده محمد بشر من عضوية المجلس، حيث كان تقدم للترشيح لعضوية هيئة المجلس وتم رفض طلبه حسب المصادر. ورفض بشر التعليق حول أسباب استقالته وانسحابه من الانتخابات، فيما مصادر برلمانية قالت إن ضغوطاً مورست لمنعه من الترشيح. وفي تصريح خاص ل"أخبار اليوم" استغرب النائب عبدالعزيز جباري الأخبار التي نقلها إعلام مجلس النواب والتي قال إنها من المفترض أن تمثل ضمير هذه الأمة. وقال: " إذا كان إعلام بهذا الشكل ويتم من خلاله الإستخفاف بإدارة النواب التي جسدوها أمس في عملية الإنتخابات". وأضاف: " ليس من العيب أن تتم الإنتخابات في أجواء ديمقراطية والقول بأن الإنتخابات جرت ولم يحصل الأخ يحيى الراعي في الجولة الأولى على النسبة القانونية المطلوبة وأنه تم إعادة الإنتخابات وسط ضغط على جباري من قبل عدد من النواب للإنسحاب لصالح الراعي وأنا أنسحبت لأن الموقف كان فعلاً محرجاً للراعي وأعلنتها أمام أعضاء المجلس بأن مرشحي يحيى الراعي وفعلاً انتخبته". وأكد جباري أنه وعلى الرغم من إعادة الإنتخابات مرة ثانية للراعي منفرداً إلا أنه لم يحصل على النسبة المطلوبة مع الوضع بعين الإعتبار أن نتائج الجولة الثانية تحسم بالأغلبية وليس بنسبة محددة. وعلق جباري على اتلاف العديد من البطائق في انتخابات أمس على أنها مثلت ردة فعل واحتجاجاً من الأعضاء الذين منعوا ترشيح أنفسهم وكذا من ألزموا بانتخاب من لا يرغبون في ترشيحهم. واعتبر نشر الإعلام الرسمي الخبر بتلك الطريقة هروباً من القول أنه لولا انسحابه من الإنتخابات لما حصل الآخر الراعي على تلك النسبة مع العلم أن العملية عملية إنتخابية وليس فيها عيب". وقال النائب جباري إن هناك قيادات مؤتمرية ومشائخ اشتغلوا من داخل وخارج قاعة البرلمان للتصويت ودعم الراعي ورغم كل ذلك استطعنا أن نعيد الانتخابات إلى جولة ثانية. وارجع جباري انسحابه من الترشح لرئاسة المجلس إلى القول: " احتراماً وتقديراً لرغبة الرئيس واعضاء مجلس النواب وحتى لا نكون في موقف محرج انسحبت من الجولة الثانية". وأكد أنه لو تركت الإنتخابات تتم دون أي ضغوطات أو املاءات لكانت النتائج مغايرة لما تم الإعلان عنه". وتأتي الأصوات التي حصل عليها نواب رئيس المجلس والتي حصل فيها الشيخ/ حمير الأحمر على الأغلبية وذلك بحصوله على 187 صوتاً من إجمالي بطائق الاقتراع السليمة الأمر الذي يشير إلى أن الشيخ حمير نائب رئيس مجلس النواب كان محل إجماع النواب على استحقاقه لهذا المنصب بجدارة. وفي تصريحات صحفية استهجن النائب عبدالعزيز جباري الخبر الرسمي الذي نشره الإعلام الرسمي حول نتائج انتخابات رئاسة البرلمان. وقال مؤكداً :" لولا انسحابي من الجولة الثانية لما فاز الراعي. . " وطالب الإعلام الرسمي بتصحيح خبر نتائج الإنتخابات والإعتذار له. وهدد جباري بالكشف عن حقيقة ماجرى أمس في نتائج التصويت في انتخابات هيئة رئاسة المجلس. وقال": إنه أراد من دخوله حلبة المنافسة على رئاسة المجلس كسر الحاجز لدى النواب، وأن يرسخ مبدأ المنافسة على هذا المنصب حتى لا يبقى حكراً على أحد وكونه حقاً قانونياً ونريد أن نرسي هذا الحق". ونصح جباري هيئة الرئاسة الحالية بأن "تعي أن أداءها خلال الفترة الماضية كان غير مقبول لا للمجلس ولا للشعب لذا عليها أن تحسن أداءها خلال الفترة القادمة، وما حصل اليوم "أمس" رسالة كافية". من جهته قال النائب عبدالكريم شيبان إن ما حصل أمس في البرلمان من فشل لكتلة الحزب الحاكم وإعادة الإنتخابات يؤكد وجود صراع داخل كتلة المؤتمر الشعبي العام أدى إلى عدم حصول الراعي على النسبة المطلوبة في لائحة المجلس. وأشار إلى أن عدم تقديم اللقاء المشترك لأي من أعضائه للترشيح هو لأن المجلس تم تمديده بالتوافق وبناءً على اتفاق سياسي بين الكتل البرلمانية في المجلس، والمفترض أن تشكل هيئة الرئاسة من جميع الأحزاب باعتبارنا جميعاً ممثلين لهذا الشعب"- حد قوله.