تبدأ اليوم السبت في العاصمة السعودية أعمال مؤتمر الرياض لدعم اليمن بمشاركة خليجية ودولية واسعة، وذلك تنفيذاً لمقررات اجتماع لندن الذي انعقد بالعاصمة البريطانية لندن نهاية الشهر الماضي. وفي هذا الصدد أبدى الكاتب والمحلل السياسي السعودي الدكتور/ عبدالله مناع يقينه من أن مؤتمر الرياض لدول مجلس التعاون الخليجي مع اليمن يصب في مصلحة اليمنيين واليمن والمشكلة اليمنية القائمة. وأكد مناع في تصريح خاص ل"أخبار اليوم" أن مؤتمر لندن كان يخدم مصالح الداعين له أكثر مما كان يخدم مصالح اليمن، مستدركاً بالقول: مؤتمر الرياض وإن كان امتداداً لمؤتمر لندن إلا أن المؤتمر الذي سينعقد في الرياض هو الأكثر أهمية على الواقع اليمني. وأوضح المحلل السياسي السعودي أنه بعد انعقاد مؤتمر لندن لم يجري شيء ملموس على أرض الواقع ، وأنه على يقين أن مؤتمر الرياض سيكون مهماً ومفيداً جداً وسيخدم القضية اليمنية. وأشار مناع لدى تصريحه للصحيفة إلى أن مؤتمر الرياض يسعى على أساس أن اليمن. . يمناً واحداً وأن المؤتمر يخدم اليمن وقضيته. وقال المحلل السياسي مناع إن مؤتمر الرياض سيدعوا اليمنيين إلى وحدتهم وانهاء المشاكل بين السلطة وأحزاب اللقاء المشترك. وكان وفد حكومي قد توجه أمس الجمعة إلى العاصمة السعودية برئاسة الأخ عبدالكريم الأرحبي نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير التخطيط والتعاون الدولي والذي سيرأس وفد اليمن ويفتتح أعمال المؤتمر. وسيتصدر ملفا «إعمار صعدة» و«مكافحة الإرهاب»، أولويات مؤتمر المانحين المقرر عقده في العاصمة الرياض اليوم السبت، بحضور دول الخليج والولايات المتحدة وكندا ودول الاتحاد الأوروبي ومسؤولي الصناديق الداعمة لليمن، وسيخصص جانباً منه لمراجعة التقدم الذي أحرزته الحكومة اليمنية في الحركة التنموية، بناءً على مخصصات المانحين التي تم رصدها لخطة التنمية الثالثة والبالغة نحو 5. 7 مليار دولار. وأبلغ «الشرق الأوسط» محمد الأحول السفير اليمني في الرياض، بأن «إعادة إعمار صعدة وما خربته الحرب ستأتي في أولوية الأجندة التي ستبحث في السعودية مع الدول المانحة»، بالإضافة إلى «ملف مكافحة الإرهاب و(القاعدة)». وكشف سفير صنعاء في الرياض، أن حكومة الرئيس علي عبد الله صالح، ستعرض في اجتماع مؤتمر المانحين، الخطة الخمسية الرابعة للتنمية في الجمهورية، وذلك لقرب انتهاء الخطة الثالثة، التي سيسدل الستار عنها مع نهاية عام 2010. واعتبر محمد الأحول، أن «قضية التنمية هي مفتاح حل كثير من المشكلات. فدعم اليمن تنمويا سيساعد على تجفيف منابع الإرهاب واستقرار اليمن والمنطقة». وأشار إلى أن أبرز قضيتين تؤرقان اليمن في المرحلة الحالية؛ هما: الفقر، ومكافحة الإرهاب. وأكد حاجة بلاده الماسة لإقامة عدد من المشاريع التنموية لاستيعاب جزء من العمالة والشباب «الذين قد يقعون فريسة للمنظمات الإرهابية ما يؤثر على استقرار اليمن والآخرين». وقال السفير اليمني إن هناك هاجساً لبلاده يتمثل في «بناء ما خربته الحرب في صعدة»، مؤملا أن يدفع التزام الحوثيين بالنقاط ال6، ونشر النقاط الأمنية على الحدود، واستمرار اللجان في صعدة لتطهير المناطق من الألغام، وفتح الطرق، وعودة السلطات المحلية لمزاولة نشاطها وعودة النازحين لمناطقهم، ب«بناء ما خربته الحرب، وأن تحظى صعدة بجانب من حركة التنمية في اليمن». وأفاد سفير صنعاء في الرياض، بأن مؤتمر المانحين الذي تستضيفه السعودية اليوم هو «امتداد لمؤتمري المانحين اللذين عقدا في لندن عامي 2006 و2010»، وسيتم خلاله - طبقا للأحول - «تقييم ومتابعة المنحة المالية المقدمة للجمهورية اليمنية». وأوضح محمد الأحول، أن بلاده ستعرض أمام مؤتمر المانحين في الرياض اليوم، «برنامج الإصلاحات» الذي تبنته الحكومة، بحيث سيتم مراجعتها مع الدول المانحة. وصرح نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير التخطيط والتعاون الدولي ل"26 سبتمبر"أن المؤتمر سيشارك فيه ممثلون عن وزارات المالية والصناديق الخليجية والدول والمنظمات المانحة مثل البنك الدولي والأمم المتحدة ، كما سيشارك فيه ممثلون عن الحكومة الأمريكية والدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي. وأضاف الأرحبي أن جدول أعمال المؤتمر يتضمن مناقشة عدة وثائق ستقدمها الحكومة اليمنية تتضمن عرضا لأحدث المستجدات الاقتصادية والتنموية ومنظومة الإصلاحات الوطنية للأعوام 2011 2015 والوضع الحالي لتخصيص تعهدات المانحين والذي ستقدمه وزارة التخطيط والأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي. وقال الأرحبي إن مؤتمر الرياض سيناقش تقريراً عن العقبات والصعوبات التي تواجه تنفيذ واستيعاب المشاريع الممولة خارجياً وسيتم تقديم مقترحات عملية للتغلب عليها. يذكر أن مانحي اليمن، قدموا منحة مالية تقدر ب5. 7 مليار دولار، دفع الخليجيون 3 مليارات (أكثر من النصف)، فيما تكفلت السعودية بدفع مبلغ مليار دولار من المليارات الثلاثة. ويشير في هذا الصدد، السفير اليمني، إلى أن بلاده استطاعت استيعاب جزء لا يستهان به من المبالغ الممنوحة مع بدء عملية بناء المشاريع التنموية، مؤكداً أن جزءاً كبيراً من المليار دولار الذي قدمته الرياض لبلادنا خصص ل«الطريق الرئيسي الذي يمر بأكثر من 5 محافظات، بدءاً من عمران ووصولاً إلى عدن».