خرج حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) عن المعتاد فيما كان يدعو إليه في السابق من اقتراح سبعة أقاليم لليمن، ثم الدعوة إلى تطبيق اقتراحه في استنساخ تجربة دولة الأمارات العربية المتحدة كحل لما تشهده البلاد من مشاكل، معللا ما ذهب إليه بأن التجربة التشطيرية فشلت في اليمن والوحدة الاندماجية لم تفلح، وأن تطبيق الفيدرالية على غرار تجربة دولة الإمارات هي الحل ..الحزب مرق تماما عما كان يدعو إليه من المواطنة المتساوية والعدالة والتوزيع العادل للثروة، إلى الدعوة لفيدرالية شطرية بكل ما تعنيه الكلمة ، حيث أن ما دعا إليه الحزب في البيان الذي أصدرته لجنته التنفيذية أمس السبت، يعد مرحلة أولى لبداية انفصال فعلي. وكانت اللجنة قد دعت في بيانها إلى اعتماد نظام الدولة الفيدرالية من إقليمين أو ولايتين -شمال وجنوب على أن يتم في إطار كل منهما تطبيق نظام حكم محلي كامل الصلاحيات للوحدات في إطار كل من إقليمي أو ولايتي الدولة. وفي هذا الصدد أرجع مراقبون سياسيون الأسباب التي صنفت مبادرة حزب الرابطة بأنها شطرية ، كونها جاءت في هذا التوقيت الذي تسوده المسيرات المطالبة بفك الارتباط ورفع الأعلام التشطيرية ، مشيرين إلى أنها لو جاءت في غير هذا التوقيت والبلاد يسودها حالة الهدوء والاستقرار فربما قد تجد هذه الدعوة من يتقبلها. وكانت اللجنة التنفيذية لحزب رابطة أبناء اليمن (رأي) فد ذهبت إلى القول أن ضمان استمرارية وحدة اليمن ، في ظل دولة فيدرالية واحدة متماسكة، بدستور واحد، ومواطنة واحدة، ورئيس واحد، وعلم واحد، وجيش واحد، وسياسة خارجية واحدة. وأكدت اللجنة التنفيذية على أن حزب رابطة أبناء اليمن سبق له أن قدم في رؤيته المعلنة قبل أكثر من عامين مشروعاً لتقسيم الوحدات المحلية في البلاد إلى خمس وحدات وأمانتين، في إطار نظام الدولة المركبة، لكن لم تتم الاستجابة في ذلك الحين لهذا المشروع من أطراف العمل السياسي، وبالذات من منظومة الحكم. وأضافت بما أن الأحداث تسارعت وتطورت وتفاقمت ففرضت متغيرات جديدة على الساحة المحلية تمثلت في تعالي نزعات الانفصال، وتعمق الانشطار في النفوس، وتنامي الكراهية، وحتى نمنع مزيداً من الانزلاق في مهاوي التردي والتوتر والتمزق، وحتى نحقق ما نستهدفه من نجاح في صيانة وطن موحد أرضاً وإنساناً، بعيداً عن مهالك الفتن والصراعات والتشظيات، فإن ما جاء في المبادرة المعلنة في 8يونيو 2009 يرونه في الرابطة الأساس لبناء الدولة الحديثة القائمة على المواطنة السوية الاندماجية، والمخرج الوحيد من الأزمات، والجاذب للأمن والاستقرار والدعم الدولي والإقليمي الحقيقي، وأن نظام الدولة المركبة الفيدرالية الذي حملته المبادرة سيكون الأكثر قبولاً وترسيخاً وديمومة وسهولة في التنفيذ والأقل كلفة إن تم على الأساس التالي:- أن تكون الدولة الفيدرالية من إقليمين أو ولايتين -شمال وجنوب، على أن يتم في إطار كل منهما تطبيق نظام حكم محلي كامل الصلاحيات للوحدات في إطار كل من إقليمي أو ولايتي الدولة. وحذرت اللجنة التنفيذية لحزب رابطة أبناء اليمن (رأي) من أن الإصرار على تكريس ماهو قائم ونافذ من سياسات وممارسات هدامة وعدم التحرك الجدي والملموس لتفعيل المواطنة السوية بمرتكزاتها الثلاثة سيعمق من أخاديد الإحن والتمزقات، وسيرفع جدار الكراهية والشحناء بين أبناء الوطن إلى مزيد من التطاول، وسيقود في النهاية إلى الإطاحة بالبلاد في جحيم التشرذم والعنف، داعية منظومة الحكم ومختلف تكوينات المنظومة السياسية لمباشرة الفعل الإنقاذي الجدي والجسور والمحقق للمواطنة السوية المرتكزة على العدالة في توزيع السلطة والثروة، والديمقراطية المجسدة للشراكة الفعلية وللتوازن في المصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين مناطق الوطن وفئاته، والتنمية الشاملة المستدامة، والتوجه السريع لإعادة هيكلة نظام الدولة من خلال اعتماد نظام الدولة المركبة/ الفيدرالية، على أساس إقليمين أو ولايتين تنضوي في إطار كل منهما وحدات حكم محلي بصلاحيات كاملة، مؤكدة أن ذاك هو السبيل الذي لابد من الانعطاف إليه للنجاة باليمن وأبنائها من مهالك الانهيار، ولوضع حد قاطع ومانع لكل مولدات التفكك والأحقاد والنزعات الجهوية والمناطقية والطائفية.