بالتزامن مع تبني أحد مسئولي وزارة الأوقاف اليمنية برنامجاً لإغلاق مراكز ومدارس تحفيظ القرآن الكريم في أمانة العاصمة وعدد من محافظات الجمهورية أكد نائب الرئيس دعم الحكومة اليمنية لهذه المراكز المعنية بتعليم وتحفيظ القرآن الكريم في اليمن. وأكدت مصادر مطلعة للصحيفة أن أحد وكلاء وزارة الأوقاف وهو من الذين سبق إبعاده عن الوزارة وإعادته مرة أخرى إليها - تبني برنامج إغلاق مراكز تحفيظ القرآن الكريم في الجمهورية. واستغربت شخصيات دينية ومشائخ وعلماء دين هذا التصرف رغم مخالفته لتوجهات الحكومة وهذا ما ظهر من خلال رعاية رئيس الجمهورية للملتقى الأول للحفاظ أمس وما أكدته كلمة نائب رئيس الجمهورية في الملتقى. الشخصيات الدينية تساءلت أيضاً عن الجهة التي يعمل هذا الوكيل لصالحها وتبني برنامج إغلاق تلك المراكز والمدارس. وفي سياق متصل طالب نائب رئيس الجمهورية المؤسسات الرسمية والشعبية المعنية بتحفيظ القرآن الكريم على الالتزام بترسيخ نهج الوسطية والاعتدال، وتجنب كل ما يثير نزعات الطائفية والمذهبية، والعمل لما من شأنه الإسهام في تصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام لدى الآخرين. وأكد نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي- خلال افتتاحه أمس الملتقى الأول لحفاظ القرآن الكريم بصنعاء- حرص القيادة السياسية على ترسيخ نهج الوسطية والاعتدال وتحرير الخطاب الديني من الغلو والتطرف وتنقيته من شوائب التشدد الذي يقود إلى الإرهاب، داعياً كافة العاملين في حقل الدعوة الدينية إلى مواجهة مخاطر انزلاق بعض شباب الأمة نحو التطرف والغلو والإرهاب، بالعقلانية والحكمة والموعظة وتبصيرهم بخطورة ما تسببوا فيه من فتن وإحياء لأمراض التعصب المذهبي والطائفي الذي وصل حد الإضرار بالوطن والأمة لارتهانهم للتأويلات والاجتهادات الخاطئة التي لم تتوانى حتى عن تكفير الآخرين. ودعا الأمة العربية والإسلامية إلى توحيد الصفوف والمواقف، والوصول بالأمة إلى امتلاك الإرادة الموحدة والقوة الكفيلة بالذود عن المقدسات والدفاع عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ومواجهة المخططات الصهيونية التي تسعى إلى طمس الهوية العربية والمعالم الدينية الإسلامية والمسيحية في فلسطين، مضيفاً إن اليمن ستبقى منهلاَ صافيا ومباركاً للعلوم الدينية الصحيحة والاجتهادات الفقهية السليمة وثقافة التسامح والاعتدال والمحبة والإخاء. من جانبه قال رئيس اللجنة التحضيرية للملتقى الدكتور/ غالب القرشي حفاظ كتاب الله ملتزمين بالقرآن في أقوالهم وأفعالهم بعيداً عن التعصب والغلو والتطرف، سالكين منهج الاعتدال والوسطية، وأوضح أن الكلية العليا لتحفيظ القرآن الكريم تخرج منها ثمانية آلاف حافظاً وحافظة من إجمالي "25" ألف طالباً وطالبة من مختلف محافظات الجمهورية..مشيداً بدعم القيادة السياسية وفي مقدمتهم فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الذي يهتم ويرعى حفاظ كتاب الله. إلى ذلك. أكد ممثل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة/ الإيسيسكو/ الدكتور يوسف أبو دقه/ أهمية أن يحقق الملتقى القرآني شبه الإقليمي أهدافه في المحافظة على تبيان الطرق والقواعد الصحيحة لتحفيظ القرآن الكريم وتجويد تلاوته وتطوير الرسالة التربوية لمراكز تحفيظ القرآن الكريم في العالم الإسلامي. وقال: "إن الملتقى الذي ينعقد في إطار الاحتفاء بمدينة تريم اليمنية العريقة عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2010م، عن المنطقة العربية، يأتي كذلك في إطار الجهود الحثيثة التي تبذلها المنظمة الإسلامية والهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم للارتقاء بقدرات معلمي القرآن وحفاظه وتطويرها لمواكبة مستجدات التقدم الإيجابي في عصر العولمة والإسهام في التنمية المستدامة وتربية النشء الصاعد تربية حسنة تجعل منه إن شاء الله مواطنا صالحا مفيدا له ولعائلته ولوطنه ولأمته وللناس جمعيا". ودعا أبو دقة إلى ضرورة إعداد تصورات ومشاريع عمل لتطوير منهجية تحفيظ كتابه الله وتلاوته بدمج التقنيات الحديثة والاستفادة من خبرات وتجارب الدول الأخرى في هذا المجال.