كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أمس الثلاثاء عن خطة وضعها قائد القيادة الأمريكية الوسطى ديفيد بترايوس وتطالب بتوسيع النشاط العسكري الأمريكي السري في دول الشرق الأوسط بغية القضاء على الجماعات المسلحة أو مواجهة التهديدات في إيران والسعودية والصومال وغيرها من دول المنطقة، الأمر الذي قد يؤدي إلى توتر العلاقات مع الحكومات الصديقة مثل السعودية واليمن كما جاء في تخوف مسئولين أميركيين حسب ما نقلته الصحيفة. وأضافت الصحيفة نقلا عن وثائق ومسئولين عسكريين أمريكيين أن الخطة التي وقعها بترايوس في سبتمبر الماضي تسمح بإرسال قوات أمريكية خاصة إلى دول صديقة وعدوة في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى والقرن الإفريقي لجمع المعلومات الاستخبارية وبناء علاقات مع القوى المحلية .وتابعت أن الأعمال الاستخبارية وفقا لخطة بترايوس قد تفتح الطريق أمام هجمات عسكرية محتملة ضد إيران على خلفية ملفها النووي ، كما تهدف الخطة إلى بناء شبكات قادرة على إضعاف وتدمير القاعدة وغيرها من الجماعات المسلحة وتحضير البيئة لهجمات مستقبلية قد تشنها القوات الأمريكية أو القوات المحلية الموالية لها . وأضافت أن الخطة تسمح بالقيام بأعمال محددة في إيران على الأرجح لجمع المعلومات حول البرنامج النووي في البلاد أو تحديد الجماعات المنشقة التي قد تكون مفيدة في أي هجوم عسكري مستقبلي. كما أن الخطة التي وقعت في 30 سبتمبر الماضي حسب الصحيفة الأميركية، هي التي سمحت للقوات الأمريكية بأن تنشط في اليمن بعد ثلاثة أشهر من بدء العمل بها، حيث تعمل تلك القوات على تفكيك تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، كما تهدف الولاياتالمتحدة من خلال توسيع نشاطاتها العسكرية السرية إلى الحد من الاعتماد على وكالة الاستخبارات المركزية وغيرها من أجهزة الاستخبارات للحصول على معلومات في مناطق لا تتواجد فيها القوات الأمريكية. ويسعى بترايوس إلى استخدام فرق صغيرة من القوات الأمريكية لملء الثغرات الاستخبارية حول المنظمات الإرهابية وغيرها من التهديدات في الشرق الأوسط وما بعده خاصة فيما يتعلق بالجماعات الصاعدة التي تخطط لشن هجمات ضد الولاياتالمتحدة. وعلقت نيويورك تايمز: كانت إدارة الرئيس السابق جورج بوش قد وافقت على بعض الأعمال العسكرية السرية بعيداً عن مناطق الحروب ، غير أن خطة بترايوس تهدف إلى جعل تلك الجهود أكثر نظامية وبعيدة المدى. ورغم ما سبق ، فإن بعض المسئولين الأمريكيين في البنتاغون أعربوا عن قلقهم من أن العمل العسكري السري قد يوتر العلاقات مع الحكومات الصديقة مثل السعودية واليمن أو يثير غضب الحكومات التي تعتبرها الولاياتالمتحدة عدائية مثل إيران وسوريا ، كما أن الكثيرين في الجيش قلقون من أن القوات الأمريكية قد تتورط في عمليات تتجاوز القتال التقليدي ما يعرضهم لخطر معاملتهم كجواسيس في حال ألقي القبض عليهم ما يحرمهم من حق الخضوع إلى اتفاقية جنيف. يذكر أن صحيفة "الديلي تلجراف" البريطانية كشفت مؤخرا أن قائد القيادة الوسطى الأمريكية الجنرال ديفيد بترايوس قد يكون مرشح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية المقررة عام 2012. وأضافت الصحيفة أن الجنرال بترايوس "57 عاما" يعزى إليه الفضل في قلب كفة الأمور في العراق لصالح القوات الأمريكية ، ونقلت عن جون فيهيري وهو استراتيجي له صلات وطيدة بالحزب الجمهوري القول :"إذا قرر بترايوس ترشيح نفسه ، فإنه سيكون مرشحا جديا". وأشارت إلى أن التوجيهات السرية، المصادق عليها من قبل الجنرال ديفيد بترايوس في سبتمبر الماضي، تخول إرسال قوات العمليات الخاصة الأمريكية إلى كلٍ من الدول الصديقة والمعادية في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى والقرن الأفريقي لجمع المعلومات الاستخباراتية وبناء علاقات مع القوى المحلية. وقال مسئولون في وزارة الدفاع الأمريكية إن التوجيهات تسمح أيضا بعمليات استطلاع والتي قد تمهد الطريق لتوجيه ضربات عسكرية محتملة لإيران إذا تصاعدت التوترات بسبب طموحاتها النووية. وسعى الجيش الأمريكي في السنوات الأخيرة إلى توسيع أنشطته السرية للتخلص من اعتماده على وكالة الاستخبارات المركزية ووكالات المخابرات الأخرى للحصول على معلومات في البلدان التي لا وجود للقوات الأمريكية فيها حسب الصحيفة ذاتها. وتهدف توجيهات الجنرال بترايوس إلى خلق فرق صغيرة من القوات الأمريكية لملء الفجوات الاستخباراتية حول المنظمات الإرهابية والتهديدات الأخرى في الشرق الأوسط وما حولها، لاسيما الجماعات الناشئة التي تخطط لهجمات ضد الولاياتالمتحدة..وقال المسئولون إن العديد من كبار القادة العسكريين، من ضمنهم الجنرال بترايوس، قد أيدوا توقعاً لتوسيع دور الجيش في جميع أنحاء العالم، زاعمين أن القوات بحاجة إلى العمل خارج العراق وأفغانستان لمحاربة الجماعات المسلحة على نحو أفضل. وتدعو الأوامر، التي قال أحد المسئولين أنه تم وضعها بتنسيق وثيق مع الأدميرال إريك أولسون، الضابط المسئول عن قيادة العمليات الخاصة الأمريكية، إلى القيام بأنشطة سرية "لا يمكن أن يتم إنجازها" عبر العمليات العسكرية التقليدية أو الأنشطة المشتركة بين الوكالات، في إشارة إلى وكالات التجسس الأمريكية. وركز الجنرال بترايوس في أوامر سبتمبر على جمع المعلومات الاستخباراتية من قبل القوات الأمريكية ورجال الأعمال الأجانب والأكاديميين أو غيرهم لتحديد هوية المقاتلين وتقديم تقييم مستمر عن الوضع وفي نفس الوقت يتم إقامة علاقات مع الجماعات المحلية.