خرج الآلاف من أبناء محافظة تعز صباح الخميس الماضي في مسيرة غاضبة للتنديد بما وصفوه بالجرع السعرية التي طالت المواد الغذائية وفواتير المياه والكهرباء وتدهور العملة الوطنية ،إضافة إلى رفع سعر الغاز والبترول واختفاء مادة الديزل من الأسواق. وشهدت محافظة تعز صباح أمس الأول مهرجاناً جماهيرياً إليه أحزاب اللقاء المشترك في ميدان الشهداء لذات المطالب التي هتف بها المشاركون في المسيرة التي أعقبت المهرجان. وكان من المقرر أن تسبق المهرجان مسيرة احتجاجية تنطلق من شارع جمال حتى مبنىالمحافظة، إلا أنه تم منعها من قبل السلطات المحلية والأمنية بتعز والتي انتشرت في مختلف شوارع المدنية.وفي المهرجان القى رئيس اللجنة التنفيذية للقاء المشترك بالمحافظة الأستاذ/ عبدالحافظ الفقيه كلمة دعا فيها الدولة للوقوف إلى جانب الشعب وأن توفر له حياة كريمة وآمنة وهو مطلب شرعي عبر عنه الجمع الهائل من الناس الذين حضروا للمشاركة بالمهرجان بما يؤكد رفض الشعب لسياسة الجوع والإفقار التي تتبعها الحكومة ",منوهاً إلى أن مطالب أبناء تعز التي يعبر عنها بالطرق السلمية والمكفولة وفق الدستور والقانون تؤكد أن أحرار هذه المدنية مازالوا عازمين على تصحيح المسار بما فيه مصلحة الوطن والمواطن , مؤكداً أن الجميع عازم على مواصلة النضال من أجل العيش بكرامة . وأوضح الفقيه أن المهرجان جاء احتجاجاً على سياسة التجويع والإفقار التي تمارسها السلطة بهدف الثراء غير المشروع على حساب المواطنين المغلوبين على أمرهم , مضيفاً أن أمر السلطة أضحى مفضوحاً بين الخاصة والعامة وأنها تسرق لقمة عيش المواطن وتنهب أرضه . وأضاف رئيس اللجنة التنفيذية للقاء المشترك :" من المؤسف أن نجد أنفسنا بعد 48 سنة من الثورة أبعد ما نكون عن تحقيق أهداف الثورة , ومن المخجل أن نجد العبودية مازالت موجودة حتى اليوم في بعض المديريات وهي قضية تمثل وصمة عار في جبين السلطة التي أباحت البلاد أرضاًً وإنساناً للنهابة والمتنفذين وتجار المسؤولية" . واختتم الفقيه كلمته بدعوة كافة أبناء محافظة تعز والوطن بشكل عام إلى الانخراط في النضال السلمي بما يصنع العدل وينشر الأمن ، ويحفظ اليمن من السير في النفق المظلم حتى تحقق كافة مطالب أبناء الشعب بما يوفر لقمة عيش كريمة وحياة عزيزة للفرد في مجتمعه يحقق قيم الحرية والعدالة والمساواة .ودعا بيان صادر عن المهرجان كافة القوى الوطنية دون استثناء إلى التوحد والتظافر لمواجهة مشاريع الفساد والتفرد والمشاريع الصغيرة والالتفاف حول مشروع التغيير والبعد عن الفرقة الذي يطيل من ليل الفساد بمنحه فرصة للمناورة .وطالب البيان كافة أبناء الشعب بمختلف توجهاتهم السياسية بمقاومة سياسة التجويع والإفقار التي تستهدف حياة الناس ولقمة عيشهم وأمنهم الاجتماعي وحريتهم وكرامتهم والخروج من دائرة الصمت ومربع الاستسلام للظلم والتحرك الايجابي وقول الحق والجهر به أمام الجور والظلم وتشكيل اللجان الشعبية لتوعية الناس بتنظيم الندوات واللقاءات الجماهيرية والمسيرات الشعبية في كافة المدن والمديريات وصولاً إلى العصيان المدني إذا تطلب الأمر ذلك لإجبار الفساد على التوقف عن قتل الشعب والهرولة به إلى ساحات الإفقار والتجويع والإذلال , وأكد البيان على أهمية الإسراع بتنفيذ الحوار من أجل حل الأزمات اليمنية كافة ومنها قضية صعدة والقضية الجنوبية وإصلاح المنظومة الانتخابية