سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
*حين فتح (الشلهوب) شارعا باتجاه واحد باسمه, وأطلق رصاصة الرحمة... * طالبونا بأن نطوي صفحة البداية, وننسى صفعة الأمس, وأن نتحلى بعد القهر بالصبر..! من (عدن) إلى (أبين).. يا قلب لا تحزن..!
*إن رياضتنا ضحية حالة إفلاس عام.. وعجز مزمن..! كتب:ياسر الأعسم *استنزفوا مدخراتنا من الحلم, وجعلونا في العرس حفاة عراة..! *سقط القناع فقالوا:"نحن منتصرون بالاستضافة"..! من (عدن) إلى (أبين).. يا قلب لا تحزن.. هذه بضاعتنا و الأجر على الله.. حضرت الحقيقة التي كنا نرفضها بطعم المر, وكان صوت المنطق كالعادة قاسٍ, وأعلى من دعوات التعاطف.. ولجمت الصدمة جموح مشاعرنا, وفورة حماسنا, وأخرسنا الذهول.. وبعد أن أطلقنا العنان للآمال لتسبح عكس اتجاه التيار ,أتضح بما لا يدع مجالا للشك أو سببا للاجتهاد أن طموحاتنا ثملت حتى النشوة, فتعدت حدود الممكن والمعقول, وإن كنا في أحضان أرضنا السعيدة وبين جماهيرنا الغفيرة. حين ابتلعنا الإعصار الأخضر (بمن حضر!) تحسسنا العصا بحثا عن وسطها, برغم أن الصورة كانت لا تكذب, ولا تحتاج إلى عين خبيرة لتفسيرها, ويقيننا أن من يخسر بالأربعة من المنتخب السعودي (الرديف المخيف), لا يمكن أن يجد الحلول ويعمل الفارق, ويتفوق على(العنابي) المكتمل الصفوف!.. إلا أننا تحاشينا الحكم, وسرنا خلفهم لكي لا نخرج عن الصف, فنتهم بأننا نذير الشؤم, ونعيق البوم, ونهيق الحمير. قالوا :"انهزمنا في مباراة, ولكن لم نخسر البطولة, ولا يزال في الحلم رمق و بقية, والرصاصة التي لا تميتك تمنحك قوة, وأن غدا سينتفض الجسد المنهك وعلى الرغم من تحفظنا, وأدركنا أن الموقف صعب, إلا أننا وأمام إلحاحهم التزمنا الصمت, حتى لا نصنف من المتربصين". قالوا.. "لا تصدقوا كل ما يقال, ولا نصف ما تبصروا, واجتهدوا لتبرير السقوط, وبحثوا عن أسباب أخرى للانكسار, وطعنوا في الخبرة, و(جزروا) الحظ المعسر, ورموا وزر الهزيمة على الشحن الجبان, والضغط المقيت ، برغم علمنا أن كل ما يقولونه زور وبهتان إلا أن مراعاتنا للظرف, تجاوزنا حينها عن الجرح حتى لا تتهمنا أبواق الوطنية بتفريغ الأحقاد ونفث السموم . طالبونا.. بأن نطوي صفحة البداية, و ننسى صفعة الأمس, وأن نتحلى بعد القهر بالصبر, وبعد الذل بالثقة, بعد الهزيمة بالشجاعة, وأن نعد أنفسنا للقادم الأفضل.. وطالبونا بحث اللاعبين ودعم المنتخب الكسيح, لعل ريشهم (المنتوف!) يحلق ثانية, وعسى مخالبهم الناعمة تنتزع النصر. . لم نقتنع بالهذيان ومع هذا جززنا على اللسان بالأسنان, واستجبنا لدعوات القيادة السياسية و الرياضية ولزمنا الحياد، واكتفينا بالنظر. أوهمونا..أنها صدمة هدف دقائق البداية, ولأننا شعب أدمن كذب المسئولين, ولكي نستوعب (اللطمة), كنا بحاجة إلى جرعة لنهضم الخدعة, ولنحسبهم من الصديقين, حتى ونحن نشاهد (الشلهوب) ينطلق من منتصف الملعب,ويفتح شارعا باتجاه واحد باسمه, ويطلق رصاصة الرحمة ليدخل على إثرها لاعبينا في غيبوبة لم يستفيقوا منها إلا بعد أن انفض المولد, وتوقف عداد الأهداف عند الرقم (4), ومع كل هذا لم نعترف بالحقيقة, وبحثنا عن النجدة, وتعلقنا بالقشة..! حضرت الجماهير مرة أخرى كموج البحر مؤازرة..يا شعب تستاهل..لم تتعلم من الدرس الأول..! انتظرنا الانفجار المدوي, والانشطار العنيف ولكن ما كنا ننتظره لم يأت..! ولم يتغير شيء .. فحال (عز الدين ) في (أبين) ,كحال أخيه في (عدن)..! يا قلب لا تحزن .. في (عدن) أصابت الجولة الأولى أمانينا بالجلطة.. وفي (أبين) ذبحتنا الجولة الثانية بالسكتة.. وفي الجولة الأخيرة سقط القناع وانكشف الوجه القبيح, وبعد أن أهدروا الغالي و النفيس, وراهنوا على أطراف المجد.. فشلوا في الاختبار, وبعد أن استنزفوا مدخراتنا من الحلم, وجعلونا في العرس حفاة عراة، زخرفوا الكلام, وزينوا اللغة.. ولأنهم متخصصون بفن التبرير والتمرير, ولكي نستسلم مرغمين للواقع المحبط والحزين , قالوا : "التنظيم رفيع و الجمهور بديع, وبعيدا عن حسابات ربح و خسارة مباراة, نحن منتصرون بالاستضافة ..!". إذا كان هناك حلول, فيجب علينا قبل أن نطالب باستقالة معالي الوزير (عباد), وبرحيل الشيخ أحمد العيسي رئيس الاتحاد, وبرأس (استريشكو) مدرب المنتخب, يجب أولا اقتلاع الأرضية التي يسير عليها الوطن منذ زمن طويل, ومن قبل أن يتقلد (عباد) الوزارة ,ومن قبل أن يحضر الشيخ, وقبل أن نعرف (استريشكو),أن ما نحن فيه اليوم ليس وليد لحظة أو شهر أو سنة, كما أن من يفرز مثل هذا الواقع ليس فردا أو جهة, إنما منظومة متكاملة تسيطر على مقدرات البلد, تستفيد من النجاح, تغنم من الفشل.. نحتاج إلى كثير من الشجاعة لكي نعترف بأن ما حدث للمنتخب الوطني في بطولة خليجي (20) ذنب سلطة ونظام وأعوام مضت من العدم و الفراغ وحالة إفلاس عامة وعجز مزمن.. إننا بحاجة إلى تغيير جذري في تركيبة وأساس الدولة بكل ما فيها من فساد أصروا على الاحتفاظ به ..!.