السلطات الإيرانية تقبض على جاسوس أجنبي للموساد في يزد    تقرير دولي يحذر من عودة قوات صنعاء لهجماتها البحرية في حال توسع الصراع الإيراني الإسرائيلي    ليفاندوفسكي يحدد وجهته بعد حقبة برشلونة    الشغدري يتفقّد مشاريع خدمية في دمت بالضالع    إخماد حريق في منزل بمنطقة شملان    وزيرالكهرباء ومحافظ المحويت يناقشان أوضاع مشاريع المياه والصرف الصحي    تشيلسي يقترب من إبرام صفقة مؤجلة    رئيس الوزراء يناقش مع وزير العدل مستوى تنفيذ خطة الأولويات العاجلة    قائد أركان كتائب القسام يثمن الموقف اليمني المساند لغزة وفلسطين    عن "حروب الانهاك والتدمير الذاتي واهدافها"    الصهاينة يشكون التكتيكات الإيرانية ويصفونها بحرب استنزاف    تفكيك عبوة ناسفة إلكترونية لشبكة تجسس صهيونية غرب طهران    اسعار الذهب في صنعاء وعدن السبت 21 يونيو/حزيران 2025    الترجي التونسي يهدي العرب أول انتصار في كأس العالم للأندية 2025    فساد الاشراف الهندسي وغياب الرقابة الرسمية .. حفر صنعاء تبتلع السيارات    الاتحاد الأوروبي يقدّم منحة مالية لدعم خدمات الصحة الإنجابية في اليمن    على مركب الأبقار… حين يصبح البحر أرحم من اليابسة    من يومياتي في أمريكا .. بين مر وأمر منه    بين حروف الرازحي.. رحلة الى عمق النفس اليمني    قصر شبام.. أهم مباني ومقر الحكم    البحسني يكشف عن مشروع صندوق حضرموت الإنمائي    مقتل عريس في صنعاء بعد أيام من اختطافه    هل أعداء الجنوب يلبسون طاقية الإخفاء    الأرصاد يتوقع هطول امطار على بعض المرتفعات ورياح شديدة على سقطرى ويحذر من الاجواء الحارة    مليشيا درع الوطن تنهب المسافرين بالوديعة    ترحيب حكومي بالعقوبات الأمريكية الجديدة على شبكة تمويل وتهريب تابعة للمليشيا    شبكة حقوقية تدين إحراق مليشيا الحوثي مزارع مواطنين شمال الضالع    بوتين: روسيا تبني لإيران مفاعلين نوويين إضافيين في بوشهر    نكبة الجنوب بدأت من "جهل السياسيين" ومطامع "علي ناصر" برئاسة اليمن الكبير    علي ناصر يؤكد دوام تآمره على الجنوب    حشوام يستقبل الأولمبي اليمني في معسر مأرب    بقيادة كين وأوليسيه.. البايرن يحلق إلى ثمن النهائي    الأحوال الجوية تعطل 4 مواجهات مونديالية    صنعاء .. موظفو اليمنية يكشفون عن فساد في الشركة ويطالبون بتشكيل لجنة تحقيق ومحاسبة جحاف    هذا أنا .. وفي اليمن روحي    مقتل عريس في صنعاء بعد أيام من اختطافه    «أبو الحب» يعيد بسمة إلى الغناء    قبل أن يتجاوزنا الآخرون    بين ملحمة "الرجل الحوت" وشذرات "من أول رائحة"    علي ناصر محمد أمدّ الله في عمره ليفضح نفسه بلسانه    الأمم المتحدة تقلّص خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن وسط تراجع كبير في التمويل    كارثة كهرباء عدن مستمرة.. وعود حكومية تبخرّت مع ارتفاع درجة الحرارة    الذهب في طريقه لتكبد خسائر أسبوعية    المبرّر حرب ايران وإسرائيل.. ارتفاع أسعار الوقود في عدن    ميسي يهدد عرش رونالدو العالمي    ديدان "سامّة" تغزو ولاية أمريكية وتثير ذعر السكان    نجاح أول عملية زرع قلب دون الحاجة إلى شق الصدر أو كسر عظم القص    نتائج الصف التاسع..!    حين يُسلب المسلم العربي حقه باسم القدر    كأس العالم للاندية : ميسي يقود انتر ميامي لفوز ثمين على بورتو    فعاليتان للإصلاحية المركزية ومركز الحجز الاحتياطي بإب بيوم الولاية    جماعة الإخوان الوجه الحقيقي للفوضى والتطرف.. مقاولو خراب وتشييد مقابر    كيف تواجه الأمة الإسلامية واقعها اليوم (2)    الخطوط الجوية اليمنية... شريان وطن لا يحتمل الخلاف    الصبر مختبر العظمة    شرب الشاي بعد الطعام يهدد صحتك!    الصحة العالمية: اليمن الثانية إقليميا والخامسة عالميا في الإصابة بالكوليرا    وزير الصحة يترأس اجتماعا موسعا ويقر حزمة إجراءات لاحتواء الوضع الوبائ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المعاهد أنشئت لضرورة وطنية وليس لمحاربة الشيوعية كما زعم الإرياني..الذارحي : الفتنة أطلّت بقرونها من صعدة ومازالت ونحن مستبشرون بوعد الرئيس
نشر في أخبار اليوم يوم 20 - 01 - 2007

الوردة التي ضمخت هواءنا بأريجها اقْتُلعتْ، الغرسة الطيبة التي ترعرعت في تربتنا الطاهرة الخصبة رُجمَتْ ثمارها، وكُسِّرت أغصانها.. وكان ذنبها انها اظلت الناس في ساعات الهجير، واطعمت ثمارها كل محتاج وعابر سبيل.. آه ايها الوطن المغرر باحجيات الشياطين.. ونفثات الخائبين.. إلى اين المسير.. ولا مسير إلا فلذات تقطعت اشلاءً وتناثرت عظاماً في جبال مران واحراش الوطن الحبيب.
يمر الوطن بمرحلة تعليمية غاية في الخطورة بعد الغاء المعاهد العلمية التي كانت سفينة نجاة للمجتمع من التشظي.. فهل الوطن بحاجة إلى تلك التجربة الفريدة.. حوارنا التالي مع احد مؤسسي المعاهد العلمية الشيخ/ حمود هاشم الذارحي
حاوره/ صادق يحيى الروحاني
ماذا عن الواقع التعليمي الراهن في اليمن؟.
- الواقع التعليمي في اليمن يدعو للأسى والأسف وابتعد عن السياسة التعليمية الموضوعة في قانون التعليم الموضوع في السبعينيات، هناك تخبط في مختلف مجالات التعليم، الغش والتزوير اضعف الاداء التعليمي، وكذلك عدم الاهتمام بالمعلم، وزيادة اعداد الطلاب من اسباب ضعف التعليم.
إلى أي مدى تساهم قلة الموارد في ذلك ؟!.
- هذا سبب من الاسباب عندما يحدث ان يرصد في الموازنة نسبة يخجل كل تربوي أو كل ذي عقل من هذه الاعتمادات للتعليم، فنجد ان اضعف اعتماد يرصد في الموازنة هو للتعليم والصحة، بينما توضع ثلث أو قريباً من النصف للقوات المسلحة.. الضعف حاصل والمسألة بحاجة إلى تصميم ومؤتمر وطني يحضره ذووا الاختصاص وكل القوى السياسية، فالتعليم يهم الجميع فهو حاضر ومستقبل اليمن، واذكر اننا في مجلس شورى الاصلاح كلفت الدائرة التعليمية في الامانة العامة بوضع دراسة عن واقع التعليم ثم ترفع إلى مجلس الشورى ثم يطرح على القوى السياسية بما فيها الحزب الحاكم ليتم التداعي إلى مؤتمر وطني لاصلاح التعليم تقيم الداء ويضع الناس الدواء.. هذا هو الحل.
ذكرتم العبئ الاقتصادي ولم تذكروا الأسباب الخارجية سواءفي بلادنا أو خارج بلادنا؟.
- الخارج لا يأتي إلا عندما يضعف الداخل، فيجب ان نضع سياسات داخلية تعليمية متينة.
بالمناسبة كيف تنظرون إلى منهاج المعاهد العلمية سابقاً؟.
- منهاجها وسطي معتدل يوجه الحياة كلها بلا عنف.
هل الواقع الآن بحاجة لهذا المنهج؟.
- الحاجة الآن اكبر من ذي قبل لاننا بحاجة إلى الشخص المعتدل الذي يقبل الحوار مع الآخر والذي لا يرى الصدام ضرورة والذي لا يرى العنف وسيلة، وانما اقامة الحجة والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة مالم سيكون الطرف الآخر المتهور المستعجل الذي ما اخذ العلم.. وهذا يشكل اشكالية للأمة ومخاطر على هويتها ومنهجها.. لهذا نأمل ان الرسالة قد وصلت إلى القيادات العربية وإلى الغرب انهم يتركون الخط المعتدل الذي يؤمن بالتعايش ولا يرفض الآخر.
ما أهمية المؤتمر الوطني الجامع بخصوص التعليم؟.
- تجتمع الامة بكل اطيافها ممثلة بالنخبة المختصة لتضع منهجاً وسطياً معتدلاً يعبر عن رسالة الاسلام ورسالة الامة بأكملها، وبذلك نحصن الامة ونقويها لتصل إلى مرحلة الممانعة والاستعصاء على كل مطلب خارجي يمس دينها وعقيدتها واستقلالها وكرامتها من خلال مطالبهم التي نعرفها وعرفها غيرنا بحذف بعض آيات الجهاد والاحاديث.. وغيرها.
هل هذا الذي سمعنا إحدى توصيات المؤتمر، أم انه قرار مجمع عليه، فاذا كانت عبارة عن توصية فستضيع في الادراج واذا كان توجهاً جاداً سيكتب له النجاح إن شاء الله؟.
- هذا قرار استراتيجي وليس تكتيكاً أو مزايدة حزبية، نحن نشعر ان الوطن بحاجة ماسة، فالتعليم المتميز مكسب كبير للوطن.
ماذا عن اسهامات المراكز الاسلامية في العملية التربوية منذ قيام الثورة؟.
-الحركة حافظت على التعليم وعلى قانون التعليم، وعملت على ايجاد سياسة تعليمية نابعة من الكتاب والسنة، وحافظت على الوعي الاسلامي الوسطي المعتدل.. فقد رأت الحركة الاسلامية بعد الثورة أن كوادرها قليلة ولا تستطيع أن تغطي الاجهزة، فمشت في خطين: خط الحفاظ على الهوية المتمثل في الدستور من خلال مجلس الشورى «الشريعة الاسلامية مصدر القوانين جميعاً».
الخط الثاني تم التوجه إلى التربية والتعليم فوضعوا قانون تعليم رائعاً جداً.. ثم شكلت لجنة المناهج من مختلف علماء الزيدية والشافعية وربطوا الجميع بالكتاب والسنة..الفقه المدرسي الذي ليس له نظير والذي يباهى به في مختلف الدول العربية والاسلامية!!.
والآن؟!
- هذا المكسب نتاج عمل اشخاص قلائل، الآن يعدون بالآلاف وترى هذا المنجز يضيع، فأقول هذا قرار استراتيجي ولابد من متابعته والوصول إلى نهايته.
كثيراً ما يردد ويقال ان الحركات الاسلامية ربما تكون كثيرة الجفاء فيما يتعلق بالدفاع عن المؤسسات الذي كان لها بصمات في وجودها، وكذلك على الاشخاص ايضاً اشخاص يذهبون ولا احد يتكلم عنهم، المعاهد انتهت وكأن شيئاً لم يكن وهي مكسب وطني أساساً.. كيف تُعلّقون؟.
- المعاهد افادت الحركة الاسلامية وهي قامت بالحركة الاسلامية فهو تلازم، وهي أنشأت المعاهد في اليمن حينما اتجه التعليم العام إلى التعليم الاكاديمي، ووجد ان هناك فراغاً سيترك بعد الغاء المدارس العلمية الذي كانت قبل قيام الثورة والتي كانت تخرج علماء يأخذون من مختلف العلوم ورجال الفكر امثال الشوكاني والصنعاني والمقبلي، واحياناً كان يتخرج الشخص على مذهب معين، وبعد ان جاء التعليم العام مع قيام الثورة كانت هذه المدارس قد ضعف دورها وضعف الاقبال عليها، وحاجة المجتمع ماسة لمعاهد واضحة المنهج يزكيهم ويعلمهم، فاقول: يزكيهم بدون علم صوفية وهز رؤوس، ويعلمهم بدون تزكية يصبح قليل دين يرتشي لا يخاف الله، والمنهج الاسلامي يوائم بين الخطين، وهذا ما كان يراه رسول الله صلى الله عليه وسلم ويربي عليه اصحابه.. علم وتزكيه، فهنا حاولنا في اليمن من خلال القاضي يحيى الفسيل عندما وجد انه في فجوة بين الامة وبين علمائها والجيل الذي كان من المدارس العلمية يكاد يذهب، والمعاهد العلمية الحديثة في ذلك الحين لم تنتج الانتاج الجيد عند ذلك بدأ انشاء المعاهد العلمية التي تجمع بين الاصالة والمعاصرة، فكان معهد خولان وتوافرت الظروف فالشيخ حسين الصلاحي رحمه الله فتح بيوته ومدافنه، والاستاذ قاسم بحر طلع بخمسين طالباً من ريمة- وابناء ريمة شغوفون بالعلم- وخرج الناس المتطوعون وعملوا سنةً لله، كل المدرسين وكل العالمين، وحتى النساء قمن باعداد الاكل، ثم جاء الحجري إلى رئاسة الحكومة فاعتمد رواتب لمن لم يكن لهم رواتب من المدرسين والطلاب، وبدأ المعهد يشق طريقه حتى ان احد موظفي التربية آنذاك قال هذا التعليم لا اجده إلا في اول جامعة، اي صف سادس في المعهد، ثم اعيد تأهيل المعاهد التي كانت ضعيفة وبدأت ترمق من جديد، معهد خمر، معهد كوكبان جاء الرئيس الحمدي ووضع ثقته في القاضي الفسيل- ثقة لا حدود لها -ووضع لنا فصلاً في الميزانية في هيئة خاصة، لاننا كنا نلاقى مضايقات في التربية من بعض اصحاب الافكار، حتى اصبحت خمسة واربعين معهداً، واستقدمنا مدرسين من الدول العربية، ثم جاء الغشمي فامر القاضي الفسيل وانا معه والاستاذ حسن الذاري بانشاء معهد صعدة ووضعنا له ميزانية كفت لثلاثين معهداً آخر بفضل الله، ووجد منهج معتدل يخرج الناس من حمأة التعصب المذهبي، فبعد وصولنا إلى صعدة قالوا نريد متن الازهار فقلنا لهم وبجانبه بلوغ المرام «حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم»، وقالوا نريد تاج المذهب فقال لهم الفسيل وبجانبه سبل السلام، فقالوا نريد البحر الزخار في القسم العالي فقال لهم وبجانبه الروض النظير في الحديث.
ولو استمر المعهد في عطائه ما وجد التعصب ومشاكل الحوثي والتشعوبة الاثنا عشرية.
لقد بارك الله جهود المعاهد التي حاولت ان يبقى الجيل واحداً لا يوجد به انفصال، فلقد شكلت فكر الثورة والجمهورية بحق من المهرة إلى صعدة، فالمفهوم واحد والاخوة قائمة وما سمع الناس نغمة واحدة للطائفية والمذهبية على مر خمسة وعشرين سنة منذ انشئت المعاهد، ولقد كان ينتقي خير الرجال من مصر والسودان وسوريا للقيام بالعملية التعليمية خير قيام، فكان لهم دور في تنشئة الاجيال وكان لهم ثمرة طيبة في الاخوة وفي اصلاح ذات البين، ولا أدل على ذلك ما شاهده الاخ الرئيس لما زار شهارة فرأى ابناء الأهنوم وحاشد مجتمعين في مكان واحد في سوق الاحد والذي اجتمعت فيه كل من معهد شهارة ومعهد الاهنوم والمدان، وقيامها بالانشطة المختلفة، فمثلاً عُمل مخيم في مذبح اذهل كل القوى فاذا بابن حجة وابن صعدة «الدنيا كلها» في اجواء إيمانية واخوة ايمانية، فكانت الانشطة التي تزكي وتهذب إلى جانب المعلومة والاخلاق في الادارة والمدرس، فلما حدثت المؤامرة الثانية برئاسة حسين العمري وكان وزير التربية والتعليم وكان الأخ الرئيس عندما يحس بقرب الشيوعيين فانه يدعم المعاهد وعندما يذهبون يعود الضغط عليها من جديد، فالمعاهد أنشئت لضرورة وطنية وليس كما قال الإرياني إنها انشئت لمحاربة الشيوعية، وهذا افتراء!! واذكر خطاباً للاخ الرئيس في معهد الجند حينما قال ان طلاب هذا المعهد وغيره من المعاهد العلمية هم حماة الوطن والثورة والذي يقولون ان هناك فرقاً بين مناهج المدارس والمعاهد انما هم حاقدون ومشككون ومخربون، وهناك اشخاص صورها للاخ الرئيس بنظرة حزبية ضيقة، فالعلمانيون وغلاة المتعصبين هم الذين تآمروا عليها بعد الوحدة من خلال قانون التعليم، حتى ان المؤتمريين انقسموا قسمين: قسم مع المعاهد وقسم مع «العلمانيين» و«الموثوبون» داخل المؤتمر وقفوا ضدها، وفي النهاية رجع على بَكرٍ اخونا، وقبل ذلك المتوكل والارياني غشوه غشاً ليس له نظير، ارادوا- ربما - أن ينفعوه فأضروه لانه كان يعتبرها مكسبه ودعمه ويعتبرها صمام امان للبلد، فاتضح في الاخير ما هو المراد عندما صور للرئىس ان قد تخلصت من الاشتراكيين ولم يعد لك غريم إلا الاصلاح، فبدلاً من ان يكرموا الرديف الذي قدم دمه من اجل الانتصار للوحدة وضحى وسكب الدماء قلبوه «غريماً».
قالوا للاخ الرئيس :الاصلاح معه مساجد ومعاهد ونحن ليس لدينا في المؤتمر شيء ما رأيك لو تقول اصحاب المذهب «الشباب المؤمن» ما عاد يردوا الامام وهؤلاء السلفيون «ما يتحاكوش» من البيعة و«ذوليه» الصوفية يهزوا رؤوسهم، وما تكسر الحجر إلا اختها.
فاقول صوروا له الموضوع وصاروا يدعمون هذا وهذا، وقد صدرت نصائح من العلماء، كالشيخ عمر احمد سيف قال للاخ الرئىس «والله اذا الغيت المعاهد فستفتح لك جهنم المذهبية والعنصرية من كل جانب وستأتي الدكاكين الحاقدة وتتعرض اليمن بعد ذلك لصراع» وما ادرى فالناس في نعمة إلا اذا كتب علينا دعوة اسلافنا.. «فقالوا ربنا باعد بين اسفارنا وظلموا انفسهم».
كانت نصيحة قوة في الوضوح، فأقول: ان إلغاءها جريمة بكل المعايير، والاخ الرئيس يعرف هذا، وقلنا له لما حدثت مشاكل الحوثية «يستاهل البرد من ضيع دفاه.. فضحك» قال : ما هو: قلنا :قد كان معك معاهد على الكتاب والسنة والخط المعتدل الوسطي الذي نتحدى من يأتي بشخص من المعاهد تخرج متطرفاً.
وقلت مرة للاخ غالب القمش: اسكه ادي لي واحد من المعاهد خرج متطرف!! قال: ما بش. فقلت: بأي ذنب أجهز عليها؟!.
فالاخ الرئيس قلنا له كان معك المعاهد من دعمك من انتاجك من صنع يدك.. تجربة طيبة كانت عزاً لليمن وازنت الامور كاملة واوجدت الخير في كل مكان، حتى عنده في سنحان في بيت الاحمر في بيت الشاطبي وغيرها ما بقيت نغمة للتعصب المذهبي أو الطائفي أو غيرها، قلنا :لكن نشتي امام في صعدة وامام في حضرموت وامام في معبر ويهناك يا جامع ذمار والدنانة.. رجع يضحك.
وقد وعدنا الاخ الرئيس بخير وباذن الله تعود الامور إلى نصابها.
الظرف العالمي اسوأ مما كان من قبل والوضع بحاجة للشخصية الوطنية المتوازنة التي ترتب الاولويات في تعاملها مع الحياة ..كيف يكون ذلك على ضوء ما تقدم؟.
- الحاجة في هذه الفترة هي اشد من الحاجة من قبل، والارهاصات والواقع وما يدور فيها من فتن مظلمة ومن استهداف للهوية تحتاج إلى شباب يستوعب الاحداث ويحاور ويوصل رسالة الرحمة للعالمين بدل ان يبقى متفككاً أو حقل تجارب من هنا وهناك.
سمعنا عن فكرة أو قرار لاعادة المعاهد على شاكلة المعاهد الازهرية.. ماذا تقولون؟.
- كان الاخ الرئيس قد اصدر امراً بعد زيارة وفود العلماء اليه وكلف لجنة تذهب إلى الازهر فجاءت احداث 11 سبتمبر، وبعد رجوع الارياني قال للاخ الرئيس «لا ترجعها قد الناس يغلقوا».. واتضح ان هذه النصيحة الهدف منها اعادة العصبية والمذهبية.. لكننا مستبشرون ومتفائلون بوعد الرئيس لنا باعادتها على نظام الازهر فهذا لصالح البلاد.
كيف تنظرون إلى الواقع الطائفي والمذهبي في العراق، وماذا نستفيد في اليمن مما يحدث؟.
- هم ماضون على نظرية كيسنجر «ما للاسلام إلا الاسلام وما للشيوعية إلا الاسلام» وهذا ما يفعلونه في العراق، والذين يعملونه هم قلة مزوبعة مثلما قال جواد الخالصي ان الاغلبية ليست مع التفرقة وانما مع الوحدة، انما لا يمتلكون وسائل اعلام توصل صوتهم، بينما ادوات الاحتلال مدعومة بالزوبعة الاعلامية.
أن الذي يحدث شيء فضيع اين جواد الخالصي أو المؤيد؟ على ساحة الاموات؟ انهم مغيبون؟.
المشكلة هي ان هناك توجهاً مبدئياً اعزل مقابل توجه تخريبي مسلح ومدعوم، فينبغي على العقلاء في كل المذهب ان يفهموا رسالة كيسنجر، وان نتعاون فيما اتفقنا عليه وهو كثير، ويجب ان تصب جهود كل سني وكل شيعي لمواجهة الصهيونية والمحتل، ومن الحمكة عندنا في اليمن ألا نفتح لها باباً قد كان مغلقاً فصعدة ولولا الفراغ الذي تركته المعاهد ما وجد التطرف.
فالضرورة للمعاهد ملحة على ان تدرس الفقه المقارن في المرحلة الجامعية بينما في المراحل الاولى يدرس النظام الازهري وعلى العقلاء ألا يأخذوا هذه الدعوة من منظور حزبي.
هل هناك تقصير من قبل العلماء في هذه القضية؟.
- انت طرحتَ اولاً عن تقصير الحركة الاسلامية في اشخاصها ومؤسساتها، فاقول: الحركة بذلت جهدها في ذلك.
الحركة لا تتكلم عن هذه المنجزات اطلاقاً كأنها ماضٍ غير مرغوب الحديث عنه؟.
- تكلمت قيادات الاصلاح في ذلك.
دخول الاصلاح مع المشترك يشكل عائقاً يعرقل سرعة اقرار النخب بضرورة ايجاد معاهد؟.
- لا اظن ذلك لان القضية همّ وطني اكبر من الاصلاح أو المشترك أو المؤتمر وضرورة يقتضيها الواقع، اما المشترك فهو اتفاق على قواسم مشتركة تخدم اهدافاً معينة وليس الغاءً لاي كان، وهذا شيء يهم الجميع.
هذا فهمك انت للموضوع لكن الآخرين؟.
- لا ليس له علاقة على اعتبار ان اعادة المعاهد لا يخدم حزباً معيناً انما هو مصلحة وطنية.
والمشكلة انه كانت هناك وحشة بسبب التباعد فالآن التقى الناس وتفاهموا، وأنا على ثقة من ان الاشتراكي والناصري في مقدمة من سيقتنع بذلك لان الحل الوسطي خير من طائفية أو تعصب أوتكفير ولن يختار الناس إلا هذا الوسط.
كلمة أخيرة..
- الفتنة قد اطلت بقرونها من صعدة ومازالت، والتعليم وضعه سيىء والكأس الذي لا تملأه انت يملؤه غيرك، فأنادي بإنقاذ التعليم وعودة المعاهد العلمية بمنهاجها الوسطي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.