يبدو أن العلاقة بين التلال ونجمه الساطع الدولي خالد بلعيد أصبحت من الأمور التي لا يمكن أن تتغير بزمان أو مكان بعد السنوات الطويلة التي ارتبط فيها هذا البلعيد بالكيان الأحمر والتي اعتمدت رسميا ببطولات وكؤوس وألقاب كان فيها يشق غبار الجمود، ويظهر على حالة منفردة ليكون بصمة ذات معنى للتواجد واللعب في صفوف الشياطين الحمر . قبل أيام كان خالد بلعيد صاحب العطاء الآخذ بقميص التلال ومنتخب الوطن على موعد هو حلم كل لاعب، حين جاءت فرصة الاحتراف في نادي شيرشل الهندي مقابل مبلغ مغر من المال وصل إلى الخمسين ألف دولار ليخوض موسما واحد لا غير ، ورغم أن بلعيد لم يخف رغبته في المغادرة وخوض تجربة هي مفيدة لكل الاتجاهات، فقد كان موقف آخر لقيادة النادي المئوي تجسد وبوضوح في رفض احتراف اللعب والإصرار على بقائه باعتبار أن محور مهم في منظومة اللعب التلالية التي يبدو أنها في طريق التتويج باللقب لبطولة الدوري العام لهذا الموسم وحتى وإن مازال الوقت مبكرا .. ولأن بلعيد من نوعية اللاعبين الذين يقدرون مواقف الرجال أصحاب القرار، فقد وضع نفسه في اتجاه من تحب لتختار التلال على حساب الاحتراف والتضحية بمبلغ مالي كبير وتجربة كانت ستكون مهمة في مشوار اللافت مع كرة القدم وألوان المنتخبات الوطنية بكل فئاتها على مدى عشر سنوات وأكثر. موقف النجم الكبير الذي جاء من مصادر الأخلاق والسلوك الجميل الذي يشار إليه باتجاه اللاعب الماهر، جاء ليؤكد الكثير من الدلالات على واقع البيت الحمر ويضع التلاليين وقيادتهم في اتجاه التقدير ودعم اللعب بسخاء لأنه وبغض النظر عن مسألة الاحتراف التي ضحى بها، يعتبر أنموذجا خاصا امتد به مشوار النجوم الكبار الذين قدمهم التلال للكرة اليمنية في كل سنواتها . هنيئا للتلال لاعب بحجم بلعيد .. وهنيئا للرياضة أمثاله .. هنيئا للبلعيد أخلاقه الحميدة الجميلة التي جعلته يضحي بكل شيء لأجل عيون التلال.