دعا الباحث والمؤرخ الإسلامي مستشار وزارة الثقافة علي الذيب المواطنين والجهات المختصة إلى ضرورة الاهتمام والرعاية بالشخصيات والمعالم التاريخية الإسلامية . وقال الذيب في محاضرته بالمركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل "منارات" بعنوان "سيد التابعين أويس القرني (المشهور في أمته, المجهول في بلده)" مساء أمس قال إن لتلك الشخصيات والمعالم التاريخية والإسلامية مكانة أصحابها عند الله وعند رسوله (ص) وفي التاريخ الإسلامي , مؤكدا أنها أهملت ولم تحظ بالاهتمام. وأضاف الباحث علي الذيب :"أنه من العيب أن يعرف ويهتم أبناء العالم الإسلامي عموما وتركيا خصوصا بأعلامنا وتاريخنا, في حين نجهل هم نحن ونتغاضى عن هؤلاء العظماء كأويس القرني". وقال :"يمكن استفادة البلد اقتصاديا من وراء ذلك أيما استفادة لو أحسنا الاهتمام بها والترويج السياحي لها وتعريف الأجيال بعظمتها ومكانتها". وأوضح الذيب أن أويس القرني, أحد التابعين بل خيرهم وسيدهم وكبيرهم وأفضلهم لما في صحيح مسلم: "خير التابعين رجل يقال له أويس بن عامر", وهو شخصية صحابية مهمة جدا لها أثرها ودورها في التاريخ العربي والإسلامي, لافتا إلى أنه برغم أن المراجع لم تذكر تاريخ ولادته, إلا أن مكانته كانت عظيمة يعرفها الصحابة رضوان الله عليهم أكثر من غيرهم وذلك لمَا سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم عن فضله ومنزلته ومقامه. وأستعرض بعض الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم والتي قيلت عن "أويس", وبعض صفاته والتي من أهمها, "عندما كان الناس يرمونه رضي الله عنه بالحجارة للباسه وحالته فلا يجدون منه إلا العفو والصفح"، منوها بأنه كان يغلب عليه (رحمة الله) التفكر في مخلوقات الله تعالى التي تنتهي به إلى حب خالقها عز وجل، وكان دائم النصح والتوجيه للآخرين، قائما بالحق رغم معاداة الآخرين له ورميه بالاتهامات، إلا أن ذلك لم يمنعه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وأكد الذيب أن "أويس" رضي الله عنه عاش في اليمن وانتقل إلى كثير من البلدان متخفيا في أكثرها، وأنه خرج مع أمير المؤمنين علي رضي الله عنه وكرم الله وجهه في موقعة صفين، وقيل أنه توفي في 3 رجب سنة 22ه وفي رواية أخرى في 13رجب سنة 37ه, وأن قبره يوجد في اليمن في ضواحي مدينة زبيد في قرية الحمى شرق مدينة زبيد على بعد 3كم وعليه مسجد قديم, وتوجد بجواره مدرسة تسمى بمدرسة أويس القرني, وبالقرب منه مسجد وقبر الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري رضي الله عنه وهو غير المسجد الذي يوجد داخل مدينة زبيد المعروف باسم أبو موسى الأشعري.