/ فؤاد باضاوي - تصوير/ رشيد بن شبراق شهدت مدينة المكلا الخميس أول أمس صلحاً قبلياً بين قبيلتي يافع حضرموت والمرازيق برعاية رئيس مجلس الوزراء في قضية اختطاف فاروق عبدالخالق بن حطبين من قبل أفراد من قبيلة المرازيق محافظة شبوة. وفي حفل الصلح الذي حضره عدد من الوزراء ومحافظ محافظة حضرموت وقائد المنطقة الشرقية وأعضاء مجلس النواب والقيادات الأمنية والعسكرية وقيادات السلطة المحلية بالمحافظة وحشد كبير من مشائخ وعلماء ومقادمة حضرموت قام الأخ صلاح بن حطبين بقراءة الحكم نيابة عن الشيخ صالح علي العوادي أحد مرجعيات يافع الساحل . وكان رئيس مجلس الوزراء ومرافقيه والشيخ سالم حسين السعدي التقى بالشيخ صالح على العوادي في منزله بحضور أعيان يافع والشخصيات الاجتماعية بحضرموت، وناقشوا قضية اختطاف فاروق عبدالخالق بن حطبين البالغ من العمر(14)عاماً من قبل بعض أفراد قبيلة المرازيق بمحافظة شبوة وقد عرضوا التحكيم في القضية وتم تسليم "العدايل" مساء وتم قبول التحكيم وتحديد الخميس لإصدار الحكم . وجاء في الحكم :"أن عملية الاختطاف التي تعرض لها الولد فاروق عبدالخالق بن حطبين قد تسببت له بالترويع والتخويف وعاش هو وأهله وكل محبيهم خلال فترة الاختطاف آلام ومعاناة نفسية، وكذا ما سببه هذا الاختطاف من إقلاق للأمن بمحافظة حضرموت المعروفة بأمنها واستقرارها وطيبة أهلها، وما سببه الاختطاف أيضاً من شوائب في العلاقات الحميمة بين أهالي محافظة شبوة وأهالي محافظة حضرموت حيث يعلم الجميع أن علاقات الطرفين تمتد إلى أعماق التاريخ ولها امتداد جغرافي واحد وروابط اجتماعية وتجارية. يضاف إلى ذلك أن ما حصل يفتح ثغرة للإخلال بالأمن واللجوء إلى العنف بدلاً من الطرق الشرعية والقانونية لحل النزاعات، حيث حرم الإسلام وكذلك حرمت الأعراف القبلية هذه الأفعال من اختطاف طفل أو امرأة أو شيخ كبير قال تعالى(إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم)". وحكم على الخاطفين بدفع مبلغ خمسين مليون ريال يمني ليكون رادعاً لمن تسول له نفسه في شبوة أو حضرموت أو أي محافظة من محافظات الجمهورية اللجوء إلى القوة في حل المنازعات وأن ينفذ الحكم فور صدوره " وتقديراً للجهود التي بذلت من مشائخ حضرموتوشبوة واستنكارهم لما حصل في هذه القضية فإننا نطرح من الحكم مبلغ عشرين مليون ريال يمني لمن حضر منهم ومن شارك ولم يتمكن من الحضور, وعشرة مليون ريال يمني لكل من حضر , وعشرين مليون ريال يمني تسلم لآل بن حطبين ، وتقديراُ لحضور دولة رئيس مجلس الوزراء ووزير المغتربين والوزراء المرافقين والمحافظ وقائد المنطقة الشرقية وأعضاء مجلس النواب يطرح آل بن حطبين هذا المبلغ وإعادة العدائل لأهلها. واعتبرت القضية منتهية بغرض تأسيس علاقات جيدة تسودها الأخوة والمحبة بين أهالي محافظة حضرموت وأهالي محافظة شبوة. وقال منطوق الحكم :"في حالة تكرار مثل هذا العمل الشنيع أو حل أي خلافات بالقوة في إطار محافظة حضرموت من قبل نفس المجموعة فإنه يتم تنفيذ المبلغ الذي تم تحديده في الفقرة الأولى من الحكم وما سيصدر من حكم في القضية التي تم استحداثها". وأضاف :"أما بالنسبة لموضوع الأرض باعتبار بن حطبين وكيلاً عن الأرض ، وبموجب توجيهات فخامة رئيس الجمهورية بتكليف دولة رئيس مجلس الوزراء د.على محمد مجور وعليه نفوضه بحلها بما يرضي الله حكماُ عادلاً وذلك بموجب الوثائق التي يحملها كل طرف". وقال عبدالخالق بن حطبين في تصريح صحفي إن قضية اختطاف الولد فاروق ليست قضية آل بن حطبين ولايافع وإنما قضية حضرموت كافة وأن قرار العفو جاء تجسيدا لشيم وكرم أبناء هذه المحافظة، تحقيقا لمبادئ ديننا الحنيف الداعية إلى العفو عند المقدرة، مؤكدا أن هذا الصلح سيحقق الكثير من الأهداف وسيتجه بالعلاقات بين قبائل حضرموتوشبوة إلى مستويات أفضل.