نظمت أحزاب المعارضة اليمنية عصر أمس الاثنين بمجلس التضامن الوطني بعدن ندوة حوارية لمناقشة الرؤية السياسية التي قدمتها قبل أشهر في إطار مشروع الإنقاذ الوطني كمبادرة سياسية تسعى لإخراج البلاد من الأزمة السياسية. وفي الندوة التي حضرها عدد من القيادات السياسية لأحزاب اللقاء المشترك بمشاركة عدد من الناشطين الحقوقيين في عدن. ألقى الأخ/ جميل ثابت رئيس مجلس التضامن الوطني كلمة ترحيبية أبدى خلالها استعداده لمناظرة رئيس الجمهورية على قناة الجزيرة الفضائية ، مشيراً إلى أن جميع أبناء اليمن وفي مقدمتهم أبناء عدن والمحافظات الجنوبية والشرقية رحبوا بإعادة تحقيق الوحدة اليمنية إيماناً منهم بأهميتها ودعمها لهم. من جانبه استعرض عبدالناصر باحبيب الأمين العام المساعد للجنة الحوار الوطني عدن المراحل السياسية التي مربها الوطن قبل وبعد الوحدة، مشيراً إلى أن الشعب اليمني تطلع طوال سنوات عديدة أيام التشطير إلى حياة جيدة، لكن حرب 94 أنتجت نظاماً سياسياً قائماً على مبدأ وحدة الضم والإلحاق وعودة الفرع إلى الأصل، مما أدى إلى تراجع كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، مشككاً في الانتخابات النيابية والرئاسية التي قال بأنها هي الأخرى لم تنتج إلا نظاماً سياسياً واحداً هو نظام الحزب الحاكم. وأوضح باحبيب: أن اللقاء المشترك أضطر إلى تحريك المياه الراكدة لأجل التغيير ووقف ما أسماها عملية التدهور عبر تقديم رؤى سياسية، متطرقاً للأعمال السياسية التي قام بها اللقاء المشترك عبر لجنة الحوار الوطني ومنها تقديم مبادرة الإنقاذ الوطنية بهدف إنقاذ البلد من الإنهيار ووقف تحويل النظام الجمهوري في اليمن إلى نظام حكم وراثي على جميع الأصعدة والاستغلال السيء لكل ثروات الوطن. وتطرق باحبيب إلى مظاهر الأزمة السياسية في اليمن مؤكداً أن أبرزها القضية الجنوبية وحرب صعدة مؤكداً أن إيجاد الحلول مما هو الأساس للوصول لحل كل الأزمات. وتابع با حبيب: إن كل ما هو مشاهد على الواقع سببه سيطرة الحزب الحاكم في اليمن على كل مفاصل الحياة السياسية من خلال تزوير الانتخابات والاستغلال السيء لموارد الدولة وممارسات تعسفية استهدفت الكثير من الناشطين الحقوقيين، كان آخرها ما تعرضت له الناشطة السياسية الحقوقية توكل كرمان.. موضحاً أن تلك الأوضاع مجتمعة هي ما دفعت بالناس للخروج إلى الشارع وتنظيم الاعتصامات السلمية التي حولتها السلطة إلى أعمال عنف بالوسائل القمعية والاعتقالات التعسفية، مطالباً برفع الاستحداثات العسكرية وسحب النقاط المستحدثة في بعض المناطق الجنوبية ومعالجة أوضاع العسكريين والمسرحين من القوات المسلحة واستعادة ما قال إنها أصول تم نهبها من أملاك الدولة. من جهته قال علي محلتي رئيس اللجنة التنفيذية لأحزاب اللقاء المشترك عدن : إن المطلب الأساسي الذي يجب رفعه اليوم هو التغيير لأن الحوار مع الحزب الحاكم قد فات آوانه ، ووصول النظام إلى درجة تملك فيها كل شيء، ساخراً من قول الرئيس بأنه لا وجود للتوريث بينما الواقع يؤكد عكس ذلك. من جانبه قال القيادي بحزب الرابطة عبدالله الحوثري إن خطاب الشارع السياسي اليوم يتجاوز خطاب المعارضة السياسية في اليمن، موضحاً أن الحوار مع الحزب الحاكم بات غير مجدٍ بسبب التضارب في الرؤية السياسية للشارع في الجنوب، مطالباً بضرورة وجود رؤية سياسية موحدة بين المعارضة في الجنوب والشمال. كما ألقيت عدد من المداخلات قدمها كل من الصحفي عبدالرحمن نعمان والصحفي عبدالله ناجي ومحمد العفيفي القيادي في اللقاء المشترك والأخ/ فضل علي عبدالله رئيس المنظمة اليمنية للدفاع عن الحقوق والحريات، وتمحورت جميع تلك المداخلات حول الأوضاع السياسية والأزمات التي يشهدها الوطن.