عقدت لجنة الحوار الوطني في محافظة عدن مساء أمس الاثنين ندوه لمناقشة الأوضاع السياسية، ومضامين ما تطرقت إليه رؤية الإنقاذ وما تمخض بعدها من مستجدات في الساحة اليمنية. الندوة التي أدارها جميل ثابت عضو اللجنة التنفيذية للحوار الوطني بعدن، انتقد في مستهل حديثه تقديم الحزب الحاكم لنفسه على أنه وصي على اليمن، وصاحب الكلمة الفصل في البلاد.
وحول دعوة الرئيس لأحزاب المعارضة لمناظرته، تحدى ثابت الرئيس صالح وعدها لمناظرة معه عبر تلفزيون الجزيرة، لا عبر قناة اليمن لأن الأخيرة "تفتقد إلى الحيادية".
ووصف ثابت خطاب الرئيس ب"المتناقض مع بعضه"، "فهو يدعو للمناظرة، وفي نفس الوقت يطلب الاعتذار من الشعب".
من جهته، قدم نائب رئيس اللجنة التحضيرية للحوار في عدن عبدالناصر باحبيب ورقة عمل شرح فيها رؤية الإنقاذ للحوار الوطني، وبدأها بسرد لتفاصيل تفاقم الأزمة السياسية لما بعد وحدة 22مايو والفترة الانتقالية التي قال إنها كانت فترة "انتقامية" وليس انتقالية.
وقال باحبيب إن النظام الجمهوري هو النافذ والمسيطر، "لكن السلطة عمدت إلى تعديل الدستور وتكريس سلطة القبيلة والفيد والتخلف والإقصاء وكان الحزب الحاكم يعمل على إنتاج نفسه في كل استحقاق انتخابي مستغلا إمكانيات الدولة ومقدرات الوطن".
وأضاف أن الاحتقانات السياسية توالت بعد التضييق على كل الخيارات السلمية وقمع المسيرات وسجن الصحفيين وإيقاف الصحف ومنها في عدن صحيفة الأيام والوطني، وقمع نشاط الحراك السلمي وقتل المحتجين، وهو ما جعل أحزاب اللقاء المشترك "تخوض معركتها لتوقف سياسات الحاكم".
وأشار باحبيب إلى أن منافسة المشترك في الانتخابات الرئاسية الأخيرة كسرت حاجز الخوف أمام الجماهير، ورفعت سقف المطالب، وحينها أصبح الراحل فيصل بن شملان زعيم الحراك السياسي السلمي الأول.
وقال إن الوضع في البلاد يتفاقم اليوم أكثر من أي وقت مضى "بعد انقضاض السلطة على المشروع الوطني ومقدرات الشعب ومكاسبه وبلورتها لمشروعها العائلي والزج بالقوات المسلحة في حروب خاسرة تخدم رأس النظام" حسب تعبيره.
وأضاف أن الولاء الوطني عند بعض المسؤولين تحول إلى "ولاء شخصي"، وأن "لغة الكراهية والحقد بين أبناء الوطن الواحد برزت من خلال إذكاء جراح الماضي وزرع الفتن ونبش القبور". علي المكاوي القيادي في حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) قال في مداخلته إن حزبه تقدم برؤية تصب في إيجاد حل لأزمة هذا الوطن، مضيفاً "نحن نمد أيدينا إلى أيديكم (لجنة الحوار) لإيجاد حلول جذرية ليس للجنوب فحسب بل لليمن ككل.
وهاجم المكاوي الحزب الحاكم، وقال إنه تجاهل كثيراً من مشاكل الوطن.
وتحدث في الندوة رئيس حزب التجمع الوحدوي في عدن علي عبد الكريم، وقدم نقداً لروية الإنقاذ الوطني التي تقدمت بها لجنة الحوار الوطني، وقال: "هذه الوثيقة لها سنة ونصف، وكان من المفروض بلورة مضامينها في حينها".
وأضاف: "الأصل إن نحدد رؤية بماذا نريد؟ والذي نفهمه إننا نريد إسقاط مركزية السلطة وحل القضية الجنوبية، فلابد إن تكون الأهداف واضحة والوسائل متجددة".
أما محمد علي السعدي القيادي في الحراك وجمعيات المتقاعدين، فقال إن جنوب اليمن تحول إلى ساحة "فيد وحرب" بعد حرب 1994 الذي وصفه "بالانقلاب".
وقال "كلنا نريد الحفاظ على الوحدة وهذا شيء جميل باعتبارها هدف ظل يطمح إليه أبناء المحافظات الجنوبية، ودافعنا عن هذا الهدف العظيم لكن مع الأسف ما حدث من انقلاب على هذا الهدف".
وكانت هنا مداخلات تحدثت عن ضرورة بلورة الحوار الوطني، وكذلك ضرورة الوصول إلى توافق لمؤتمر وطني يشمل الجميع ومنهم قوى الحراك والحوثيين وباقي أحزاب المعارضة في أسرع وقت.
حضر الندوة التي العديد من السياسيين والأكاديميين ونشطاء في المجتمع المدني وشخصيات اجتماعية.