في أكبر تظاهرة منذ بدء الثورة، حاصر عشرات الآلاف من المتظاهرين في مصر أمس الثلاثاء مجلس الشعب ومقر رئاسة الحكومة المصرية القريبين من ميدان التحرير، ومنعوا رئيس الحكومة المصرية أحمد شفيق من دخول مكتبه، ورددوا هتافات تطالب برحيل الحكومة، حسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" وذلك في محاولة لحمل الحكومة الجديدة على الرحيل. وكان نائب الرئيس المصري/ عمر سليمان قال: إن لدى مصر خطة وجدولاً زمنياً لعملية الانتقال السلمي للسلطة.. مشيراً إلى أن الحكومة لن تلاحق المحتجين المطالبين بتنحي الرئيس المصري/ حسني مبارك. وشهدت معظم المحافظات المصرية تظاهرات حاشدة في إطار ما سموه "يوم حب مصر" مجددين المطالبة برحيل الرئيس/ حسنى مبارك.. وفي اليوم الخامس عشر من الانتفاضة الشعبية التي بدأت في ال"25" من الشهر الماضي وأوقعت نحو "300" قتيل، وفقاً لتقديرات أولية لمنظمة "هيومن رايتس ووتش", احتشد مجدداً مئات آلاف بميدان التحرير بالقاهرة, ونظمت مسيرات أخرى حاشدة واعتصامات بعدد كبير من المدن. وأُطلق على مظاهرات الثلاثاء "يوم حب مصر" ضمن ما سمي من قبل قادة المتظاهرين أسبوع الصمود. وعقب المظاهرات التي أُطلق عليها "جمعة الرحيل", تعهدت قيادة الانتفاضة بمظاهرات مليونية أيام الأحد والثلاثاء والجمعة من كل أسبوع سعياً منها لزيادة الضغط على السلطات لتحقيق مطالبها الأساسية، وعلى رأسها رحيل الرئيس الذي تقول تقارير إعلامية إنه قد يسافر إلى ألمانيا لتلقي العلاج فترة طويلة بما يكون مخرجا مناسباً له. كما اعتصم الآلاف أمام مقري مجلسي الشعب والشورى ومقر وزارة الداخلية قرب ميدان التحرير, وقد قالت الناشطة "إسراء عبد الفتاح" للجزيرة نت: إن المتظاهرين قرروا تنظيم اعتصام عند مبنى التلفزيون الرسمي تأكيدا لمطالبهم بتنحية مبارك، وسط تصاعد الاحتجاجات على الدور الذي لعبه الإعلام الحكومي منذ تفجر الانتفاضة.. وأضافت الناشطة إن المنظمين لا يستبعدون تنظيم مسيرات متحركة أمام أماكن حيوية بالعاصمة في وقت لاحق. وكان قادة المتظاهرين قد لوحوا في وقت سابق بالتوجه إلى قصر العروبة الرئاسي في محاولة منهم لحمل مبارك على الرحيل. وفي ميدان التحرير ردد المحتجون المطالب السابقة برحيل رموز النظام, وأعلنوا رفضهم البيان الصادر عن عمر سليمان نائب الرئيس بشأن المرحلة الانتقالية. وفي أول رد على بيان سليمان -الذي قال فيه أن الرئيس تعهد بعدم ملاحقة المتظاهرين- أكدت الناشطة/ نوارة نجم أن الشعب لا يثق بسليمان، وأن جميع وعوده والنظام مجرد سراب. وقالت للجزيرة: إن أجهزة النظام الحالي ما زالت تحتجز "9" من النشطاء، ودعت العمال للانضمام للثورة اليوم وعدم تصديق سليمان، الذي قالت إنه ذراع النظام الذي ظل يعمل على حمايته طوال السنوات الماضية.. وأضافت الناشطة: إن مبارك من الممكن أن يلجأ لأي مناورة من أجل أن يبقى على رأس السلطة. من جهته, قال الأمين العام للمؤتمر الناصري العام/ صلاح الدسوقي إن مئات الآلاف من أبناء القاهرة قرروا أن يتجمعوا بعدة ميادين رداً على محاولات السلطات محاصرة ميدان التحرير. وكان المعتصمون بميدان التحرير قد منعوا الجيش من فتح مجمع الدوائر الحكومية -أهم مجمع حكومي بمصر- بهدف استمرار اعتصامهم الذي ينفذونه بجوار المبنى، حيث خرجوا من الميدان وأقاموا حاجزين بشريين على طرفي المدخل الخلفي للمجمع الحكومي. وفي إطار "يوم حب مصر" عمت مظاهرات حاشدة مدنا كثيرة من الجنوب إلى الشمال.. وشهدت الإسكندرية مظاهرة جديدة وامتدت المسيرة على مسافة 1.5 كيلومتر بعدما انطلقت من أمام مسجد القائد إبراهيم.. مشيراً إلى تحركات احتجاجية متزامنة من بينها اعتصام بميدان سيدي جابر. وتظاهر أمس أيضا عشرات الآلاف في "طنطا والفيوم والزقازيق والإسماعيلية والبحيرة وأسيوط وسوهاج والأقصر وبني سويف والوادي الجديد والعريش والدقهلية". وأكد مصدر صحفي للجزيرة أن ما لا يقل عن "150" ألف متظاهر خرجوا أمس في مسيرات غير مسبوقة بمدن صعيد مصر مثل أسوان وسوهاج. ووجه ناشطون عبر موقع الفيسبوك التابع للناشط "وائل غنيم" الذي أفرجت عنه السلطات المصرية أمس لينظم إلى المتظاهرين في ميدان التحرير، دعوة مفتوحة "للزحف يوم الجمعة القادم على القصر الرئاسي وإحراقه". وبلغ عدد الأشخاص المنضمين للموقع 575,324 شخصاً، تزايدت أعدادهم بعد إقدام السلطات المصرية على اعتقال مؤسسه "وائل غنيم"، وحتى مساء أمس فقط انضم "100" ألف شخص على الأقل.