أغلقت السفارة اليمنية أمس أبوابها أمام عشرات الطلاب القادمين من الجامعات الماليزية في العاصمة "كوالالمبور"، مطالبين بزيادة المنحة المالية، بينما عشرات من جنود الأمن الماليزي طوقوا الطلاب بناءً على استدعاء السفارة لهم، في حين واستهجن الطلاب الموقف العدائي من السفارة التي اتهمتهم بأنهم معبئين "تعبئة خاطئة" ويحملون أجندات سياسية.. وقابل الطلاب هذه التصرفات الخارجة عن ادبيات العمل الدبلوماسي بالاستهجان المفرط, خاصة أنهم منعوا من دخول مبنى السفارة الذي طوقته قوات مكافحة الشغب الماليزية، التي تجاوزت أعداد الطلاب. وعبر الطلاب عن شعورهم بالأسى لهذا التصرف الغير مبرر، خاصة وأنهم لم يأتوا مطالبين إلا برفع المنحة الدراسية. عبدالله شداد رئيس اتحاد طلاب اليمن بماليزيا وصف هذا التصرف بالهمجي اللامسئول والغير اللائق من قبل السفير المنتصر والقنصل الجبوبي, لاستخفافهم بطلاب اليمن وقال أن طرد طلاب الدراسات العليا والجامعية من بوابة سفارة بلدهم يعد تشويهاً لصورة اليمن في الخارج من قبل ممثلي الخارجية اليمنية. الطلاب الذين رددوا هتافات افتحوا أبواب السفارة توعدوا بأنهم سيرفعون سقف مطالبهم إلى ترحيل السفير والقنصل،كونهما طلبا من الأمن الماليزي طرد الطلاب من السفارة التي تعد في العرف الدبلوماسي أنها ارض يمنية ولا يحق للأمن الماليزي اقتحامها, وقالوا عنه انه يمس سيادة وكرامة اليمن، منوهين إلى أن أنفلونزا العنف في مواجهة المتظاهرين المطالبين بحقوقهم في الداخل قد انتقلت تلقائيا إلى سفارة اليمن في ماليزيا. وكانت السفارة قد حررت مذكرة على عجل يوم الخميس الماضي لم تحمل رقماً تسلسلياً ولا اسم من وقع عليها جاء فيها: إن السفارة قد تخاطبت شفوياً مع موظف في مكتب رئاسة الجمهورية -لم يعرف من هو ولا ما هي صفته- وقال لهم بأنه سيتم رفع المنحة في القريب.. المذكرة أيضاً وصفها الطلاب بأنها لا تعنيهم وهي من باب ذر الرماد في العيون وعلى من كتبها أن يبلها ويشرب ماءها. الجدير بالذكر أن عدداً من الطلاب شاهدوا القنصل يدفع مبلغ عشرة ألف رنجت – أكثر من 600 ألف ريال يمني- لأحد جنود الأمن بعد انتهاء الوقفة الاحتجاجية التي ستببعها وقفات قادمة .. ووصف الطلاب أن المال موجود في الخزينة العامة للدولة، لكن ما يجري هو سوء إدارة متعمد، وقالوا إن السياسة الخارجية لليمن هي انعكاس حقيقي للسياسة الداخلية.