اعتبر أستاذ الاقتصاد بجامعة صنعاء الدكتور/ علي الفقيه تصريحات مدير شركة مصافي عدن اليمنية حول سعي اليمن لاستيراد مزيد من الوقود الاحتياطي الاستراتيجي، بأنه نوع من الفساد والتلاعب لإيهام الناس أن عدم الاستقرار في البلاد نتيجة التظاهرات التي تشهدها عدد من المدن اليمنية، اضطر الحكومة لاستيراد مواد بترولية من الخارج لتأمين استخدام المواطنين .. وكان نجيب العوج مدير شركة مصافي عدن قد قال لرويترز الأربعاء الماضي: إن مصفاة اليمن الرئيسية تخطط لشراء "150" ألف طن من المنتجات النفطية من السوق الفورية في مارس لزيادة احتياطي الوقود الاستراتيجي للبلاد والتحوط من أي نقص بفعل تصاعد التوترات السياسية في الشرق الأوسط.. وفي هذا الصدد علق الدكتور/ الفقيه في تصريح ل"أخبار اليوم" بأن ذلك تضليل بإدعاء انخفاض الإنتاج بسبب الحالة الأمنية غير المستقرة، ومقدمة لإعلان التوقف عن إنتاج البترول بذريعة الأوضاع في الساحة، كون السلطة -حسب تصوره- غالباً ما تلجأ إلى ذلك لتبرير موقفها أمام الشعب مثلما هو التضليل نحو أن محطتي التكرير لا تكرر الكميات المطلوبة للاستهلاك الداخلي الذي ازداد بكثرة من حصة الحكومة.. وأشار أستاذ الاقتصاد بجامعة صنعاء إلى أن اليمن ليست بحاجة إلى استيراد نفط ، مستبعداً أن يتم الاستيراد، لافتا إلى تصريح للإعلام الرسمي سابقاً بأن إنتاج اليمن من النفط وصل "300" ألف طن وازدياد العائدات من حصة الحكومة للنفط أكثر من العام الماضي.. وعن التناقض في تصريحات الحكومة، تساءل الفقيه عن المكان الذي ذهبت إليه هذه الزيادة معتبراً ذلك ادعاءً زائفاً، وقال إنه يعتقد أن هناك توجهات للسلطة لإيصال الناس لحقيقة يدعيها النظام بأن البلاد تأثرت بالمظاهرات والاعتصامات المطالبة بالتغيير. وأضاف الدكتور/ علي الفقيه أنه يتم استيراد المشتقات النفطية، كونه تم إلغاء الدعم عن المواد البترولية، حيث أن اليمنيين لم يكونوا يستفيدون من هذا الدعم سوى ما نسبته 20%، فيما 80% تذهب لجيوب المتنفذين وإن كانت بأكثر من "2" مليار دولار. العوج مدير شركة مصافي عدن اليمنية قال في مقابلة لوكالة رويترز إن شركة مصافي عدن الحكومية التي تدير أيضاً الاحتياطي الاستراتيجي من الوقود في اليمن اشترت بالفعل "40" ألف طن من الديزل من فيتول هذا الأسبوع بسعر يزيد "1.90" دولاراً للطن عن السعر المرجعي الخليجي. وأضاف العوج الذي عين مديراً تنفيذياً للشركة العام الماضي "السعر ممتاز..ينبغي زيادة الاحتياطيات نظراً لأن الوضع السياسي في المنطقة كلها من إيران إلى قناة السويس متقلب." ودعت الشركة التي تبلغ طاقتها "150" ألف برميل يومياً دعت الشركات العالمية لتقديم عروض، حيث تعتزم شراء "40" ألف طن من البنزين و"75" ألف طن من الديزل وما يصل إلى "35" ألف طن من زيت الوقود عالي الكبريت الذي يستخدمه اليمن في محطات توليد الكهرباء والصناعة.