منذ أن تم توظيفهم خلال العام 2009م بطريقة الإحلال إلا أن موظفي مكتبي الأشغال والزراعة بمحافظة أبين يعيشون حالة من القلق الدائم والإهمال وعدم اللامبالاة جراء الانقطاعات المتكررة لمرتباتهم وعدم صرفها بانتظام أسوة ببقية موظفي مكاتب الوزارات الأخرى، الأمر الذي ولد لديهم نوع من الإحباط وعدم الجدية والمصداقية على الرغم من أنه صدر بتوظيفهم أمر تعيين رقم "214" وفتوى الخدمة المدنية برقم "م خ م/ م أ/ 71/32/3 لعام 2009م والسؤال الذي يطرح نفسه، هل هؤلاء موظفون بحق مع الدولة، أم أنه مجرد حبر على ورق أو هو من باب ذر الرماد على العيون؟!. "أخبار اليوم" التقيت عدداً من هؤلاء الموظفين وسألتهم عن حجم المعاناة التي يعانونها وخرجت بالآتي: * الحال أشبه بالمحتضر بداية التقينا بالأخ/ علوي عبدالله أحمد أحد الموظفين الجدد الذي تحدث عن معاناته قائلاً: بعد أن مَّن الله علينا بهذا التوظيف أطمأنت قلوبنا، لكن سرعان ما بدأ العدد التنازلي لهذه الفرحة التي غمرتنا وبدأت معها عوامل الإحباط ، تجد لها محلاً في قلوبنا، فمنذ العام 2009م وبداية العام 2010م العام الذي توظفنا فيه، ونحن نعيش حالة أشبه ما تكون بالمحتضر، فتارة يقطعون الراتب لشهرين وتارة إلى الأربعة وقد وصل بنا الحال إلى أن توقفت مرتباتنا لأكثر من سنة وشهور، ومع العلم أن لدينا أوامر التعيين وعندنا فتوى من الخدمة المدنية وعندنا أوامر إدارية بشأن مباشرة العمل لدى مكاتب الأشغال التي نعمل بها ونحن من خلالكم وعبر صحيفة "أخبار اليوم" نتوجه إلى المعنيين بالأمر أن يقدموا بحل مثل هذه الإشكاليات التي تسبب لنا المعاناة المعيشية. * هل نحن موظفون بحق؟ أما الأخ/ صالح محمد لجدل هو الآخر يعاني مثلما يعانيه زملاؤه حيث قال : أنت تعلم ماذا تعني لنا الوظيفة، أنها تعني أن يعيش الإنسان حياة شريفة وكريمة، بعيداً عن كل ما يعكر صفو هذه الحياة على الرغم من ضالة المبلغ الذي يصرفونه لنا.. ومع هذا أصبحنا نعيش وضعاً صعباً للغاية نتيجة ما نعانيه من انقطاعات متكررة لرواتبنا. وواصل الحديث: وأنا لا أدري ما الذي يحملهم على ذلك، فالمسؤولون يتعذرون في بعض الأحيان بعدم وجود التعزيز المالي التابع لمكتب الأشغال العامة بأبين، ويتعذرون بوجود عجز مالي وأن المحافظة لا تستطيع أن توفر بما عليها، فإنني أضع بين يدي المحافظ الجديد الزوعري هذا الأمر وأقول، هل نحن بحق موظفون مع الدولة.. وإلى متى ستظل المعاناة تلاحقنا.. أسئلة أضعها بين يديه عله يرد عليها، ويخلصنا مما نحن فيه. * ربما نصبح في خبر كان من جانبه تحدث الأخ/ سالم حسين السعيدي من أبناء لودر قائلاً: يا أخي العزيز أنا واحد من بين 80 موظفاً في وزارة الأشغال العامة إلا أنني تفاجأت مثل زملائي بالممارسات الخاطئة في حقنا كموظفين، ونحن طبعاً كغيرنا عندنا إلتزامات لأصحاب المحلات التجارية بما سبب لنا إحراجاً معهم بسبب كثرة الإنقطاعات المتواصلة وخاصة في مكاتب الأشغال. وعند سؤالنا عن سبب انقطاع الراتب يأتون بأعذار واهية أوهن من بيت العنكبوت والدليل على ذلك أن مكاتب الوزارات الأخرى استلموا مرتباتهم دون عناء ومن أي بريد شاؤوا، أما نحن موظفو الأشغال الجدد، فالأمر يختلف جذرياً، وكأننا لسنا موظفين مع الدولة مما جعلنا نحس أن في الأمر شيء وربما يأتي زمان نصبح فيه "خبر كان"؟. * أكثر من شهرين دون رواتب كما التقينا الموظف/ أحمد سعيد حسين الذي بدأ على وجهه أثار التعب والإرهاق، حيث تحدث عن معاناته قائلاً: أنت ترى الحالة التي أنا فيها، حيث لنا قرابة شهرين ولم نستلم مرتباتنا مما جعلنا نتحمل المشاق والمتاعب من أجل تحصيل رواتبنا.. وعلينا التزامات وديون، باختصار يا أخي أصبحنا نعيش في وضع لا يحسد عليه وأصبحت معاناتنا من قبل المسؤولين أشبه بأبناء الخالة الذين لا يجدون العطف والحنان كما يقولون لذا نرجوا من الأخ المحافظ ومدير عام مكتب الأشغال العامة أن يسارعوا بحل هذه المعضلة التي تؤرقنا وتبعث اليأس إلى قلوبنا. * الحالة أشبه بالغريق الأخ / عمر محمد عمر جعيات أحد الموظفين الجدد بالأشغال يقول: لا أدري من أين أبدأ لك كلامي حول ما نعانيه من الانقطاعات والإهمال والتسويف لرواتبنا كموظفين في مكاتب الأشغال العامة الذي وصل عددنا إلى "80" موظفاً الأمر الذي جعلنا نعيش واقعاً مؤلماً ومعاناة تتسع رقعتها يوماً بعد يوم، حتى صار حالنا أشبه بالغريق الذي يطلب مساعدة غيره لانقاذه من موت محقق. وأضاف: ولا أخفيك سراً إذا قلت لك أننا لم نستطع أن نأخذ شيئاً من أصحاب المحلات التجارية لأنهم يعلمون أن رواتبنا التي نعتمد عليها ربما قد تكون في يوم ما في مهب الرياح ، بالإضافة إلى وجود التزامات قديمة عندنا لهم، الأمر الذي ولد عندنا بعد الانقطاعات المتكررة انعدام المصداقية والجدية وعدم الثقة لمسؤولينا في متابعة أمورنا.. وفي الأخير أحب أن أضع بين يدي مسؤولينا هذا السؤال وهو لماذا موظفو مكاتب الوزارات الأخرى الذين توظفنا وإياهم في عام واحد يستلمون مرتباتهم دون عناء أو انقطاعات ونحن على عكسهم دون رواتب؟!. * إشارات من واقع معانات الموظفين لم نستطع أن نأتي بكلام كل الموظفين في مكتبي الأشغال والزراعة على الرغم من حديثهم معنا. متى سينضم هؤلاء إلى الموازنة العامة على الرغم من قضاءهم لهذه الفترة. بعض الموظفين يكثر من الاتصال حول مصيرهم المجهول وطبعاً لا حياة لمن تنادي. إذا لم يستطع مدراء عموم مكتبي الأشغال والزراعة الوقوف مع هؤلاء الموظفين، فلا داعي لجلوسهم على الكرسي.