تمر ثورة الشباب بمحطات اختبار، وقد تطول هذه الاختبارات القاسية، ومما تشهدها ساحات التغيير من ابتلاءات وفتن تترك الحليم فينا حيران وإنه والله الدرك الأصعب في هرم الثورة، لاسيما بعدما أظهر النظام أقبح صور الانحطاط والخسة وأصبح أكثر لؤماً وجرماً في إراقة الدماء، لكن الأشد خطراً من ذلك استخدام السلطة أساليب خبيثة لحرف الثورة عن مسارها الصحيح وعن أهدافها النبيلة عن طريق إحداث الفوضى والفرقة وتشتيت المفاهيم وحجب الحقيقة لتفقد الثورة توازنها وتبقى نصف نائمة ونصف مستيقظة، ثم تسميها بالفتنة التي يخشاها الناس، فهل ستنجح السلطة في نفث سمومها في رحم الثورة، فيولد النصر مشوهاً؟!. "أخبار اليوم" التقت المعتصمين ورصدت آراءهم في ساحة التغيير بكريتر عدن.: في مساء دافئ ملبد بنسائم الحرية.. بدت تباشير النصر تلوح في أفق سماء ساحة التغيير بكريتر عدن، حيث يتواجد الشباب المعتصمين المؤمنين الواثقين من انتصار إرادة الشعوب وأفول كواكب الاسبتداد، وهناك التقينا بالأخ/ محمد طه حيدر الذي تحدث قائلاً: فشل النظام في إطفاء شعلة الثورة الشبابية بالقتل وإراقة الدماء وحاول التشويش على الثورة وأهدافها من خلال دفعه ببعض الشباب الغير الواعي إلى التخريب وقطع الطرقات وترهيب المواطنين، لكن الشعب اليمني كان أكثر وعياً وقد تنبه لكل تلك الأساليب التي تحاول بها السلطة النيل من ثورة الشباب، بل صار الناس أكثر تمسكاً بمبادئ الثورة وقد توحد الجميع تحت راية حب الوطن. * محاولات يائسة: برغم إصابته إلا أنه لم يتغيب عن الساحة، الشاب/ طلعت حسين قاسم أصيب في رأسه عندما حاول بلاطجة النظام اقتحام ساحة التغيير بعدن وقد روى لنا "طلعت" المحاولة البائسة التي قام بها البلاطجة قائلاً: في الساعة "09:30" من مساء أمس الأول تفاجأنا بقدوم شباب يحملون الأسلحة والسكاكين والحجارة وحاولوا اقتحام الساحة فتصدينا لهم ومنعناهم وأصبت في رأسي، مضيفاً: وقد تأكدنا بعدها أن أولئك الشباب هم من بلاطجة السلطة وقد دفعت بهم شخصيات قيادية بارزة في المؤتمر، وأنا أوجه رسالة إلى إخواني المعتصمين أن يثبتوا، فإما حياة سعيدة طيبة رغيدة بعد رحيل النظام وإما جنات الخلود والنعيم بعد أن ننال الشهادة بإذن الله. * اللواء علي محسن عزز الثورة: من بين المعتصمات اللاتي يشاركن إخوانهم الشباب بعزيمة وإرادة، كانت الأخت/ ندى علي التي تحدث، إلينا قائلة: في بداية الثورة كنا قد أصبنا بإحباط، لكن بفضل الله ثم انضمام اللواء/ علي محسن صالح ومن معه من الشرفاء في القوات المسلحة، الذين اثبتوا فعلاً حبهم للوطن واثبتوا أن الكراسي لا تهمهم، تلك المواقف أعطت للشباب أملاً كبيراً في النصر ومواصلة النضال. وتابعت قولها: إعلام النظام يحاول ترهيب الشعب معنوياً ومادياً، فهو يحاول عبر قنواته الرسمية التخويف تارة بالانفصال وتارة أخرى بالصوملة وأخيراً بالقاعدة، وكل ذلك من أجل أن يشغل الثورة ويشوش على مهامها تجاه بناء الوطن والتطلع إلى الأمام، اليوم الثورة أقوى حتى وإن حاول البلاطجة قطع الطرقات والتخريب في عدن فإننا لن نخاف ولن نتراجع. * سموم النظام: الشاب / عمرو جمال استطاع أن يتنبه لكل الحيل التي تستخدمها السلطة، فتحدث إلينا قائلاً: في مصر وتونس أغلقت السلطات "الفيسبوك" لمنع الأحرار من التواصل، لكن نظامنا استخدم الفيسبوك بشكل ذكي وافتعال شخصيات وهمية باسم شباب التغيير لتبث أفكاراً غريبة واستطاع أن يشوش على الثورة وما نشهده اليوم في عدن من تخريب هو من فعل تلك الشخصيات المغرر بها، مثلما حاول اغتيال اللواء/ علي محسن بعد إعلانه الانضمام للثورة، لأن السلطة تدرك تماماً ثقل اللواء/ علي محسن ومن معه من الشرفاء في القوات المسلحة. مضيفاً: نرسلها رسالة لكل الشباب ألا ينجروا خلف السلوكيات التخريبية وأقول لشباب صنعاء وتعز: لقد شرفتمونا ونحن نفخر بصمودكم ، كما تفخرون أنتم بصمودنا ورسالتي لكل الشباب: هذا مخاض ولا بد له من آلام ما ، لكن في الأخير ستلد الثورة ما حلم به الشباب. * عمق القضية: الأخ/ نزار أنور الذي تحدث إلينا بكلمات قليلة الأحرف عظيمة المعاني قائلاً: على شباب التغيير وأن يستفيدوا من إخوانهم في مصر وتونس، ونحن في اليمن الأحرى بنا أن نتوحد وبالنسبة للشباب المتقاعس والغائب عن ساحات التغيير أو الغير مؤيد للثورة، إما أنهم يحاولون التبرير عن تقصيرهم بما يحدث من تخريب وقطع للطرقات، وهذا طبعاً بفعل البلاطجة، وإما أن الشباب لم يع بعد عمق القضية. * لا خوف على الثورة بعد اليوم: هي دائماً تجسد معاني الثبات والتفاؤل الأخت/ بهية السقاف تقول: لا خوف على الثورة، فهي اليوم أكثر نضجاً وترتيباً والشباب اليوم رسموا الخطة الواضحة لمستقبل اليمن ما بعد سقوط النظام وأريد أن أطمئن الجميع أن التخريب والفوضى لم تكن من أهداف الثورة، بل هي ممارسات لبلاطجة النظام في صنعاءوعدن وتعز والسلطة هي الجهة الممولة لهم، أما شباب الثورة ومن يخرجون إلى الساحات التغيير لا يمكن أن يكونوا أداة تخريب، وعلى الجميع أن يثقوا أن واقعنا في اليمن بعد النظام لن يكون أسوأ مما هو عليه الآن بإذن الله. * تخبط النظام: محمد أنور عبدالكريم من شباب ساحة التغيير، بعبارات يتطاير منها شرر الحرية يقول: أي نظام يقوم على الحزب الواحد هو نظام استبدادي وسرعان ما يتقلص ويذوب ونظام الحكم عندنا نراه يتخبط بين التهديد والعنف وشق الصفوف وأحياناً يقدم مبادرات وكل ذلك من أجل أن يضمن بقائه وهذا مستحيل، فالثورة ستنتصر وسيحاسب المفسدين عاجلاً أم آجلاً. * للثورة مكاسب: بروح المرأة الحرة المتسلحة بالإيمان تحدثت الأخت/ أماني شريح قائلة: ما دامت الثورة تسعى لتغيير نظام أوصل اليمن وشعبها إلى أحزان وآلام ممتدة على مد عقود لابد أن تحقق الثورة مكاسب للأرض وللإنسان وخروج الإنسان الفاشل سيعطي فرصة للناجحين ليبنوا الوطن ويصنعوا المستقبل المشرف. * تحية للشرفاء: بكل أشواق المحبة ومعاني الحرية يوجه الأخ/ سمير أحمد سعيد تحية للشرفاء المرابطين في صنعاء وتعز وعدن والحديدة على صمودهم ويؤكد أن الوحدة قد ترسخت بدماء زكية ولا خوف على مستقبل الوطن ما دامت القلوب موحدة، مضيفاً: وتحية للأوفياء كأمثال اللواء/ علي محسن وباقي القادة في القوات المسلحة الذين التحقوا بركب الثورة الشبابية وقدموا حب الوطن على المصالح الشخصية.