الوقوف مع الفنان رحل عن دنيانا في السادس والعشرين من يناير 2008م الفنان القدير يوسف أحمد سالم صاحب الصوت المميز والحساس و الرومانسي الذي يلقب بمحمد عبد الوهاب اليمن مثل ما عاش هذا الفنان طيلة حياته، بعيدا عن اهتمام وزارة الثقافة ومكتبها بعدن ومن وسائل الإعلام كافة وكأني بهم بعد رحيله " كسروا الجرة حتى لا يتردد عليهم مرة أخرى " يوسف أحمد لم يذكر وكأنه لم يكن في يوم من الأيام فنان عملاق ومتميز. رحمة الله عليك يا يوسف أحمد سالم عشت فقيراً وغنياً فنياً حتى ذكرى وفاتك فاتت كغيمة حبلى بالدموع مرت فوق سماء المدينة التي أحببتها ولم تذكرك بكلمة تجسد عطاءك، يوسف اسم تردد في ثقافتنا بمعنى الصبر الجميل ، لا ولن ننسى ماحيينا يوم ذهابك الى مركز شرطة الشيخ عثمان تطلب إحالتك في إحدى ليالي شهر نوفمبر من العام 2007م الى ملجأ العجزة في الشيخ عثمان تلك المدينة التي لم تستطع الفكاك منها ، كثيرا ما رحت تهمس للبحر عن همومك وكثيرا ما ما كان يجود لك بما تيسر من رزق ،لعله من المناسب اليوم يا معشر الفنانين يا من زاملتم الفنان دهرا أن نحيي ذلك الحدث المعيب والمؤلم علينا كمجتمع وهو ذهاب فنان إلى جهة رسمية طالبا اللجؤ في أرذل العمر ، مأساة لا يجب أن تمر علينا مرور الكرام كيف لا وهو من غنى (لا غيّبه .. لا غيّبه) فعلا لا غيبك يايوسف لم نعطك حقك من العيش الكريم وان نسينا، فلن ننسى ذلك الوعد الذي قطعه وزير الثقافة بمنحك مكافأة شهرية من صندوق التراث وبقلبك الطيب ذهبت للتو إلى مركز الكريمي ظنا منك أن العملية تتم بسهولة ويسر ومت دون دلك وفوق ذلك لم ينل منك الزعل مبلغه وأنت الذي غنيت ( ليش الحلا يزعل ) بل مضيت في جمالك الرائع تذكرنا بمعاقرتك للجمال وبأغنية (ذي سلب عقلي جماله ). جميل أنت أيها الفنان في صبرك على بخل البخلاء ازدريتهم بغنائك كطائر لم يعر تقلبات الدهر شيئا أو كصوفي اكتفى من العيش ببضعة لقيمات . نعم يجب أن يكرس يوماً في العام للتضامن مع قضايا الفنان باعتماد ذلك اليوم الذي ذهب فيه الفنان الراحل يوسف أحمد سالم إلى دار العجزة يوم لا يشبه بقية الأيام فنان عملاق بقامة يوسف أحمد سالم لم يجد مأوى يحتضنه في مرضه وكبر سنه لم يرد أن يقطن في بيوت أولاد أخوانه أوفي بيت أخواته ، عزة النفس منعته ولهذا لابد أن يكون هذا اليوم مكرسا لمحاسبة الذات بما أقترفناه في حق هذا الفنان الذي غنى " مع السلامة يا غالي علينا " وكأنها تشير إليه والى رحيله وهو على قيد الحياة ولهذا يجب أن يعتمد ذلك اليوم كمناسبة للتضامن مع الفنان يؤكد على صحوة ضمير تجاه فنانينا , صحوة ظلت في سبات عميق في مدينة هي عنوان للوفاء حتى لا تمر ذكرى الفنان يوسف أحمد سالم مرور الكرام كما مرت في حياته أدعو الجميع إلى اعتبار ذكرى وفاته مزاراً سنوياً للوقوف مع الفنان بشكل عام لعلنا نكفر عن ذوبنا تجاه هذه الشريحة التي تغني وهي كالطير الذي يرقص مذبوحا من الألم . وصباح الخير يا وطني