استعاد شباب ساحة الشهداء بمديرية المنصورة محافظة عدن مساء أمس الأحد ساحتهم التي استولت عليها مجاميع من أفراد القوات المسلحة إثر مواجهة دامية بين الطرفين وقعت أمس الأول. وجاء انسحاب القوات العسكرية والأمنية من الساحة بعد أن شهدت المنصورة أمس إطلاق نار متفرق من قبل عدد من أفراد الجيش المرابطين في المديرية تجاه شباب الثورة عند محاولتهم الدخول إلى الساحة أدى إلى إصابة احدهم. ولم يثن ذلك الفعل الشباب بل تقدموا باتجاه الساحة، متحديين لعلعة الرصاص ، ومطالبين بإسقاط النظام؛ مما اضطرت القوات الأمني والعسكرية الانسحاب من الساحة _لأسباب لم تعرف _ بعد أن عبثوا واحرقوا محتوياتها. وعلمت "أخبار اليوم " من مصادر مطلعة بأن قائد المنطقة الجنوبية العسكرية اللواء/ مهدي مقولة طالب بتشكيل لجنة وساطة مع الشباب لفتح الطريق والمدارس بالمديرية وكذا عدم رفع الأعلام التشطيرية؛ على أن يسمح للمعتصمين ممارسة اعتصامهم السلمي في الساحة . وكشفت المصادر ذاتها بأن لجنة الوساطة فشلت في إقناع الشباب بمطالب مقولة. هذا وقد تضررت أمس الأول عدد من منازل المواطنين المجاورة للساحة منها منزل الإعلامي المرحوم/ سالم بن شعيب، جراء الإطلاق الكثيف للنيران من قبل جنود القوات المسلحة والأمن بمختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة؛ نتج عنها استشهاد (ثلاثة ) وجرح أخرين؛ عند اقتحام العسكر للساحة. إلى ذلك استنكر مجلس عدن الأهلي استخدام القوة المفرطة وعمليات القتل العمد بحق المواطنين أيًا كان مصدرها أو نوعها. وفي اجتماع المجلس الذي عقد أمس بكريتر طالب الحاضرون الجهات الأمنية التوقف الفوري عن إرهاب المواطنين لأن مهمة الدولة حمايتهم وليس إرهابهم، وفي الوقت نفسه فإن الحاضرين يرون أن أي دم يسفك أكان من المواطنين أو من الجهات الرسمية فهي دماء غالية. وشدد الحاضرون بأن يلعب المجلس دورًا مهمًا للحفاظ على جمالية عدن من خلال التشويه الذي يقوم به البعض الذين قد يسيئون للثورة السلمية، وخاصة وأن النظام ما فتئ من محاولاته لجر شباب الثورة إلى مربع العنف الذي لن ينجح بإذن الله. وأكد الحاضرون على ضرورة رفع المظاهر المسلحة والآليات العسكرية الثقيلة والمتوسطة وإعادة بناء ساحة التغيير وتعويض المواطنين التعويض العادل وتعويض أهالي الشهداء والجرحى. من جانبها دانت رابطة علماء ودعاة عدن العمل الإجرامي المتمثل في الهجوم على المعتصمين السلميين وقتل الأبرياء في ساحة الشهداء في المنصورة وترويع الآمنين من المواطنين صباح أمس الأول السبت، الأمر الذي أدى إلى استشهاد وجرح العشرات من أبناء المنصورة. وأكد الناطق الرسمي للرابطة الشيخ معاذ غازي الشميري تضامن الرابطة الكامل و اللامحدود مع المعتصمين في ساحة الشهداء بمديرية المنصورة و كذا أسر الشهداء وذوي الجرحى، مشيراً إلى أن الاعتداء عليهم أمر مرفوض و غير مبرر. ونوه إلى حق المواطنين في الاعتصام و التظاهر السلمي في إطار حرية التعبير التي كفلها ديننا الحنيف و الدستور والقانون محذراً من ورقة الانفلات الأمني التي طالما لوح بها النظام و بدأت تظهر فصوله في المحافظة، منبهاً الشباب من محاولات جر الثورة إلى مربع العنف و محاولة التشويش على أهداف الثورة السلمية. وأضاف الشميري بأن ما نسمعه اليوم من توزيع للسلاح من قبل السلطة المحلية في المحافظة يندرج تحت مخطط الفوضى و الزج بأبناء المحافظة إلى العنف، لذا فإننا نحملها كامل المسؤولية جراء ما يحدث وسيحدث. واختتم تصريحه بخالص التعازي والمواساة لأسر الشهداء و الجرحى، داعياً الله أن يجنب البلاد كل سوء ومكروه.