مدينة "لودر" كبرى مديريات محافظة أبين، مدينة السلام، محطة العلماء والشعراء والأدباء والمثقفين والساسة والقادة والثوار، والتي قدمت آلاف الشهداء والمناضلين في الدفاع عن ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين، تندب حظها وتشكو سوء حال أوضاعها في تردي الخدمات، هذه المدينة الباسلة تلقى اليوم جفاء بنكران الجميل من قبل الدولة التي فقدت هيبتها في كل شبر من مساحة هذا الوطن. "أخبار اليوم" كان لها جولة رصدت فيها أوليات احتياجات مواطني هذه المديرية وما يقلقهم من مشكلات في ظل هذه الأوضاع المأساوية التي تعصف بالبلاد، وخلاصة الجولة كما يلي: * إغلاق الشارع الرئيسي: يعاني مرتادو مدينة لودر –عاصمة مديرية لودر- من المتسوقين إلى السوق اليومية للمدينة، الذين يتوافدون إليها من محافظات البيضاء وشبوة وحضرموت ومديريات الوضيع ومودية وجيشان والمحفد ويافع، من إغلاق الباعة المتجولون من باعة الخضار والفواكه والملابس وغيرها من السلع الأخرى للشارع الرئيسي بالمدينة، مما أدى إلى إعاقة حركة مرور السيارات في الطريق المار بالشارع الرئيسي والمؤدي إلى مستشفى محنف لودر في الضاحية الشمالية للمدينة وتغيير حركة سير السيارات عبر الطريق الدائري. هذا الوضع أدى إلى حدوث اختناقات في حركة المواصلات ومرور مرتادي السوق الذين لا يستطيعون السير بشكل طبيعي في الشارع، نتيجة ازدحام الشارع بالباعة المتجولين والمتسوقين. الباعة المتجولون حين تسألهم لماذا تفترشون وسط الشارع الرئيسي المخصص لمرور السيارات والمارة؟ يبررون ذلك بأنه لا توجد أسواق تغنيهم عن عرض بضاعتهم وسط الشارع وقطع الطريق، وإن ذلك الخطأ تتحمله السلطة التي بمقدورها شراء أراض وفتح أسواق، لاحظ بائعو الأغنام فتحوا سوقاً لهم في الطريق الدائري وطريق لودر- البيضاء في قلب المدينة وعرقلوا حركة السير ومرور السيارات في طريق رئيسي يربط بعض المحافظات الشمالية بمعظم المحافظات الجنوبية لماذا؟ لأنه لا يوجد سوق خاص بالأغنام والمواشي. ونأمل من السلطات المحلية في المديرية والمحافظة وضع المعالجات لهذه المشكلة التي تسبب كثيراً من المضايقات للناس المتسوقين من السوق والمارين فيها، وتفقد مدينة لودر جمالها ومظهرها الحضاري وجاذبيتها عند مرتادي أسواقها الشعبية الشهيرة، بعد أن أصبحت قبلة للزائرين والمتسوقين باعتبارها من أشهر الأسواق على مستوى المحافظات الجنوبية والشرقية. * لودر مدينة عطش: إلى متى ستظل مدينة لودر عطشى وهي كبرى مدن محافظة أبين ومدينة العلم والأدب والثقافة والفن؟، لماذا تناسيتم لودر وهي مدينة السلام والسلى والطرب وأم المساكين التي فتحت ذراعيها لكل الناس دون عنصرية أو تمييز؟، لما تناسيتم مدينة لودر، مدينة العدل والقضاء والأمن والأمان والوفاء؟.. أنسيتم أن لودر قلعة الثوار وأنها قدمت قوافل من الشهداء والمناضلين دفاعاً عن ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين؟ لودر محطة العلماء والأدباء والفقهاء والقضاة وغيرهم من حملة مشاعل التنوير في مختلف المجالات والأصعدة. لماذا كل هذا الجفاء تجاه لودر بالذات، وهي المدينة التي تعطي دون أن تنتظر مقابل من أحد؟ المدينة التي تخرج منها كبار الساسة والثوار والأدباء والمثقفين والقادة والمبدعين في كافة المجالات. لودر مدينة عطش، يعاني أهلها الأمرين من انقطاع المياه بشكل كلي بعد أن تعطل تشغيل مشروع مياه لودر لأسباب كثيرة أبرزها عدم وجود رواتب للعمال وميزانية تشغيلية ولوجود العجز كذلك وغيرها من المشكلات. ونتساءل هل ستعمل السلطات وفي مقدمتها اللواء/ صالح حسين الزوعري –محافظ المحافظة- على وضع حلول جذرية لمعضلة المياه لمدينة لودر التي يعاني أهلها من شحة المياه لأكثر من عقدين من الزمن؟ وهل ستظفر مدينة لودر بدعم مشروع مياهها المتوقف عن الضخ لعدة أشهر متتالية أسوة بباقي مدن المحافظة، التي حظيت بدعم محافظ أبين وآخرها دعمه بميزانية تشغيلية لمشروع مياه مودية مطلع هذا الأسبوع؟ هذه الأسئلة تتطلب إجابات شافية من قبل محافظ أبين، لأنصاف هذه المدينة المقهورة "مدينة لودر"، الذي نأمل من محافظ أبين الاستجابة لحل كافة مشكلاتها وأن تعطى الأولوية لمعضلة مياه الشرب التي أثقلت كاهل الأهالي وحولت حياتهم إلى جحيم يومي، وستكون استجابته الإيجابية وتفاعله الصريح لحل هذه المشكلة إنجازاً غير مسبوق، يحسب له دون غيره من المحافظين السابقين الذين عجزوا عن وضع حل جذري لمشكلة مياه لودر. * متى سيرى المجمع الحكومي م/ لودر النور يا وزارة الحكم المحلي؟ بناء مجمع حكومي يضم كافة المرافق العامة بمديرية لودر، أسوة بالمجمعات الحكومية التي تم تنفيذها في عدد من مديريات محافظة أبين، واحد من أبرز الاحتياجات الملحة التي تحتاجها مديرية لودر والتي سبق الحديث عن النية لتنفيذها خلال السنوات القليلة الماضية، ولكنه لم ير النور حتى اللحظة. أهمية هذا المجمع تكمن في أنه سيوفر كثيراً من العناء والتعب على المواطنين الذين ينتقلون من وسط مدينة لودر إلى ضاحيتيها الشمالية والجنوبية وإلى مدينة زارة التي تبعد عنها عدة كيلومترات، من أجل قضاء حوائجهم ومعاملاتهم في الإدارة المحلية والنيابة والقضاء والبحث الجنائي والكهرباء والمياه والحصة وغيرها من المكاتب الأخرى. ونأمل أن يرى هذا المجمع الحكومي النور لتنفيذه والإسراع من قبل الإخوة في وزارة الإدارة المحلية لاستكمال إجراءات تنفيذه أسوة بالمديريات الأخرى التي تم بناء مجمعات حكومية فيها في محافظة أبين. * محكمة زارة الابتدائية بحاجة إلى مبنى: يعاني مواطنو مديرية لودر من عدم وجود مبنى يصلح لمحكمة زارة الابتدائية، حيث تهالك مبنى المحكمة الواقع في مدينة زارة في الإدارة المحلية، مديرية لودر وقد سبق وأن تعرض مبنى حكومة زارة الابتدائية مرات عديدة للحرق والسرقات وفقدت المحكمة كثيراً من ملفاتها التي تعود إلى خمسينيات القرن الماضي، كما أن موقعها غير آمن ولابد من الإشارة إلى نزاهة قاضي المحكمة القاضي/ فريد عبدالله صالح بن ثابت –رئيس المحكمة- الذي بت في كثير من القضايا المتراكمة لدى من سبقه من القضاة السابقين ونزاهته المطلقة ونأمل من وزارة العدل اعتماد مبنى جديد للمحكمة واستئجار مبنى مناسب مؤقتاً لتسيير عمل المحكمة. * أزمة خانقة في مادتي الديزل والغاز المنزلي وتحليق طائرات يثير خوف المواطنين: تعاني مدينة لودر من أزمات خانقة ومتتالية في مادتي الديزل والغازالمنزلي، ورغم أن هذه الأزمة قد عصفت بجميع محافظات الجمهورية، إلا أنها على ما يبدو بفعل فاعل، وهذا النظام لا يستطيع البقاء وتمديد فترة حكمه إلا بالأزمات الواحدة تلو الأخرى، ويركز النظام على المحافظات الجنوبية والشرقية، لأن تكون بؤر توتر وأزمات، لأنه يشعر أن هذه المناطق هي مصدر خوف وإزعاج له وتشكل تهديداً مباشراً لسلطته التي صادرت كل شيء في هذا الوطن، ليذهب إلى جيوب المتنفذين وتدفع مديريات المنطقة الوسطى ثمناً فادحاً لهذا التوجه السلبي للنظام، بأن تكون هذه المديريات وأبرزها مديرية لودر بؤراً للاحتقانات والأزمات والتوترات والانفلات الأمني وغياب هيبة الدولة والنظام والقانون، لدرجة استطاع هذا النظام إيهام أميركا والجيران الخليجيين أن هذه المديريات هي وكر للعنف والإرهاب والقاعدة، حتى أن هذا النظام قد سمح لطائرات تجسس أميركية الصنع أن تحوم في سماء هذه المديرات خلال الشهور المنصرفة، مما أثار الخوف والهلع لدى أبناء المديريات الوسطى من محافظة أبين من تعرضهم لقصف صاروخي من هذه الطائرات، جراء معلومات غير دقيقة، كما حدث في المعجلة بمديرية المحفد قبل عامين أو أكثر. * غياب السلطات وتدني خدمات المواطنين: تشهد مديرات لودر وأخواتها من مديريات المنطقة الوسطى من حالات الانفلات الأمني فيها، وغياب دور السلطات المحلية، مما أثر سلباً في تدني خدمات المشاريع والتنمية وتعطيل مصالح المواطنين، ففي الوقت الذي تتدهور فيه الأوضاع للأسوأ كل يوم، ما يزال الصمت يسيطر على عمل السلطات المحلية والتنفيذية والأمنية في القيام بدورها تجاه ما يحدث من تخريب وتدمير للبنية التحتية لمشاريع المديرية، وآخرها نهب محطة تأجير الآليات الزراعية والمعهد التقني ومعهد المعاقين وغيرها من المرافق التي سيأتي الدور عليها مستقبلاً في ظل هذا الصمت، ولابد للسلطات أن تسترجع قواها المنهكة للحفاظ على ما تبقى من مشاريع البنية التحتية ووضع آلية عمل تضمن الحد الأدنى من تحقيق الأمن والاستقرار وتثبيت النظام والقانون والسلم الاجتماعي في هذه المديريات.