بدأ النظام يستخدم آخر أوراقه المتهالكة والذي يريد إظهارها للرأي العالمي من خلال إعطاء الضوء الأخضر للجماعات المتشددة بالسيطرة على عاصمة محافظة أبينزنجبار بعد أن كانت تلك الجماعات قد سيطرت في شهر مارس المنصرم على كبرى مديريات المحافظة خنفر "جعار" حيث أستيقظ سكان مدينة زنجبار عند الساعة من صابح أمس على أصوات المدافع والانفجارات في محيط المدينة وشاهدوا مئات المسلحين المتشددين يجوبون شوارع المدينة الذين قاموا بإحراق البنك الأهلي والبريد وعمارة باوزير ونهب مجوهرات من بنك التسليف الزراعي وأحرقوا الوثائق واستولوا على مبنى الأمن العام والسياسي وقسم النجدة بالمحافظة والأمن المركزي بالمحافظة الذين لجأوا أفراده الانضمام للواء 25 ميكا. وأفاد شهود عيان ل"أخبار اليوم" إن المواجهات التي مازالت مستمرة حتى ساعة كتابة هذا الخبر قد أسفرت عن استشهاد المقدم / قاسم علي شيخ من الأمن المركزي وثلاثة جنود آخرين، بالإضافة إلى إحراق دبابتين مع أفرادها في منطقة "الصرح". مشيرين إلى أن النقطة الأمنية التي ما زالت متمركزة في منطقة عمودية قد أطلقت النار على سيارة نوع "دباب" بداخلها مواطنون مساء أمس الأول الخميس، مما أسفر عن مقتل المواطن / سعيد عبدالله علي عوض السعيدي من أبناء مديرية الشيخ/ عثمان محافظة عدن عندما كان على متن السيارة القادمة من مدينة جعار في طريقها إلى عدن. وأكد شهود عيان أن المواجهات المسلحة في زنجبار قد أسفرت عن مقتل عدد من أفراد نقطة مطعم البادية وعدد من المسلحين وإصابة آخرين، مشيرين إلى أن تلك الجماعات الذين يتجاوز عددها 150 شخصاً قد توزعوا بشكل جماعات على مستوى مدينة زنجبار وأخرى أتجهت إلى مدينة "الكود" لمحاصرة منزل العميد الركن / عبدالرزاق المروني مدير أمن المحافظة الذي عزز بأطقم عسكرية لمواجهة المسلحين. وأفاد شهود عيان إن القصف المدفعي من قبل اللواء 25 ميكا مازال مستمراً باتجاه العناصر المسلحة وأن هناك طائرة حربية حلقت فوق سماء زنجبار قامت بضرب جبل خنفر في مدينة جعار والمخرن ولم يسفر عن وقوع أي إصابات للجماعات المسلحة التي تتخذ من الجبل مقراً لها بعد أن استولوا على مدينة جعار في شهر مارس المنصرم. وقد نتج عن الاشتباكات المسلحة نزوح عدد كبير من أهالي منطقة الصرح والمراقد ومغادرة منازلهم إلى محافظة عدن وبعض المناطق الأمنية بأبين وأعرب النازحون عن استنكارهم أن تكون مدينة زنجبار مسرحاً لأعمال العنف وأبدوا استغرابهم بأن تلك العناصر المسلحة المتشددة لم تتهجم على النقطتين الأمنية في عمودية "5" كيلو عن مدينة زنجبار والنقطة الأخرى المتواجدة حتى اللحظة في جولة زنجبار ودخول تلك العناصر إلى منطقة الكود لمحاصرة منزل مدير أمن المحافظة عبر تلك النقطة الأمنية المتواجدة بجولة زنجبار، مؤكدين بأن ذلك يعد مؤامرة من قبل النظام لجعل محافظة أبين تعيش اضطرابات أمنية من خلال انتشار العناصر المسلحة في زنجبار وجعار ولودر. وأوضحوا أن مدينة زنجبار أصبحت مدينة أشباح حيث تم انقطاع التيار الكهربائي والمياه عن ساكنيها. إلى ذلك أكد عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني "علي دهمس" أن ما يجري اليوم زنجبار أنه بايعاز من قبل السطة التي دأبت منذ وقت مبكر بالتعامل مع هذه الجماعات الجهادية. وأتهم "دهمس" في تصريحه ل"أخبار اليوم" أن نظام صالح يستخدم تلك الأوراق الأمنية من أجل بقائه في السلطة، مشيراً إلى أن النظام سبق وأن هدد بورقة الانفصال إلا أن تلك الورقة سقطت وأن تعامله مع ورقة القاعدة لإظهار محافظة أبين بأنها ملاذاً للقاعدة، موضحاً بأن تلك الورقة ستفشل أيضاً. وأضاف: إننا ننفي أن تكون في محافظة أبين قاعدة، بل هي جماعات جهادية متواجدة منذ عام 94م وتتعامل مع النقاط وأن ظهورها غالباً هي لعبة يستخدمها النظام من أجل وأد ثورة الشباب وإظهار المحافظات الجنوبية بشكل عام ملاذ للقاعدة، لافتاً إلى أن النظام يوحي للغرب بأنه إذا ترك السلطة فإن اليمن ستكون ملاذاً للقاعدة وهذا غير صحيح، بل إن تلك الجماعات أصلاً تابعة للنظام ويتعامل معها وتستخدم الأسلحة التابعة للسلطة. وتساءل دهمس في تصريحه لماذا تقوم السلطة بضرب جبل خنفر ومنطقة المخزن بالطائرات في الوقت أن الاشتباكات جارية في عاصمة المحافظة زنجبار؟!، مؤكداً أن ما جرى في زنجبار هي معارك وهمية على رغم من سقوط عدد من القتلى والجرحى بين صفوف الأمن والمواطنين ووصفها باللعبة القذرة. وحذر دهمس السلطة ونظام صالح الاستمرار في هذه اللعبة المكشوفة وأن نتائجها السلبية ستعود لصالح النظام، كاشفاً أن النظام يسعى إلى نقل ما يجري في أبين إلى محافظة عدن الذي يعد ضمن مخططات النظام على المحافظات الجنوبية. وأختتم دهمس تصريحه بالقول: إننا نتمنى النصر لثورة الشباب وسقوط النظام، داعياً كل القوى السياسية أن تشكل رأي عام يسقط هذه المؤامرة التي يمارسها النظام، مناشداً أيضاً المجتمع الدولي بعدم التعامل مع كذبة صالح. من جانبه قال أنور الشيحي المسؤول الإعلامي لشباب ثورة التغيير في أبين أن ما جرى في عاصمة المحافظة زنجبار أمس لن يؤثر على ثورة الشباب المطالبة بإسقاط النظام، مؤكداً أن ما جرى أيضاً خير دليل على أن النظام غير قادر على السيطرة للوضع وأن زمام الأمور قد فلتت من يده. لافتاً إلى أن هذا سيزيد شباب الثورة إصراراً حتى يسقط النظام.