أفرجت إسرائيل يوم أمس الاثنين عن 198 أسيرا فلسطينيا فيما يتوقع أن تصل إلى إسرائيل وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في محاولة جديدة للدفع بالمفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي انطلقت عقب مؤتمر أنابوليس أواخر العام الماضي. وقد جمع الأسرى الفلسطينيون صباح أمس في سجن عوفر الإسرائيلي قبل الصعود إلى حافلات لنقلهم إلى حاجز بيتونيا عند مدخل رام الله في الضفة الغربية. وكان مسؤولون في السلطة الفلسطينية بينهم الوزير المكلف بشؤون الأسرى أشرف العجرمي في استقبال الأسرى المحررين قبل أن يصعدوا إلى الحافلات. وقام عدد كبير من الأسرى بتقبيل الأرض لدى نزولهم من سيارات السجون الإسرائيلية التي نقلتهم. ويوجد من بين الأسرى أقدم معتقل فلسطيني وهو سعيد العتبة الذي أمضى 31 عاما في السجون الإسرائيلية، كما تتضمن لائحة المفرج عنهم النائب في المجلس التشريعي عن حركة التحرير الوطني الفلسطيني محمد إبراهيم أبو علي الملقب أبو علي يطا، الذي أمضى 28 عاما في السجن. وتنتمي غالبية المعتقلين المفرج عنهم إلى حركة فتح، وليس بينهم أي عضو من حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي. وتأتي تلك العملية -التي تعتبرها إسرائيل بادرة حسن نية تجاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس- قبل وصول رئيسة الدبلوماسية الأميركية إلى إسرائيل للوقوف على مسار المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. وقال مصدر في رام الله وليد العمري إن زيارة رايس للمنطقة -وهي السابعة منذ مؤتمر أنابوليس الذي انعقد في نوفمبر وال13 منذ توليها رئاسة الدبلوماسية الأميركية- تأتي في ظل سقف توقعات منخفض جدا. وعزا المصدر انخفاض سقف التوقعات إلى كون الوزيرة الأميركية تمثل إدارة على وشك الرحيل، وإلى كون رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت يقترب بدوره من التخلي عن مهماته. وتقول الخارجية الأميركية إن رايس ستسعى أثناء هذه الزيارة التي تستغرق يومين إلى تقييم "الجهود الجارية لإرساء سلام دائم وإيجابي بالمنطقة" بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وإضافة إلى أولمرت ستلتقي الوزيرة الأميركية مع عدد من المسؤولين الإسرائيليين بينهم وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، كما ستعقد لقاء ثلاثيا مع رئيسي الوفدين المفاوضين الفلسطيني والإسرائيلي للوقوف على ما تم التوصل إليه بين الجانبين. وبعد ذلك تتوجه رايس إلى رام الله للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس. ولا تزال مفاوضات الحل النهائي التي أطلقت في مؤتمر أنابوليس عالقة عند قضايا أساسية، هي حدود الدولة الفلسطينية الموعودة ومستقبل القدس والمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية وقضية اللاجئين.