في كل الأوقات تبقى الرياضة مواقع للفن والأخلاق، لأنها تهذب الإنسان وتصحح سلوكه وتضعه في مسار يخدم به نفسه ومجتمعه.. غير أن أوضاع رياضتنا وأحوالها أصبحت اليوم بؤرة فساد، تتشارك فيها أطراف عدة وجدت لنفسها حيزا وموقع بين الرياضيين. فالرياضة اليمنية التي تفتقد التخطيط السليم المبرمج لمراحل قادمة، ويتعمد الحلول الوقتية التي لا تلبي في أوقات كثير أهدافها.. ففي الفترة الماضية كان اتحاد كرة القدم يظهر العشوائية بكل صورها في التعاطي مع الأمور من واقع ما يدور في البلاد، فتارة يؤجل الدوري، وتارة أخرى يستمر، وهكذا توالى وكأنه إرضاء لعيون بعض الأندية التي اعتادت أن تبقى وحدها دون غيرها في مواقع الدلال، وكأنها جاءت من مواقع أخرى.. فاتحادنا نسي أنه جاء على أكتاف الأندية برمتها، وأن عليه أن يخدمها من زاوية مشتركة لا تعترف بالألوان. ولعل تلك الأفعال ما هي إلا جزء من واقع رياضي مرير مصدره غياب النظم والبرمجة التي تسير مع الأندية على مسار واحد، وتكون فيه مصلحة الأندية هي الحاضرة دون غيرها.. فالأطر الرياضية التي يفترض بها انتشال الأوضاع المزرية وإيجاد الحلول الشافية، ولم تكن يوما قادرة على فعل ذلك لأنها تفرغت لأشياء غير، واكتفت في كل الأوقات بالبحث عن مصادر المخصصات التي تروي عطشها الدائم الذي لا ينقطع.. وهو الأمر الذي رمى بظلاله على قيادات وإدارة الأندية التي أصبحت تسير مع الركب وتتخذ لنفسها موقعا في منظومة فساد تتسع يوما بعد آخر، لتكون الأندية هي الضحية في كل الأوقات.