وصل الرئيس السوداني عمر البشير إلى مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان في أول زيارة إلى هذه المنطقة التي تتمتع بحكم ذاتي منذ حوالي عام ونصف العام، ليشهد اتفاقا بشأن الإنتاج الكهرمائي. ومن المقرر أن يترأس البشير اجتماعا وزاريا يعقد بعده مؤتمرا صحفيا. وقال مسؤولون سودانيون إن الاتفاق سيسمح بتوقيع عقد في وقت لاحق مع شركات صينية لبناء ثلاثة سدود في جنوب السودان اثنان منها في الولاية الاستوائية والثالث في بحر الغزال. وترتبط الصين -التي أعلنت عن فتح قنصلية لها في جوبا- بعلاقات وثيقة مع الحكومة السودانية وهي أبرز مستورد للنفط السوداني وأكبر مستثمر في السودان. وتوقع المدير التنفيذي لوحدة تنفيذ السدود أسامة عبد الله أن يكون لمشروعات السدود في الولاياتالجنوبية أثر كبير على إنتاج الكهرباء الرخيصة والنظيفة للوفاء باحتياجات التنمية وتطور الحياة الاجتماعية والاقتصادية. وتعود آخر زيارة للبشير إلى جوبا إلى يناير2007. وخلال تلك الزيارة تبادل الاتهامات مع نائبه سلفا كير الزعيم السابق للحركة الشعبية لتحرير السودان الذي يترأس حاليا منطقة جنوب السودان، بعد تطبيق اتفاق السلام لعام 2005 الذي أنهى حربا أهلية استمرت 21 عاما. واتهم سلفا كير بالخصوص حزب المؤتمر الوطني الحاكم بتأخير تطبيق بعض بنود اتفاق السلام ورد البشير باتهام سلطات الجنوب بعدم المشاركة في لجان الإشراف على تطبيق الاتفاق. وبين نقاط الخلاف وضع منطقة أبيي الغنية بالنفط والتي تقع بين شمالي البلاد وجنوبيها وتقاسم الموارد النفطية. وبموجب اتفاق السلام فإن مصير أبيي سيتحدد في استفتاء على تقرير المصير عام 2011. وسيكون على الأهالي آنذاك تقرير إن كانوا يرغبون في بقاء المنطقة تابعة للشمال أو إلحاقها بالجنوب وأيضا ما إن كان الجنوب سيختار الاستقلال.