سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
د. الشرجبي: المجلس الانتقالي ضرورة وخطوة إيجابية وعلى القوى التشاور حول مستقبل الثورة قال إنه لا يمكن الانتظار في ظل تدهور الأوضاع وترتيب القوى الدولية والإقليمية لأوراقها..
اعتبر أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء الدكتور/ عادل الشرجبي تشكيل مجلس انتقالي في المرحلة الحالية أصبح ضرورة وخطوة إيجابية ينبغي على الثورة القيام بها، بغض الطرف عن الطريقة التي يتم الإعلان بها والأشخاص الذين يمثلون أعضاء في المجلس، حيث لا جدوى من الانتظار حتى يتم تشكيل هذا المجلس، في ظل التدهور المستمر للأوضاع وضيق أحوال الناس، مشيراً إلى أن القوى الإقليمية والدولية ترتب أوراقها في اليمن. واستنتج الشرجبي في تصريح ل"أخبار اليوم"، من حديثه السابق بأن إعلان مجلس رئاسي انتقالي أو مجلس السلطة المؤقتة أمر ضروري، مستدركاً بأنه لابد من اتباع إجراءات تقدم على التوافق بين كل المكونات الثورية سواء من قوى الثورة الشبابية أو من القوى الاجتماعية والعسكرية والسياسية التي دعمت الثوار وأعلنت تأييدها ونصرتها لهم، مضيفاً بأن ذلك ينبغي التحرك فيه بسرعة. وأشار الشرجبي إلى أن المجلس الانتقالي الذي أعلن عنه يمثل نوعاً من هذه الأوضاع بحيث أن جميع الثوار يتنبهوا إلى هذه المسألة، لافتاً إلى أنه من الممكن أن يعاد النظر في المجلس بإضافة أو استبدال أشخاص أو حتى استبداله بشكل كامل. وشدد أستاذ علم الاجتماع على ضرورة اتخاذ خطوة باتجاه التصعيد الثوري وإيجاد سلطة، حيث أنهم لازالوا بانتظار القوى الإقليمية والدولية ترتيب أوضاع ليلتحقوا بها، معتبراً ذلك أمراً يمثل سلباً على الثورة. وأعتبر الشرجبي تشكيل المجلس الانتقالي خطوة إيجابية سوف تؤدي إلى تحريك المياه الراكدة، بغض النظر عن نجاح المجلس أو عن استبداله، وقال إن ما يهم هو أن على القوى الثورية أن تلتقي وتتدارس الأمر وتتشاور لتعلن عن سلطة ثورية تدير البلد في هذه المرحلة وتستكمل مهام الثورة التي لم تنجز حتى الآن، حيث لا يمكن للمواطن العيش في ظل هكذا أوضاع، حيث أن سلطة نظام صالح لم تعد قائمة عدا بهيكل شكلي، ما جعل المواطن يعاني من مشكلات عدة، كما أن الثوار لم يتخذوا خطوة باتجاه بناء سلطة تستطيع أن تقدم الخدمات الأساسية وتقوم بوظائف الدولة تجاه المواطن. وقال: إن الاعتراف الخارجي ليس مهماً بقدر أهمية الاعتراف الداخلي وفي المقام الأول توافق القوى الثورية، إذ أن شرعية أية دولة لا تقوم على الاعتراف الخارجي فحسب، منوهاً إلى أن الاعتراف الخارجي يأتي لاحقاً عاجلاً أو آجلاً. وأكد أن التمديد المستمر في أحوال المواطنين قد يؤدي إلى إجهاض الثورة والآن إمكانية استكمال الثورة تصبح ضعيفة، مضيفاً بأن الثوار لم يكونوا يسعون إلى ثأر شخصي من الرئيس صالح، مضيفاً: لا أعتقد أن الثوار كان لديهم مشكلات شخصية مع شخص الرئيس بقدر ما تكمن المشكلات مع النظام الذي لازال يدير الدولة بنفس العقلية المعتادة وبذات الطريقة والأسلوب، أحياناً عن طريق مجموعة غير رسمية حسب تعبير الشرجبي . وبالتالي ينبغي المضي قدماً في خطوة إيجابية، إذ أن الناس منذ فترة ظلوا يراوحون في أماكنهم ينتظرون المبادرة الخليجية وما تقوله الولاياتالمتحدة وكيف سيرتب الخارج لنا الأوضاع، في الوقت الذي ينبغي على قوى الثورة أن ترتب أوضاعها بنفسها وتسارع التحرك. وقال الدكتور الشرجبي: إن مسألة المجلس لا يراها بأنها الحل، بل يرى ضرورة لتحرك قوى الثورة إلى الأمام، مشيراً إلى أن من أعلنوا المجلس الانتقالي اجتهدوا وقد يكونوا أخطأوا في اجتهادهم، حيث ينبغي تصحيح الخطأ إن وجد لا أن يتم الوقوف في نفس النقطة السابقة. وشدد على قوى الثورة إيجاد آلية للتشاور حول مستقبل الثورة اليمنية، وكيف يمكن أن تستكمل إنجاز مهام الثورة في هذه المرحلة، حيث تشكيل المجلس خطوة إيجابية سوف يؤدي إلى أن قوى الثورة كلها تتوافق حول رؤية مشتركة سواء أسموه: "مجلس انتقالي، مجلس وطني، مجلس رئاسي"، إذ لا يهم التسمية بل أن الأمر المهم وجود سلطة جديدة تقوم بإدارة أجهزة الدولة بما يخفف على المواطن المعاناة، حيث يجب التوافق الآن على كيفية اتخاذ خطوات باتجاه استكمال مهام الثورة.